أعلن "حزب الله" اللبناني في بيان اليوم السبت، مقتل أمينه العام حسن نصر الله إثر غارة اسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية، بعد ساعات قليلة من تأكيد اسرائيل مقتله في الهجوم الذي شنته طائراتها مساء أمس الجمعة على الضاحية.
وقال الحزب في بيانه: "التحق سماحة السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من ثلاثين عاماً". وأضاف أن قيادة الحزب تتعهد بمواصلة "جهادها في مواجهة العدو وإسنادا لغزة وفلسطين ودفاعا عن لبنان"، على حد وصفه.
وفي وقت سابق من اليوم السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل نصر الله، بحسب ما أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس. وذلك بعد يوم من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مقر القيادة المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأضاف أدرعي أن الهجوم أسفر أيضاً عن مقتل قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله علي كركي، وعدد آخر من القادة في "حزب الله".
وتعرضت العاصمة اللبنانية بيروت مساء أمس الجمعة، لسلسلة غارات جوية نفذتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مستهدفة الضاحية الجنوبية للعاصمة، في تصعيد هو الأشد منذ حرب تموز 2006. واستهدفت الهجمات مناطق رئيسية مثل برج البراجنة، والكفاءات، والشويفات، متسببة في حرائق واسعة ودمار كبير في المباني السكنية والبنى التحتية.
وبقيت الأنباء متضاربة حول مصير أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله. ففي حين نقلت مصادر إسرائيلية عن إمكانية إصابته أو مقتله في الغارات التي استهدفت مساء أمس مقر قيادة الحزب في حارة حريك، نفت مصادر إيرانية الأنباء وأكدت سلامته. وأشار الإعلام الإسرائيلي إلى أن نصر الله كان في نفق تحت المبنى المستهدف،
وبينما لم يصدر أي بيان رسمي من حزب الله بشأن مصيره؛ كشفت وول ستريت جورنال أن الحزب فقد الاتصال بـ حسن نصر الله وعدد من قادته عقب ذلك الهجوم.
استهداف البقاع والجنوب اللبناني
وشنت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 40 غارة متتالية خلال ليلة الجمعة وصباح السبت، أسفرت عن مقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 90 آخرين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة اللبنانية. وتركزت الغارات على مواقع يُزعم أنها تابعة لحزب الله، حيث ادعى جيش الاحتلال أن الهدف من الهجمات هو تدمير مواقع لتخزين وإنتاج الذخائر.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، قصف عشرات الأهداف التابعة لـ "حزب الله" في مناطق أخرى من لبنان. وقال في بيان عبر منصة إكس: "قصفت طائرات سلاح الجو خلال الساعتين الأخيرتين عشرات الأهداف التابعة لحزب الله بالبقاع (شرقي البلاد) والعمق اللبناني ومناطق متفرقة من الجنوب اللبناني".
وزعم الجيش مهاجمة "مبان تم تخزين الأسلحة فيها، ومبان عسكرية ومنصات إطلاق صواريخ موجهة نحو إسرائيل". وأشار إلى أن قواته "تواصل مهاجمة أهداف لحزب الله بلبنان في هذا الوقت".
ردود فعل دولية
على الصعيد الدولي، دانت إيران الغارات ووصفتها بأنها "جريمة حرب"، وحذرت من تداعياتها على الاستقرار في المنطقة. وفي الوقت نفسه، دعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى ضبط النفس، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط يمر بـ"لحظة حرجة"، وحث جميع الأطراف على تجنب المزيد من التصعيد.
وأعرب وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، عن قلقه البالغ من التصعيد، محذرا من أن الوضع في الشرق الأوسط بات على شفا "حرب كبرى". ,دعا لافروف إلى إنهاء العنف بشكل فوري، مع التأكيد على ضرورة احترام سيادة لبنان، وأشار إلى أن موسكو تدين بشدة الممارسات الإسرائيلية .
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، إن جميع الجهود الدبلوماسية تُبذل للضغط على إسرائيل لوقف التصعيد. وأشار إلى أن الوضع بات خطيرًا للغاية، مع التأكيد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف القتال، إلا أنه أبدى شكوكه حول قدرة المجتمع الدولي على "إيقاف نتنياهو".
وفي ظل استمرار الغارات، أعلنت السلطات اللبنانية عن نزوح آلاف العائلات من مناطق الضاحية الجنوبية. وبحسب التقارير الصادرة عن غرفة العمليات الوطنية، بلغ عدد النازحين حتى مساء الجمعة أكثر من 86 ألف شخص، في حين تستمر الجهود لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين تحت المباني المدمرة.