كشف إعلام إيراني معارض معلومات وتفاصيل جديدة عن فريق بناء شبكة منظومة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا، التي سعت طهران إلى تطويرها خلال السنوات الماضية.
وكثفت إسرائيل ضرباتها على سوريا منذ أواخر العام 2017، وذلك رداً على تعزيز إيران لوجودها على الأراضي السورية، واستهدفت هذه الضربات مواقع ومصالح عسكرية إيرانية تهدد إسرائيل، ونتيجة لذلك، غيرت إيران، خلال العامين الماضيين، استراتيجيتها في سوريا، عبر تعزيز قدراتها بنشر منظومة دفاع جوي بكلفة عشرات الملايين من الدولارات، لحماية مصالحها من الضربات الإسرائيلية.
عشرات عناصر النظام تحت قيادة غلام حسيني
وقال موقع "إيران إنترناشونال" إن من يشرف على فريق نشر معدات الدفاع الجوي في سوريا حالياً هو الضابط في "فيلق القدس" التابع لـ "الحرس الثوري"، محمد رضا زاهدي، وذلك بعد طرد قائد الفيلق السابق، جواد غفاري، بسبب خلافات مع روسيا.
ووفق المعلومات التي حصل عليها الموقع فإن فريق المشروع يضم عملاء لوجستيين سريين، مطلعين على المعدات الحساسة في مجال الدفاع الجوي، مثل غلام حسن حسيني، وكان يعمل مع العقيد داود جعفري المعروف باسم مالك، المشرف على تطوير منظومة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا، وأعلنت إيران عن اغتياله قرب دمشق في 23 تشرين الثاني الماضي.
ويعمل تحت قيادة غلام حسن حسيني العشرات من قوات النظام السوري، وتتلقى الدعم من عملاء سريين على دراية باستخدام معدات حساسة للغاية في مجال الدفاع الجوي.
علي رضواني وعناصر "حزب الله"
كما يضم فريق مشروع تطوير منظومة الدفاع الجوي الإيرانية في سوريا الإيراني علي رضا رضواني، المعروف باسم ياسر، وكان مسؤولاً عن نقل المعدات العسكرية إلى سوريا، وعاد إلى إيران خوفاً على حياته بعد الكشف عن هويته، وفق "إيران إنترناشونال".
ويشارك في المشروع أيضاً عضوان من "حزب الله" اللبناني، يتعاونان مع "الحرس الثوري" في تطوير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، هما عباس محمد الدبس، ومحمد محمود الزلزلي، اللذان كشفت مدونة تحليل استخبارات إسرائيلية عنهما في أيلول الماضي.
ونشرت مدوّنة محلل الاستخبارات الإسرائيلي المستقل، رونين سولومون "Intelli Times"، صوراً لعباس محمد الدبس، 43 عاماً، من النبطية، ومحمد محمود زلزلي، 55 عاماً، من صور، مشيرة إلى أنهما شاركا في مشروع بناء دفاعات جوية إيرانية في سوريا.
وأوضحت أن الدبس وزلزلي يعملان مع نائب منسق سلاح الجو في "الحرس الثوري" الإيراني، فريدون محمدي صغائي، وهو المسؤول عن نشر أنظمة دفاع جوي إيرانية متقدمة الصنع في سوريا ولبنان، وزار سوريا عدة مرات لهذا الشأن.
مشروع الدفاع الجوي الإيراني في سوريا
وبدأت إيران مشروع تطوير نظام الدفاع الجوي في سوريا وفق اتفاقية لتعزيز التعاون العسكري بين إيران والنظام السوري أبرمت في تموز من العام 2020، مع بداية تكثيف الضربات الإسرائيلية على مواقع عسكرية لإيران وميليشياتها داخل سوريا.
وفي 12 كانون الثاني الجاري، نشرت مجلة "نيوزويك" الأميركية تقريراً تحدثت فيه عن جهود إسرائيل في إحباط شبكة أنظمة الدفاع الجوي الإيراني في سوريا، مشيرة إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي شن 7 غارات على 6 مواقع في سوريا، خلال العامين الماضيين، دمر خلالها المنظومة الإيرانية.
ونقلت المجلة عن مصدر استخباري من دولة متحالفة مع الولايات المتحدة، من دون أن تسميها، قوله إن إيران سعت إلى إنشاء شبكة دفاع جوي شاملة في سوريا، من خلال إرسال أفراد ومعدات، في حين سعت إسرائيل إلى إحباط هذا المشروع من خلال الضربات الجوية المتكررة.
7 غارات قتلت 10 قادة إيرانيين
وحدد المصدر الاستخباري 7 غارات شنتها إسرائيل على شبكة إيران للدفاع الجوي في سوريا خلال العامين الماضيين، وهي ضربتان على طرطوس وتدمر في تشرين الأول 2021، وضربة على اللاذقية في كانون الأول 2021، وضربة على دمشق في آذار 2022، وضربة على طرطوس في تموز 2022، وضربتان على حمص في تشرين الثاني وكانون الأول 2022.
وقال المصدر الاستخباري إن هذه الغارات تسببت بمقتل 10 من القادة الإيرانيين، وحدد اثنين منهم قتلا في الغارة على دمشق في آذار 2022، هما مرتضى سعيد نجاد وإحسان كربلاء بور، وكلاهما مهندسان في الدفاع الجوي، واعترف "الحرس الثوري" الإيراني بمقتلهم في ذلك الوقت.