انخفض إنتاج القمح هذا العام في سوريا إلى أدنى مستوى منذ 29 عامًا، ووصل إلى 1.2 مليون طن، أي حوالي ثلثي مستويات العام الماضي، حسب منظمة الأغذية والزراعة "فاو" وبرنامج الأغذية العالمي.
وجاء الانخفاض بسبب فترة طويلة من الطقس الجاف شهدتها سوريا في وقت مبكر من موسم الزراعة من المفترض أن يليه هطول أمطار غزيرة خارج الموسم.
ولفتت إلى أن النظام اشترى 250 ألف طن من القمح لسد النقص، حيث تحتاج المناطق الخاضعة لسيطرته إلى ما بين مليون ومليون ونصف طن سنوياً من مادة الطحين.
وأشارت الدراسة التي نشرتها المنظمة على موقعها الرسمي، إلى أن العمليات العسكرية ألحقت الضرر بمناطق زراعية واسعة، وشردت الآلاف من المزارعين السوريين، وأدت إلى زيادة حادة في تكلفة المدخلات الزراعية.
وبلغ إنتاج سوريا من القمح قبل 2011 أربعة ملايين طن في العام إذا كان الموسم جيداً، وكان بإمكانها تصدير 1.5 مليون طن، لكنها الآن تستورد القمح من روسيا ورومانيا وبلغاريا.
وقدرت الدراسة أن 5.5 مليون سوري مايزالون يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاجون إلى المساعدة الغذائية، كما يعاني ما بين 500-800ألف شخص في محافظة إدلب من انعدام الأمن الغذائي.
وقالت كورين فلايشر مديرة برنامج الأغذية العالمي في سوريا"لقد شجعتنا بعض التحسينات في مستويات الأمن الغذائي هذا العام. ومع ذلك ، فقد أدى الصراع إلى تآكل كبير في أسباب المعيشة وأثار بطالة واسعة الانتشار".
وأوضحت أن واحدة من كل أربع أسر تعاني من سوء استهلاك الغذاء، ومحدودية الوصول إلى المغذيات الدقيقة الرئيسة ؛ في حين كانت الأسر النازحة والعائدون والأسر التي تعولها امرأة هي الأكثر تضررا.
ومازالت الأسعار في الأسواق السورية أعلى بسبعة أضعاف عما كانت عليه قبل عام 2011، كما وصلت معدلات البطالة إلى 60 في المئة مع انخفاض القوة الشرائية، مما حدّ من قدرة الأسرة على تغطية احتياجاتها الأساسية من الغذاء حسب الدراسة.