"الاحتيال والابتزاز المالي لأهالي المعتقلين والمختفين قسراً: كيف تحمون أنفسكم من الوقوع ضحية الاحتيال والابتزاز خلال رحلة البحث عن أحبتكم؟" تحت هذا العنوان الشامل، أنهت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا "دليلها" الذي خصصته لعائلات وأسر المعتقلين والمختفين قسراً داخل أقبية نظام الأسد وسجونه في سوريا.
ويأتي هذا الدليل نتيجة عمليات الاحتيال والابتزاز المالي التي تصاحب الأهالي خلال رحلتهم في البحث عن أبنائهم وأحبتهم الذين غيبتهم منظومة الاعتقال والاختفاء القسري في سوريا. هذه العمليات، بحسب ما ورد في مقدمة الدليل التعريفية، ليست جديدة على السوريين، فهي موجودة قبل عام 2011 وأخذت شكلاً أكثر تنظيماً وانتشاراً بعد ذلك العام، وأغلب الظن أنها ستظل مستمرة، ولا يمكن القضاء عليها أو إيقافها بأي شكل من الأشكال، ما دام هناك مختفون قسراً ومعتقلون، وما دامت الجهات المعتقِلة ترفض إعطاء أية معلومة عنهم أو كشف مصيرهم.
الدليل "حصيلة توثيق مئات الأحداث"
في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، يقول دياب سريّة، المعتقل السابق وأحد مؤسسي "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" المشرفة على إعداد الدليل: "في بداية عام 2021 أصدرت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا تقريراً عن الاختفاء القسري في سوريا ومصير الضحايا، خصصت فيه فصلاً كاملاً للحديث عن عمليات الاحتيال والابتزاز المالي التي تتعرض لها عائلات المختفين قسراً والمعتقلين".
يأتي هذا الدليل، وهو الأول من نوعه بحسب سرية، بعد سنوات من العمل والتوثيق مع عائلات المختفين قسراً والمعتقلين والناجين من الاعتقال والتعذيب في مختلف مراكز الاحتجاز السورية، وفي سجن صيدنايا، ولدى بعض الفصائل المسلحة. وهو حصيلة استماع وتوثيق مئات الأحداث، والاطلاع على الكثير من الوثائق (التي كانت في الغالب مزورة)، والمحادثات التي جرت بين العائلات وبين المحتالين ورجال الأمن خلال عمليات الاحتيال أو بعدها.
وأشار سرية إلى أنه في بعض الحالات شاركت الرابطة بالتواصل المباشر مع المحتالين أو الوسطاء أو رجال الأمن، بعد تكليفنا من قبل الأهالي الذين كانوا يحاولون عقد صفقات ضخمة مقابل الإفصاح عن المعلومات، أو إعطاء وعود وضمانات ومعلومات متعلقة بإخلاء سبيل المعتقل أو المختفي قسراً.
"أموال الابتزاز بلغت قرابة المليار دولار"
أما منير الفقير، أحد مؤسسي الرابطة أيضاً والمشاركين في إعداد الدليل، فقد أوضح بدوره لموقع تلفزيون سوريا، أن الرابطة قدّرت "حجم الأموال التي جنتها شبكات السماسرة من الاحتيال والابتزاز المالي بالتعاون مع بعض رجال الأمن وضباط الجيش وبعض القضاة والمحامين؛ نحو مليار دولار أميركي منذ عام 2011 وحتى نهاية عام 2020".
وأضاف الفقير أن "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تمكنت هي الأخرى من رصد ما يقرب من 4 مليارات دولار حصلت عليها شبكات الاحتيال والابتزاز التي ذكرناها.
أقسام الدليل وأهدافه
ينقسم الدليل إلى أربعة أقسام، صممت بشكل مبسط وواضح لتساعد الأهالي في الاطلاع على أكثر الطرق الشائعة في عمليات الاحتيال والابتزاز المالي، وبعض النصائح لتجنّبها والانتباه لها، كما أن الرابطة خصصت قسماً مطولاً فيه نصائح وتمارين تساعد العائلات على ضبط أعصابها والتحكم بحالتها النفسية، والتفكير بتعقل أثناء تعرضهم لعملية احتيال.
وتجدر الإشارة إلى أن الدليل سيتم إطلاقه يوم الثلاثاء المقبل عبر موقع رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا ومعرفاته الرسمية، وكذلك عبر وسائل إعلام سورية -تلفزيون سوريا من بينها- بالإضافة إلى وسائل إعلام تركية ودولية مختلفة. كما ستعقد جلسة نقاش موسعة حول الدليل بعد نحو أسبوع من إطلاقه، بحسب المنظّمين.