ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية سواء الغذائية أو غيرها من المواد ذات الاستهلاك اليومي بشكل مفاجئ على وقع ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء نحو 50 ليرة سورية في أقل من 24 ساعة بعد طرح مصرف سوريا المركزي ورقة نقدية جديدة من فئة 5000 ليرة سورية.
وبدأت الارتفاعات بالأسعار قبل ارتفاع سعر الدولار وطرح الفئة الجديدة بيومين وفقاً لعدد من الباعة، حيث أكد بعضهم أن الموزعين رفعوا أسعارهم قبل يومين دونما مبرر، ولم يكن سعر الصرف قد ارتفع بل كان يراوح في مكانه حول الـ 2900 ليرة سورية، إلا أن سعر كيلو السكر ارتفع بين 200 – 300 ليرة ليصل إلى 1800 ليرة، وارتفع ليتر زيت القلي من 5100 إلى 5500 ليرة سورية.
وتابع أصحاب المحال "في يوم طرح الـ 5000 ليرة معظم الموزعين توقفوا عن التوزيع، مؤكدين أن الأسعار غير مستقرة، على أن يتم التوزيع في اليوم التالي، بينما قام بعض الموزعين بطرح بضاعة مرتفعة جداً لم تباع إلا لقلة".
اقرأ أيضا: "مصرف سوريا" يبدأ التعامل بورقة نقدية من فئة 5000 ليرة
وفي اليوم التالي، ارتفعت بعض الأسعار حيث وصل ظرف الأندومي إلى 500 ليرة مرتفعاً 100 ليرة، وأوقية القهوة دون هيل إلى 2300 ليرة مرتفعةً من 2100 ليرة، وارتفع نصف كيلو المتة من 5000 إلى 5300 ليرة، وطال ارتفاع الأسعار المعلبات أيضاً.
ارتفاع أسعار السيارات في سوريا
وطال ارتفاع الأسعار السيارات المستعملة والعقارات منذ نحو أسبوع بشكل صادم حيث توقع البعض أن يكون التجار على علم بطرح الـ 5000 ليرة متوقعين انهيارا لقيمة الليرة، حيث وصل سعر سيارة الغولف 1976 إلى 11 - 12 مليون ليرة مرتفعةً من 8.5 – 9.5 ملايين، والكيا فورتي إلى 45 مليون ليرة من 40 – 42 مليونا.
وارتفعت أسعار العقارات حيث وصل سعر المتر على العظم في جرمانا بريف دمشق إلى 700 ألف ليرة سورية، وسعر الغرفة مع منتفعات في عشوائيات دمشق إلى 30 مليون ليرة.
اقرأ أيضا: "الحكومة المؤقتة" تمنع تداول فئة الـ 5000 ليرة الجديدة
وبحسب رصد "تلفزيون سوريا"، فعلى أرض الواقع لم ترتفع أسعار السلع الاستهلاكية بشكل صادم ولم يحدث تضخم جامح كما توقع البعض، حيث ارتفعت السلع قبل طرح الورقة النقدية بمعدل 200 – 300 ليرة، بينما كانت هناك مخاوف من قل التجار من انخفاض كبير في قيمة الليرة بعد طرح الورقة النقدية لذلك امتنع كثير من التجار عن البيع والشراء والتوزيع.
ونفى المصرف المركزي في تصريح لمدير مكتبه الصحفي غيث علي مع إذاعة المدينة الموالية، أن يسبب طرح الـ 5000 أي انهيار في العملة، وقال "الفئات التي تطرح في سوريا أو في أي بلد آخر هي عبارة عن تسهيل للتداول"، لافتاً إلى أن "الغاية الأساسية منها تسهيل التداول، أما فيما يتعلق بالتضخم فطرح الـ 5000 هو حل لمشكلة آثار التضخم التي نعاني منها".
وأكد أنه سيتم سحب مقابل كل 5000 ليرة جديدة 5000 ليرة مهترئة من الفئات الموجودة في السوق، ليكون الطرح عبارة عن تسهيل تداول للعمليات التجارية فقط.
وبدوره، أشار الخبير والباحث الاقتصادي في الشؤون المالية والمصرفية سامر أبو عمار في حديثه مع إذاعة ميلودي إف إم الموالية أنه من الممكن أن يكون هناك أثر نفسي سلبي عند طرح الفئة الجديدة، وقال "العامل النفسي مهم جدًا لكنه لا يستمر إلا لفترة قصيرة، “طالما هناك شيء محكم على أرض الواقع فلن يؤثر العامل النفسي بشكل دائم".
ودعا أبو عمار لجعل الحد الأدنى للتداول 100 ليرة سورية، مع طرح أوراق تصل إلى 25 ألف ليرة سورية، مطالباً بضرورة سحب الفئات النقدية الدنيا القديمة غير الكفؤ للتداول من 5 – 10 – 25 – 50 ليرة.
اقرأ أيضا: هيئة الأوراق المالية: فئة الـ 5000 كان يجب أن تُطرح منذ سنوات
فئة 10 آلاف
وبحسب تصريحات المصرف المركزي لأكثر من وسيلة وردت عبارة أن "الدراسات مستمرة فيما يتعلق بطرح فئات مثل الـ 10 آلاف ليرة سورية"، وهذا ما نقله تلفزيون الخبر أيضاً عن غيث علي بقوله إن هناك دراسات لإصدار فئة الـ 10000 ليرة، لكن تلك العبارة لم يتم تصديرها في وسائل الإعلام وبقيت كسياق طبيعي ضمن الأخبار المتداولة عن الـ5000 ليرة.
ويؤكد خبراء أن دراسة المركزي لإصدار 10 آلاف ليرة سورية، هو توقع بتضخم جديد إذ كونه برر طباعة الـ 5000 ليرة قبل سنتين، بأنه كان يتوقع حدوث تضخم يستدعي ذلك.