icon
التغطية الحية

اتصال بين مجدي نعمة وشقيقه يكشف تفاصيل الاعتداء في فرنسا

2021.03.05 | 16:53 دمشق

mjdy-nmt.jpg
(تويتر)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

نشر شقيق الناطق السابق باسم "جيش الإسلام"، مجدي نعمة (إسلام علوش)، اليوم الجمعة، تسجيلاً صوتياً لاتصال هاتفي أجراه أخيراً مع شقيقه المعتقل في السجون الفرنسية.

ويروي مجدي نعمة في الاتصال الذي نشرته عائلته على حسابها في تويتر، تفاصيل الاعتداء الذي تعرّض له في أثناء اعتقاله في فرنسا مطلع العام الماضي، حيث قال: "كنت أسير في الطريق عند الساعة الـ7 صباحاً، اقترب شخص يرتدي لباساً مدنياً وطلب مني الوقوف، فظننت أنه يود سؤالي عن شيء ما".

وأضاف نعمة: "بطريقة غادرة ودون أي إشارة منه أو انتباه مني، وجّه لكمتين على وجهي فقدت على أثرهما الرؤية للحظات، ثم اجتمع عليّ نحو 40 شخصاً وراحوا يضربون بي ضرباً مبرحاً".

وظنّ نعمة أن أولئك الأشخاص عبارة عن عصابة تريد خطفه والمطالبة بـ "فدية" بحسب قوله، مشيراً إلى أنهم بعد أن أوسعوه ضرباً "بأياديهم وأقدامهم، بطحوني على الأرض وقيدوا يدي".

اقرأ أيضاً: عائلة إسلام علوش تكشف عن تفاصيل: ابننا تعرض لتعذيب نفسي وجسدي

وتابع: "أخذت أصيح بأعلى صوتي، ما دفع أحدهم لوضع قبعة المعطف على أنفي وفمي حتى كدت أختنق. وحين توقف جسمي بالكامل عن الحراك، رفعوا عن وجهي القبعة ثم سحبوني إلى السيارة (شحط) ثم رموني بين المقعدين، وراح أحدهم يرفع يدي المكبلتين للأعلى حتى شعرت أن كتفيّ قد خُلعا" على حد تعبيره.

 

 

توجّه العناصر برفقة نعمة إلى منزله حيث أجروا عملية تفتيش. وبداخل المنزل، يقول نعمة: "تابع بعض العناصر ضربي بالإضافة إلى التقاط أحدهم صورة لي بواسطة هاتفه النقال وهو يضحك، وكأني قاتل أبيه.. أقسم بالله العظيم مثل النظام".

اقرأ أيضاً: السلطات الفرنسية تعتقل إسلام علوش المتحدث السابق لجيش الإسلام

بعد تفتيش المنزل، اقتيد نعمة إلى قسم الشرطة وبعده إلى المشفى، حيث كانت الدماء تسيل من معظم أنحاء جسده، بحسب الاتصال، ولم يتمكن نعمة من رؤية شكله إلا بعد نحو 3 أيام من اعتقاله.

ويصف نعمة يوم اعتقاله بالقول: إنه "أسوأ يوم مررت فيه خلال حياتي كلها. أنا لم أخرج على النظام إلا بسبب الذل، والآن أنا أُذلّ هنا".

في أثناء التحقيق معه، خلال الأيام الأولى من اعتقاله، طلب نعمة من المحققة أن يقدّم شكوى بحق عناصر الشرطة، إلا أن الأخيرة ردّت عليه قائلة: إن "المدّعي العام على دراية تامة بطريقة الاعتقال".  

وأوضح مجدي لأخيه، أن آثار الاعتداء على الوجه كلها اختفت الآن "ولكني لا أستطيع القراءة بدون وضع النظارات، كما وأن أكتافي ما تزال تؤلمني، وآثار (الكلبشات) ما تزال بادية على يدي، وهي تشبه آثار (الشَبْح) التي تبقى للأبد" على حد قوله.

وأضاف أن المحققين والعناصر بقوا يمارسون "التعذيب النفسي" عليه خلال فترة اعتقاله التي تجاوزت عاماً.

اقرأ أيضاً: وجهه مليء بالكدمات.. صورة جديدة لـ إسلام علوش في السجون الفرنسية

ونشرت عائلة مجدي نعمة بياناً منذ نحو أسبوع، أكدت فيه أن ابنها تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي في أثناء اعتقاله في فرنسا بتهمة "التعذيب والخطف والتجنيد القسري للأطفال" عندما كان ناطقاً رسمياً باسم "جيش الإسلام"، ضمن دعوى رفعها ضده "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" و"الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان" و"الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان".

وكان مجدي قد سافر إلى فرنسا نهاية عام 2019 بعد حصوله على منحة دراسية لإجراء بحث حول الحراك المسلّح في سوريا، "وهذه الورقة البحثية كان يُفترض به أن يُساهم من خلالها في مؤتمر في الدوحة عن الجماعات المسلحة حول العالم، وعمل مجدي على البحث على مدار 3 أشهر في أحد المراكز البحثية ضمن إحدى الجامعات".

وأوضح بيان العائلة، أنهم اعتقدوا في بداية الأمر أن القضية "كما تحدثت وسائل الإعلام مرتبطة باختفاء الناشطة رزان زيتونة ورفاقها"، إلا أنهم تبينوا لاحقاً أنها قضية تجريم لمجدي بسبب انضمامه إلى جيش الإسلام وتجنيد الأطفال.

واعتقلت السلطات الفرنسية مجدي نعمة في الـ 29 من كانون الثاني عام 2020 في مدينة مرسيليا، بعد ثلاثة أيام من شكوى رفعها بحقه المركز السوري للإعلام وحرية التعبير والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان، إلى قسم الجرائم ضد الإنسانية في النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب في فرنسا.

واتهمت المنظمات نعمة بـ "التورط في التجنيد القسري للأطفال في صفوف المجموعات المسلحة، وأن العديد من الضحايا يجرمونه ويتهمونه بشكل مباشر بالخطف والتعذيب"، وكذلك اتهمت جيش الإسلام بـ "ارتكاب جرائم دولية ممنهجة ضد المدنيين بين عامي 2013 و2018، في الغوطة الشرقية". وفق بيان مشترك صدر عن المنظمات الحقوقية الثلاث بعيد اعتقال مجدي.

وعرفت المنظمات الثلاث نعمة بأنه "نقيب سابق في القوات المسلحة السورية الحكومية، ثم أصبح أحد كبار ضباط جيش الإسلام ومتحدثاً رسمياً باسمه، جنباً إلى جنب مع زعيمها زهران علوش، مؤسس المجموعة في عام 2011 حتى مقتله في غارة بالقنابل في عام 2015".

وشغل مجدي نعمة منصب الناطق الرسمي باسم جيش الإسلام، مستخدماً اسم إسلام علوش، وخرج من الغوطة إلى الشمال السوري وتركيا عام 2013، وبقي بمنصبه إلى حين تقديم استقالته في حزيران من عام 2017، وعاش في تركيا لإكمال دراسته الجامعية في فرع العلوم السياسية والعلاقات الدولية.