كشفت وسائل إعلام عراقية عن اجتماع مرتقب بين مسؤولين من النظام السوري وتركيا في العاصمة العراقية بغداد، في إطار "المصالحة بين البلدين".
ونقل موقع "شفق نيوز" عن مصدر حكومي عراقي قوله إن بغداد ستستضيف خلال الأيام المقبلة اجتماعاً بين مسؤولين من النظام السوري وتركيا "لتسهيل الحوار"، مضيفاً أن الاجتماع يأتي "ضمن مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للمصالحة بين البلدين وإعادة العلاقات بينهما".
وذكر المصدر الحكومي العراقي أن رئيس الوزراء العراقي وفريقه "حققوا نتائج إيجابية من خلال اتصالات ولقاءات ثنائية لم يكشف عنها"، موضحاً أن النظام السوري وتركيا "أبديا قبولاً كبيراً للوساطة العراقية".
السوداني يقود وساطة بين تركيا والنظام السوري
وأمس الأربعاء، أجرى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مباحثات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، تناولت العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي إن الاتصال "تناول التنسيق الأمني في مواجهة أخطار فلول الإرهاب، والتحديات الأمنية الأخرى، إلى جانب بحث سبل تنمية التعاون، وتوسيع آفاقه في مختلف المجالات، لاسيما المجالات الاقتصادية، والتأكيد على أهمية رفع مستوى الشراكة المثمرة لما فيه خدمة ونماء الشعبين الشقيقين".
وقبل أيام، كشف السوداني في مقابلة مع قناة "خبر ترك"، أن حكومته تعمل على المصالحة بين تركيا والنظام، وأنه على اتصال مع بشار الأسد، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بهذا الخصوص، مضيفاً أنه "قريباً سنرى بعض الخطوات في هذا الصدد".
وأشار السوداني إلى دور بلاده في اتفاق التطبيع بين السعودية وإيران، موضحاً أن بغداد "تحاول التوصل إلى أساس مماثل للمصالحة والحوار بين النظام السوري وتركيا".
وأضاف أن العراق بذل الكثير من الجهود بشأن النظام السوري، وبشكل خاص لاستعادة مقعده في الجامعة العربية، موضحاً أن بلاده "تفكر بالطريقة نفسها التي تفكر بها تركيا فيما يتعلق بالحوار والمصالحة مع النظام".
وأكد رئيس الوزراء العراقي أن "مصادر التهديدات الأمنية التي يواجهها العراق وتركيا "تنبع من المناطق السورية التي لا يسيطر عليها النظام"، معتبراً أن "هناك مصلحة مشتركة في تقريب وجهات النظر للتوصل إلى توافق وحل قضايا الخلاف والتركيز على القضايا المشتركة".
النظام السوري يتمسك بانسحاب تركيا
وكان وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، أكد أن أي حوار مع تركيا يجب أن يسبقه "شرط أساسي" هو إعلان أنقرة استعدادها لسحب قواتها من جميع الأراضي السورية التي تسيطر عليها.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، علي باقري كني، في دمشق إن "الشرط الأساسي لأي حوار سوري - تركي هو إعلان أنقرة استعدادها للانسحاب من الأراضي التي تحتلها، نحن لا نتفاوض مع من يحتل أرضنا".
وأردف: "نريد أن نرى تعهدات تركية دقيقة تعكس التزام تركيا بالانسحاب من أراضينا التي تحتلها، ووقف دعمها للتنظيمات الإرهابية"، مضيفاً أنه "لا يجوز للاحتلال التركي للأراضي السورية أن يستمر في دعم التنظيمات الإرهابية في شمالي سوريا".