أعلنت إسرائيل مساء اليوم الخميس أنها قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي تتهمه بالتخطيط لهجوم السابع من تشرين الأول 2023، في قطاع غزة.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان أرسله إلى وسائل الإعلام: "تم القضاء اليوم على القاتل الجماعي يحيى السنوار، المسؤول عن مجزرة وفظائع 7 تشرين الأول، على يد جنود" الجيش الإسرائيلي.
بدوره، أكد الجيش الإسرائيلي مقتل السنوار. وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس: "بعد عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى تقليص منطقة عمل يحيى السنوار، ما أسفر أخيراً في القضاء عليه".
ولم يصدر تعقيب فوري من حركة حماس بشأن تأكيد جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل رئيس مكتبها السياسي.
مقتل السنوار بـ "نيران دبابة"
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن يحيى السنوار "قُتل بعد أن أطلقت دبابة إسرائيلية النار على منزل في تل السلطان برفح جنوبي قطاع غزة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس".
ووفقاً للإذاعة الناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، فقد اكتشفت القوات "حركة مشبوهة" في الطابق العلوي من مبنى في الساعات الأولى من صباح الخميس، فقصفته دبابة. وفي وقت لاحق من الصباح، "مسحت مسيّرة منطقة الهجوم، وتعرف الجنود على وجه السنوار بين الأنقاض".
وأشارت الإذاعة إلى أن السنوار قتل مع شخصين آخرين، وذلك بعد نحو ساعة من بيان للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام "الشاباك" بأنهما يحققان في احتمال أن يكون السنوار من بين الذين قتلوا خلال العملية، مشيرة إلى أنه لا يمكن في هذه المرحلة التأكد من هوية القتلى.
وأوضحت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الاشتباك مع السنوار وقع في تل السلطان برفح وكان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر.
وأضافت بأنه عُثر على جثث المسلحين ومعهم أموال ووثائق تعريف ومعدات قتالية. ولفتت إلى أن القوات التي واجهت المسلحين لم تكن تعمل في إطار عملية اغتيال.
أما صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد قالت إن القياديين اللذين تم اغتيالهما برفقة السنوار هما: محمد حمدان، وهاني حميدان.
ونشرت حسابات إخبارية على منصات التواصل الاجتماعي صوراً قالت إنها لجثة السنوار يظهر فيها مرتدياً جعبته وقد تلقى رصاصة في رأسه ثم قصف الجيش الإسرائيلي المبنى وانهدم فوق السنوار ومن معه.
تحذير: الصور حساسة وغير مناسبة للجميع
وقالت "القناة 12" الإسرائيلية الخاصة، إن قوة من الجيش الإسرائيلي علمت بوجود مجموعة من المسلحين داخل أحد المباني فوق الأرض، من دون أن تحدد موقع المبنى أو المدينة التي جرت فيها العملية.
وأضافت، اشتبك الجيش الإسرائيلي مع المسلحين وجرى تبادل لإطلاق النار، وعند اقتحام المبنى اشتبه الجنود الإسرائيليون بأن أحد المسلحين يشبه يحيى السنوار.
ووفقاً للقناة، فإن المعلومات الأولية ترجح أنه السنوار، في حين قال الجيش و"الشاباك" إن التحقيق جارٍ لمعرفة هوية القتلى.
من هو يحيى السنوار؟
يحيى السنوار هو أحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ومن الشخصيات المؤثرة في قطاع غزة. وُلد في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوبي القطاع لأسرة لاجئة من مدينة المجدل.
لعب دوراً محورياً في تأسيس الجهاز الأمني لحماس في الثمانينيات، المعروف باسم "المجد"، والذي كان يركز على حماية الحركة وتعزيز قوتها الأمنية.
قاد السنوار مسيرة طويلة من النضال، وقد اعتُقل عدة مرات من قبل الاحتلال الإسرائيلي. في عام 1988، أُسر وحُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات، ولكن أفرج عنه في عام 2011 كجزء من صفقة تبادل الأسرى التي أُفرج خلالها عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني. خروجه من السجن مثّل تحدياً كبيراً لإسرائيل، التي كانت تسعى إلى عدم إطلاق سراحه نظراً لقيادته داخل السجون وكونه مصدر قلق دائم لها.
بعد خروجه من السجن، ارتقى بسرعة في صفوف الحركة، وأصبح قائداً لحماس في قطاع غزة عام 2017.
يتميز السنوار بخبرة أمنية واسعة، وهو يعتبر مقرباً من القائد العسكري محمد الضيف، الأمر الذي عزز مكانته داخل الحركة. في ظل قيادته، شهدت حماس تطورات هامة في أدائها العسكري، وكان من أبرز الأحداث التي ارتبطت باسمه هو تخطيطه لعملية "طوفان الأقصى"، ما جعل منه شخصية محورية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.