وصفت إيران، رغبة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في عقد مفاوضات علنية لاستئناف العلاقات بين البلدين بأنها "بادرة جيدة".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي لمتحدث وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الإثنين، في العاصمة طهران، نشرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إيرنا".
وقال كنعاني إن إيران ترى أن رغبة ولي العهد السعودي في عقد مفاوضات علنية بادرة جيدة.
وأوضح أن وزير خارجية العراق فؤاد حسين، أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، رغبة الأمير ابن سلمان في عقد مفاوضات علنية.
رفع الحوار إلى المستوى السياسي
والجمعة، أعلن عبد اللهيان، في حوار مع التلفزيون الإيراني الرسمي، أن العراق أبلغ طهران استعداد السعودية لبدء محادثات سياسية علنيّة بين البلدين.
ولفت متحدث الخارجية الإيرانية إلى أن بلاده أجرت 5 جولات من المحادثات مع السعودية استضافتها بغداد و"كانت نتائجها مثمرة".
واعتبر أن "الإرادة الإيجابية لدى إيران والسعودية وفرّت الأرضية لعقد اجتماع على مستوى رسمي وسياسي في بغداد لاتخاذ خطوة كبيرة لاستئناف العلاقات بينهما".
وأشار إلى أن بغداد ستستضيف الجولة المقبلة (السادسة) من المحادثات الرسمية بين إيران والسعودية، من دون تفاصيل عن موعدها، في حين لم يصدر تعليق رسمي من السعودية لغاية إعداد الخبر.
وفي 26 من حزيران الفائت، زار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إيران، والتقى الرئيس إبراهيم رئيسي، وذلك بعد زيارة رسمية إلى السعودية، التقى خلالها ولي العهد محمد بن سلمان، وقال فيها: "اتفقنا على التعاون على تهدئة الأوضاع في المنطقة، وبحثنا في القضايا المصيرية".
محادثات بغداد
وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في نيسان من العام 2021، بتسهيل من رئيس وزراء العراق، مصطفى الكاظمي، الذي تربطه علاقات جديدة بالجانبين.
واحتضنت بغداد 5 جولات من المباحثات المباشرة بين مسؤولي الرياض وطهران، تركزت على النقاط الخلافية، ومن أبرزها حرب اليمن والبرنامج النووي الإيراني.
العلاقات السعودية الإيرانية
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في مطلع العام 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.
وتعتبر إيران والسعودية على طرفي نقيض في معظم الملفّات الإقليمية، ومن أبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، في حين تتهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة شمالي البلاد.
وتُبدي الرياض قلقها من نفوذ طهران الإقليمي، وتتهمها بالتدخل في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.