اختطفت مجموعة مجهولة أحد وجهاء قبيلة شمّر العربية، في منطقة تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وأفاد مصدر مطلع من قبيلة شمّر لموقع "تلفزيون سوريا" أن الاتصال مع الشيخ هاشم سليمان الجربا، فُقد في أثناء توجهه صباح أول أمس الأربعاء من قريته نعيشية إلى مدينة الحسكة بسيارته الخاصة.
وأشار المصدر إلى تلقي عائلة الشيخ "محادثة كتابية" من رقم أميركي، تفيد بوجود الشيخ لديهم وإعطائهم مهلة لمدة أسبوع لتأمين مبلغ 80 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه.
وأكد المصدر، الذي فضّل عدم كشف اسمه، على أن الخاطفين هددوا بقتل الشيخ هاشم الجربا في حال أخبرت عائلته أي جهة أمنية بتفاصيل عملية دفع الفدية، أو التأخير بدفعها لأكثر من أسبوع، مضيفاً أن الخاطفين أبلغوا عائلة الشيخ بأن جميع تحركاتهم واتصالاتهم سوف تكون مراقبة من قبلهم.
وأشار المصدر إلى أنه "من المحتمل مشاركة أشخاص مقربين من الشيخ أو الأجهزة الأمنية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في عملية الخطف، لأنه حتى اللحظة لم تتمكن عائلته من معرفة الموقع الذي تمت فيه عملية الخطف".
والشيخ هاشم سليمان الجربا هو أحد أبناء عمومة الشيخ حميدي دهام الهادي الجربا، شيخ قبيلة شمّر، يقود ابنه بندر قوات "الصناديد" أكبر الفصائل العربية المنضوية ضمن "قوات سوريا الديمقراطية".
واتهم الشيخ مشعل عبد الكريم الجربا "قسد" بالوقوف خلف عملية خطف الشيخ هاشم الجربا، حيث تنتشر حواجز قوات "الأسايش"، الجهاز الأمني لـ "قسد"، على الطرق الرئيسية بين المدن والبلدات وكذلك في مداخلها، بما في ذلك المنطقة التي تم اختطاف الشيخ الجربا فيها.
وقال الشيخ مشعل عبد الكريم الجربا، في منشور عبر "فيس بوك"، إن "الحوادث التي تجري بعموم المنطقة هي مسلسل منظم ومدروس من قسد"، متهماً إياها بـ "دعم العصابات المسلحة التي تعمل على الخطف والاغتيالات والاعتقالات الكثيرة ضد أبناء القبائل العربية وضد الإخوة الكرد".
وأشار الشيخ الجربا إلى أن "قسد" اعتقلت قبل قرابة عام ونصف الشيخ غازي محمد العاصي الجربا، وقبل شهر اعتقلت حسين النواف الباشا العواصي.
وأواخر العام 2021، اعتقلت قوات "الأسايش" الشيخ عزو الصديد، أحد وجهاء قبيلة شمّر للضغط على نظام الأسد للإفراج عن أربعة كوادر بينهم قيادي في حزب "العمال الكردستاني"، موقوفين في دمشق.
وأطلقت "قسد" سراح الشيخ الصديد لاحقاً، عقب استنفار قوات "الصناديد" وأبناء قبيلة الشمّر، ما دفع الشيخ حميدي دهام الهادي للاتصال بقائد "قسد" مظلوم عبدي، وحثه على إطلاق سراح الشيخ الصديد خشية تصعيد التوتر في المنطقة.