تتفاقم الأوضاع الخدمية والمعيشية في مناطق ريف درعا الشرقي بشكل غير مسبوق، وذلك بعد توصّل المنطقة إلى إجراء "تسوية" مع نظام الأسد الذي وعدت حكومته بتحسين الأوضاع.
وبحسب ما ذكرت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا فإنّ "حكومة الأسد" أهملت مدن وبلدات ريف درعا الشرقي، وتجاهلت مطالب الأهالي في توفير بيئة خدمية تُسهم بتخفيف العبء عنهم.
وأضافت المصادر أنّ معاناة السكّان وصلت إلى "حد لا يحتمل"، في ظل عجزهم عن تأمين المستلزمات الأساسية نظراً لارتفاع أسعارها بشكل لا يتناسب مع الدخل الشهري للعائلة، والذي قد يصل إلى 200 ألف ليرة سورية وسطياً.
أوضاع معيشية سيئة شرقي درعا
الأزمات تعصف في مناطق شرقي درعا، ومن أبرزها عدم القدرة على توفير مادة الخبز بالسعر المدعوم "150 ليرة سورية" للربطة الواحدة والذي لم يعد متاحاً، نتيجة للانقطاعات المستمرة لمادة الطحين.
هذا الأمر دفع الأهالي لشراء الخبز من القطاع الخاص بـ1700 ليرة سوريّة للربطة الواحدة، وتحتاج العائلة لـ4 ربطات خبز يومياً.
وأمّا التيار الكهربائي فهو شبه منقطع، إذ تُغذّى المنطقة 3 ساعات يومياً في الحد الأقصى، كما يواجه الأهالي صعوبة في توفير المياه، بسبب سوء الشبكة وتضرر معظمها.
والحل الوحيد للأهالي - وفق المصادر - هو تعبئة المياه عبر الصهاريج المتنقلة وبسعر 15 ألف ليرة سورية للصهريج الواحد، حيث تحتاج العائلة إلى ثلاثة صهاريج شهرياً.
محمد المفعلاني - أحد أبناء بلدة ناحتة في ريف درعا - يقول لموقع تلفزيون سوريا إنّ الأوضاع المعيشية في أسوأ حالاتها، موضحاً "المنطقة تعيش مأساة حقيقية لم تتعرّض لها من قبل، ويواجه الأهالي صعوبات كبيرة في تأمين المتطلبات الأساسية، ما دفعهم للاستغناء عن أكثرها".
وتحدّث "المفعلاني" عن الواقع الصعب الذي تشهده مناطق شرقي درعا، وتطرّق إلى الجانب الطبي وبيّن خطورة تردّي القطاع الصحي في بلدته ناحتة والبلدات المجاورة.
وبحسب "المفعلاني" فإنّ المنطقة تشهد غياباً شبه تام للمراكز الصحية العلاجية، حيث يعتمد الأهالي على أطباء العيادات الخاصة، ما يضطرهم لقطع مسافات طويلة، ناهيك عن دفع 6 آلاف ليرة سورية للمعاينة، وهو مبلغ دفعه في أثناء علاج طفله، وكلّفه شراء "راشيتة" (الوصفة الدوائية) 20 ألف ليرة.
وأمام سوء الحالة الصحية يتخوّف الأهالي في شرقي درعا من استمرار الأوضاع على حالها، خاصة مع انتشار فيروس كورونا وتسجيل حالات عديدة بين الأهالي، والذين يتجهون إلى العاصمة دمشق لتلقي العلاج في المشافي الخاصة، وهي رحلة علاجية قد تكلّفهم عشرات ملايين الليرات السوريّة.
90 ألف ليرة سعر أسطوانة الغاز شرقي درعا
كذلك يعاني الأهالي في ريف درعا الشرقي من ارتفاع أسعار أسطوانات الغاز، والتي وصلت إلى 90 ألف ليرة سوريّة من القطاع الخاص، مع عدم توفّرها بشكل دائم، ما شكّل طوابير جديدة أمام مراكز البيع للحصول على أسطوانة.
وبحسب المصادر فإنّ الأسطوانة المخصصة كل أربعة أشهر من "البطاقة الذكية" لا تكفيهم إلا شهراً واحداً، ما دفع الأهالي أيضاً إلى العمل على جمع الحطب وأكياس النايلون كـ"حل بديل"، بسبب عدم مقدرتهم على توفير مادة الغاز.
يشار إلى أنّ مدن وبلدات ريف درعا الشرقي اضطرت، في شهر تشرين الأول الفائت، إلى إجراء "تسوية" مع نظام الأسد، وذلك بعد سنوات من سيطرة "النظام" على كامل محافظة درعا، بموجب اتفاق بين روسيا وفصائل المعارضة، في منتصف تموز 2018، ومنذ ذلك التاريخ و"النظام" يواصل بمساندة ميليشياته ارتكاب الانتهاكات في المنطقة.