اجتمع العشرات من أهالي السويداء في دار الأمارة في بلدة عرى، للتباحث حول الأحداث التي شهدتها بلدة القريّا، والاشتباكات مع "الفيلق الخامس" جنوب غرب المحافظة، في ظل تمادي الأخير بعدم الانسحاب من أراضي القريّا.
وعُقد الاجتماع بدعوة من الأمير لؤي الأطرش، مساء أول أمس الأحد، وبحضور أهالي قتلى الاشتباكات التي اندلعت أواخر أيلول الماضي، بالإضافة إلى لجنة من أهالي بلدة القريّا، وممثلين عن حركة "رجال الكرامة".
ونقل موقع "السويداء 24"، أن المجتمعين قرروا بالإجماع "عدم عقد أي مفاوضات أو تشكيل أي لجان للتفاوض، أو الحديث عن الصلح، قبل انسحاب مسلحي الفيلق الخامس من أراضي بلدة القريا".
وأكد المجتمعون أن "الخلاف ليس مع أهالي درعا، الذين تربطهم علاقات تاريخية بأهالي السويداء، وإنما الخصم هو كل من يتعدى المحافظة وأهلها".
وشددوا على أن قائد "اللواء الثامن" التابع لـ "الفيلق الخامس"، أحمد العودة، هو "المسؤول عن تفاقم النزاع، وكل من يقف خلفه في التمادي وعدم الانسحاب من أراضي القريا".
وفوّض المجتمعون الأمير لؤي الأطرش التباحث مع أي جهة من درعا تتواصل بغية إنهاء حالة التوتر وانسحاب مسلحي الفيلق من أراضي القريّا.
وكانت قد اندلعت اشتباكات بين فصائل محلية في السويداء بمساندة من حركة "رجال الكرامة" وميليشيا "الدفاع الوطني" من جهة، وبين "اللواء الثامن" التابع لـ "الفيلق الخامس" من جهة أخرى، في 29 من أيلول الماضي، بعد هجوم نفذته فصائل محلية على نقاط تابعة لـ "الفيلق الخامس"، المدعوم من روسيا، بهدف استعادة الأراضي الزراعية التي سيطر عليها في نيسان الماضي.
وحينها حّذر قائد "اللواء الثامن"، التابع لـ "الفيلق الخامس"، أحمد العودة، أهالي السويداء من "استخدامهم كأدوات لتنفيذ أجندات لجهات أكبر، كميليشيا حزب الله اللبناني، ومرتزقة إيران وأذرعها الأمنية".
ونفى العودة أن تكون قواته قد احتلت أراضي في بلدة القريّا، مؤكداً أن نقاط الحراسة، التابعة لقواته، أنشئت سابقاً بالتنسيق مع الجانب الروسي، بعد اقتتال وقع في آذار الماضي بين الطرفين، ورفضت فصائل السويداء المشاركة بها.
وكان الكاتب والصحفي غسان المفلح قال في تصريح سابق لموقع "تلفزيون سوريا"، إن هناك من طالب قوات النظام من بعض فعاليات مدنية ومسلحة في السويداء بالتدخل بعد توجيههم تساؤلات حول عدم تدخل قوات النظام وميليشيات إيران و"حزب الله" أيضاً، وإحاطة القريّا من جهة وبصرى من جهة ثانية، مشيراً إلى أن المسألة أساسها افتعال فتنة عملت عليها إيران والنظام، لتوريط حركة "رجال الكرامة" في الدخول في الاشتباكات، وكذلك روسيا من خلال توريط "اللواء الثامن" بالتقدم باتجاه نقاط في القريّا.
اقرأ أيضاً: نتائج اقتتال القريا - بصرى الشام.. قوات النظام تنتشر في المنطقة