icon
التغطية الحية

اجتماع الأردن.. شروط متبادلة بين العرب والنظام السوري

2023.05.03 | 06:28 دمشق

اجتماع عمان التشاوري
اجتماع عمان التشاوري - أ ف ب
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

حمل البيان الختامي للاجتماع التشاوري الذي استضافه الأردن بخصوص سوريا في الأول من أيار الجاري، مضامين عامة وعبارات فضفاضة من قبيل الاتفاق على أهمية العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم، والتنسيق بين النظام السوري والأردن والعراق في مجال مكافحة تهريب المخدرات، مع إشارة إلى ضرورة استكمال مباحثات اللجنة الدستورية.

محاولة لتوحيد الرؤية العربية تجاه النظام السوري

وأفادت مصادر دبلوماسية عربية لموقع "تلفزيون سوريا"، أن الاجتماع العربي في عمان هدفه توحيد الرؤية العربية تجاه النظام السوري، ومحاولة من السعودية لتجاوز التحفظات التي اعترضت جهودها الرامية إلى تسهيل عودة النظام السوري للجامعة العربية.

وأكدت المصادر أن الأردن أبدى تحفظه على السرعة التي تتحرك بها الرياض للتطبيع مع النظام السوري، من دون إلزامه بأي مطالب، خاصة عدم الحصول منه على تعهدات لوقف تهريب المخدرات عبر الأراضي السورية، واستعداده للعمل مع دول الجوار لتسهيل عودة اللاجئين، إذ يعتبر هذان الملفان على رأس أولويات عمان.

ولا يرغب الأردن بالموافقة على عودة النظام السوري للجامعة العربية من دون تقديم خطوات ملموسة فيما يتعلق بالتعاون الفعال في قضية مكافحة المخدرات، خاصة بعد أن تجاهل النظام السوري في وقت سابق مطالبها المتكررة أواخر عام 2022، بعقد اجتماعات أمنية لنقاش مسألة التهريب.

وبحسب المصادر فإن عمان تتبنى فكرة تشكيل لجنة عربية متخصصة بمتابعة مسألة تسهيل عودة اللاجئين، بما يشجعهم على العودة إلى بلادهم بعد ضمان عدم تعرضهم لانتهاكات.

موقف النظام السوري

وأكدت مصادر عربية مطلعة لموقع تلفزيون سوريا، أن النظام السوري يركز على الناحية المعنوية والإعلامية، ويريد من الدول العربية الموافقة على عودته للجامعة العربية من دون الحديث عن شروط، وإنما الإشارة إلى توافقات، في خطوة تهدف إلى اعتراف ضمني بعدم صحة تجميد عضويته.

أيضاً؛ يشترط النظام السوري أن تتحرك الدول العربية أولاً لإيجاد الأرضية المناسبة لعودة اللاجئين السوريين عن طريق توفير حزم دعم لإصلاح البنية التحتية، التي تعرضت لأضرار بالغة بسبب الحرب.

وأفادت المصادر أن النظام السوري في الاجتماع أبدى مرونة نوعاً ما تجاه التعاون في مكافحة الإرهاب، والتصدي لتهريب المخدرات، والعمل مع المجموعة العربية للتخلص من انتشار القوات الأجنبية في سوريا من دون تحديد واضح لهوية تلك القوات، لكنه لم يتعاط بإيجابية مع مطلب الحل السياسي متهماً المعارضة بالعمل على تنفيذ أجندات غير سورية وعربية.

عودة النظام السوري للجامعة العربية

ورجحت المصادر لموقع "تلفزيون سوريا" أن استعادة النظام السوري لمقعده في الجامعة العربية قد لا تتم ضمن قمة الرياض المقبلة، حيث تتمسك بعض الدول العربية ومنها الأردن وقطر بقيام النظام بخطوات ملموسة متعلقة بتسهيل عودة اللاجئين ومكافحة المخدرات وقبول الحل السياسي.

ومن المحتمل أن تشهد قمة الرياض دعوة وزير خارجية النظام كممثل عن سوريا، كمخرج لجميع الأطراف العربية، كما أن هذه الخطوة ستعطي النظام انطباعاً عن الجدية في إعادة إدماجه ضمن المنظومة العربية.

وعلى العموم، فإن الأطراف اتفقت على عقد مزيد من الاجتماعات التشاورية لاحقاً على مستوى وزراء الخارجية، بهدف تقييم ما تم إنجازه من خطوات ملموسة، بهدف تقييم مدى نجاح المسار والبناء عليه، ولكن لا يجب إغفال أن البيان الختامي لاجتماع الأردن تضمن مخرجات يمكن أن تؤدي لاحقاً إلى خلافات حول تفسيرها، مثل الاتفاق على إخراج القوات الأجنبية غير الشرعية،

بالإضافة إلى مقررات قد لا يرغب النظام السوري بتنفيذها والحديث هنا تحديداً عن تسهيل عودة اللاجئين، إذ ينظر النظام إلى شريحة واسعة من اللاجئين على أنهم تهديد لسلطته، كما يعمل دائماً على قرن موافقته على عودة اللاجئين بالحصول على تمويل دولي.