اتهم مدرسون وأصحاب معاهد ومدارس مسؤولي الإدارة الذاتية بالتواطؤ مع النظام على خلفية حظر تدريس مناهج النظام في مناطق سيطرة قسد بمحافظة الحسكة.
وقال إداري في أحد المعاهد التعليمية الخاصة لموقع تلفزيون سوريا إن "غالبية المعاهد والمدارس الخاصة نقلت مقارها من مناطق سيطرة "قسد" في مدينة القامشلي والحسكة إلى المربعات الأمنية الواقعة تحت سيطرة النظام".
وأوضح المصدر أن "آلاف الطلاب ممن كانوا يرتادون المعاهد والمدارس الخاصة أصبحوا الآن يترددون إلى المراكز الجديدة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بعد أن كانت عبارة عن مناطق شبه خاوية من السكان والنشاط".
وأضاف المصدر أن "قيمة إيجار المنزل الواحد ضمن المربع الأمني بمدينة القامشلي وصل إلى 1000 دولار بينما كان قبل شهر لا يتجاوز قيمة إيجار المنزل ذاته الـ 40 دولاراً شهرياً".
ومنذ قرار حظر الإدارة الذاتية لتدريس مناهج النظام في مناطق سيطرتها شهدت منطقة المربع الأمني في القامشلي ارتفاعاً كبيراً في أسعار العقارات والإيجارات على خلفية نقل عشرات المعاهد والمدارس الخاصة مراكزها إلى المربع الأمني.
وقال إداري آخر في أحد المعاهد الخاصة إنهم اضطروا إلى استئجار منزل (حوش) متهالك ويتكون من ثلاثة غرف فقط وبسعر 500 دولار شهرياً بهدف استكمال إعطاء الدورات لطلاب مرحلتي البكلوريا والتعليم الأساسي".
وأوضح الإداري أن "غالبية هذه المعاهد لم تكن مرخصة من قبل النظام وتدرس مناهج الدولة من دون الحصول على موافقة مديرية التربية في النظام إلا أن الأخيرة سهلت عملية افتتاح هذه المقار في مناطق النظام".
فائدة مالية مشتركة للإدارة الذاتية والنظام
قال مدرس في معهد خاص إنهم تلقوا تهديدات وتحذيرات سابقة من قبل مديرة التربية التابعة للنظام في الحسكة لعدم حصولهم على رخص والتنسيق مع النظام وذلك قبل وقت قصير من إصدار الإدارة الذاتية قرار وقف هذه المعاهد.
موضحاً أن "الواقع الحالي يشير إلى وجود تواطؤ بين الإدارة الذاتية والنظام ومصلحة مشتركة في حظر وإيقاف عمل هذه المعاهد والمدارس على حساب مستقبل الطلبة وتكبيد عوائلهم دفع أموال إضافية".
وبموجب قرار الإدارة الذاتية الجديد فإنها فرضت رسوما مالية كبيرة على المعاهد الخاصة مع اشتراط منعها لتدريس المناهج الحكومية والاقتصار على تدريس اللغات الأجنبية ودورات ودروس تنمية المواهب في حين بدأت أجهزة أمن النظام بفرض مبالغ كبيرة على أصحاب المعاهد والمدارس في المربع الأمني.
ومعظم العقارات في منطقة المربع الأمني إما تعود ملكيتها لأشخاص من النظام وأجهزته الأمنية أو تحت سيطرتها من جراء هجرة سكانها بحسب المصدر.
ولتوفير الحماية والسماح لهذه المعاهد للعمل اضطر أصحابها لدفع مبالغ مالية كبيرة لأجهزة أمن النظام تقدر بآلاف الدولارات.
استخبارات "قسد" تهدد المدرسين وأصحاب المعاهد والمدارس
تلقى مدرسون وأصحاب معاهد ومدارس تهديدات على خلفية مشاركتهم في اعتصام أمام مقر الأمم المتحدة الخميس الفائت للمطالبة بإلغاء قرار الإدارة الذاتية بمنع تدريس مناهج النظام في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية بمدينة القامشلي.
وقال مدرس لتلفزيون سوريا إن "استخبارات قسد هددت كل المدرسين بالتعرض للاعتقال والمحاسبة في حال تكرار خروجهم في أي مظاهرة أو اعتصام ضد قرار هيئة التربية في الإدارة الذاتية".
وقبل يوم من موعد الاعتصام اجتمعت استخبارات "وحدات حماية الشعب" في القامشلي مع لجنة المنظمات المدنية ومدرسين دعوا للاعتصام ضد القرار وطلبت منهم التراجع عن قرار تنظيم الاعتصام.
وأثار رفض اللجنة إلغاء الاعتصام غضب استخبارات "وحدات حماية الشعب" التي وجهت قوات الأمن الداخلي (الأسايش) والشبيبة الثورية بقمع الاعتصام ومنع الصحفيين من التغطية.
وتعرض عشرات الطلبة وذويهم ممن اعتصموا الخميس الفائت أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة القامشلي للاعتداء والضرب والاعتقال من قبل قوات الأسايش وعناصر تنظيم الشبيبة الثورية إلى جانب منع الصحفيين من التغطية واعتقال بعضهم بشكل مؤقت واعتدى تنظيم "الشبيبة الثورية" على صحفي أمام أنظار قوات الأسايش.