يحاول المئات من رجال الإطفاء في اليونان إخماد حرائق الغابات التي اندلعت لليوم السابع على التوالي، وأودت بحياة العشرات، في حين تثير طريقة تعامل السلطات مع الحرائق غضباً كبيراً بين السكان المنكوبين، خاصة بعدما امتدت الحرائق إلى سفوح التلال المجاورة لأثينا ومنطقة إيفروس القريبة من الحدود مع تركيا.
ويُعتقد أن 18 شخصا من ضحايا الحريق هم من المهاجرين غير الشرعيين الذين تسللوا إلى اليونان مؤخراً، واختبؤوا في الغابات الواقعة شمالي مدينة ألكسندروبوليس القريبة من الحدود التركية، وسط اتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل المهاجرين مسؤولية الحرائق، رغم أن سبب اشتعالها لا يزال مجهولاً.
بيد أن رجل أعمال مقيم في اليونان وتعود أصوله لألبانيا أدلى بشهادته عما جرى عندما كان برفقة 13 مهاجراً من التابعية الباكستانية والسورية، والذين استبقاهم في عربته المقطورة بشكل غير قانوني، معرباً بأنه ليس بفاشي ولا عنصري، ومعرفاً عن نفسه بأنه شخص بعيد كل البعد عن أي نوازع عنصرية بغيضة.
عنصرية وسط حرائق اليونان
وقد جاء في شهادته: "كنت في مكان مساحته 200 متر مخصص لعملي، عندما اكتشفنا أمر إحراق عدد من المباني في المنطقة، وخلال الأيام الماضية، أخليت الضواحي والمباني، بالإضافة إلى إخلاء مشفى الجامعة، وبصورة طبيعية جافى النوم جميع السكان وأصبحوا في حالة تأهب ضد أي حريق قد يباغتنا خلال الليل. وفي مكان محدد بين مدينتي أليكساندروبوليس وسانت تشيلي خلف أحد المتاجر الكبيرة المعروفة، لاحظت وجود مجموعة مؤلفة من 13 شخصاً تحلقوا حول شيء ما وحاولوا أن يضرموا فيه النار، وهم يحملون بالوناً تصدر منه رائحة البنزين، كما كانت بحوزتهم سكين، فناديت شخصين من بني جلدتي كانا في الجوار، ثم طلبت من الشبان أن يرموا سكاكينهم والأدوات التي يحملونها بأيديهم، ومنعتهم من إشعال أي مصدر للنار داخل المدينة، ولأتأكد من عدم هروبهم وهجومهم علينا إلى أن تصل الشرطة، اتصلت على الرقم 100 فوراً، وفي غضون عشر دقائق، وصلت سيارة لدورية شرطة وحملتهم معها، بيد أن الفيديو صُور ونحن ننتظر الشرطة حتى تصل، بينما كنت أحاول أن أخبر مواطني بما جرى في الحادثة، وخاصة بعد مرور أيام على محاولة إخماد النيران، إلا أني شاهدت من افتعلوا تلك الحرائق وهم يستعدون لإشعالها، ولم يهمني أمرهم سواء أكانوا مهاجرين آتين من ألبانيا أو سوريا أو من اليونان أو أستراليا، لأني لست بفاشي ولا عنصري، وإني على يقين من أن مواطني اللذين أمارس عملي معهما كل تلك السنين يعرفان عني ذلك".
وبحسب ما ذكره محامي رجل الأعمال، فإن القضية تخضع للتحقيق الآن لدى المحكمة المختصة بالفصل فيها، فيما يتصل بمتهمين اثنين، وعن ذلك يقول: "سنقدم كل مساعدة ممكنة وكل شيء يسهم في البحث عن الحقيقة".
يذكر أن المهاجرين غير الشرعيين البالغ عددهم 13 والذين احتجزهم ثلاثة مواطنين يونانيين بشكل غير قانوني في عربة قاطرة بمدينة ألكساندروبوليس، وجهت لهم تهمة افتعال حريق يهدد حياة البشر وتصنيع وحيازة مواد متفجرة، ودخول البلد بشكل مخالف للقانون.
وكما تم الإعلان عنه رسمياً، فقد حول المهاجرون الثلاثة عشر للقضاء بسبب فعلتهم، وفي الوقت ذاته، ألقي القبض على رجل الأعمال وصديقيه اليونانيين بسبب احتجازهم للمهاجرين بشكل مخالف للقانون، ووجهت لهم تهمة التحريض على ارتكاب جرائم وأعمال عنف ونشر بذور الفتنة بسبب دوافع عنصرية، والتحريض بشكل عنصري على السلب بشكل جماعي، وتعريض الغير للخطر.
حرائق اليونان
يذكر أن النيران ماتزال تستعر منذ أسابيع في مناطق قريبة من هذه المدينة، وإلى الغرب على طول الساحل، كما تحاول فرق الإطفاء أيضا الحيلولة دون امتداد الحريق من سفوح جبل بارنيثا إلى مناطق الشمال الغربي من العاصمة أثينا.
ولقد تسببت الرياح القوية في عرقلة جهود فرق الإطفاء وكذلك الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والتي وصلت إلى 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت).
اقرأ أيضا: حرس الحدود اليوناني يسرق ممتلكات اللاجئين ويعيدهم حُفاة إلى تركيا
وتأتي تلك الحرائق وسط موجة عنصرية شديدة تجاه المهاجرين إلى اليونان، بلغت ذروتها مع مذيعة الأخبار ألكساندرا دوفارا التي أعلنت عبر محطة تلفزيونية تابعة للحكومة بأن: "الشيء الوحيد الجيد أننا لم نفقد أياً من مواطنينا باستثناء 18 مهاجراً متفحماً" لقوا مصرعم من جراء الحرائق، فأثارت بذلك غضباً واسعاً واتهامات لها بالعنصرية ونشر الكراهية.
المصدر: Greek City Times