قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة اليوم السبت إن سوء التغذية الحاد يتفاقم في شمالي قطاع غزة. يأتي ذلك في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لإرسال وفد إلى قطر للمشاركة في محادثات جديدة لوقف إطلاق النار.
وأضافت الأونروا أن واحدا من كل ثلاثة أطفال تحت سن العامين في شمالي غزة يعاني الآن من سوء التغذية الحاد، وهو ما يزيد الضغوط على إسرائيل بسبب المجاعة التي تلوح في الأفق.
استئناف محادثات الهدنة في قطر
قالت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الجمعة إنها سترسل وفدا إلى قطر لإجراء مزيد من المحادثات مع الوسطاء بعد أن قدمت حماس اقتراحا جديدا لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين بالمحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن الوفد سيرأسه رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) دافيد برنياع، في حين يسعى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى عقد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني لمناقشة الاقتراح قبل بدء المحادثات.
وقال مكتب نتنياهو إن عرض حماس ما زال قائما على "مطالب غير واقعية".
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث مع ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة لمدة ستة أسابيع على الأقل، والتزامهما بالعمل على حرية المرور في البحر الأحمر وسط هجمات على السفن من قبل الحوثيين اليمنيين المتحالفين مع إيران. وأوضحت الوزارة أن المناقشات جرت خلال توقف بلينكن في البحرين.
وفشلت جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار قبل شهر رمضان الذي بدأ الأسبوع الماضي، وقالت إسرائيل إنها تعتزم شن هجوم جديد في رفح، آخر مدينة آمنة نسبيا في قطاع غزة بعد خمسة أشهر من العدوان.
وعبر المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي سيبدأ زيارة للمنطقة تستغرق يومين، عن قلقه من الهجوم المحتمل على رفح، محذرا من مخاطر "سقوط كثير من الضحايا المدنيين".
وقال مكتب نتنياهو الجمعة إن رئيس الوزراء وافق على خطة الهجوم على رفح حيث يقيم أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وإن السكان المدنيين سيتم إجلاؤهم.
ولم يحدد المكتب موعد الهجوم ولا يوجد دليل حتى الآن على وجود استعدادات إضافية على الأرض.
اقتراح حماس للهدنة
وينص عرض حماس، الذي اطلعت عليه وكالة رويترز، على إطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، خلال وقف لإطلاق النار يستمر لأسابيع ويتيح دخول مزيد من المساعدات إلى غزة.
وقال أسامة حمدان القيادي بحركة حماس لقناة الجزيرة إن اقتراح الحركة واقعي جدا ولا يمكن لأحد أن يرفضه، وأضاف أن ردود فعل الوسطاء عليه إيجابية.
وذكر أن الاقتراح ينقسم إلى مرحلتين، على أن يكون هناك وقف كامل للعدوان في بداية المرحلة الثانية، وهو أمر ترفضه إسرائيل وتتعهد بمواصلة هدفها وتدمير حماس فور انتهاء أي هدنة مؤقتة.
وتجمعت أسر الرهائن الإسرائيليين وأنصارهم مرة أخرى في تل أبيب للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحهم.
في الوقت نفسه، دعا المحتجون المناهضون للحكومة الإسرائيلية إلى إجراء انتخابات جديدة، وأغلقوا عددا من شوارع تل أبيب. وقدرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد المحتجين ببضعة آلاف.
أزمة إنسانية
قالت الأونروا في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن "سوء التغذية لدى الأطفال ينتشر بسرعة ويصل إلى مستويات غير مسبوقة في غزة".
وذكرت مستشفيات في غزة أن بعض الأطفال يموتون بسبب سوء التغذية والجفاف.
وفي وقت لاحق ذكرت بعض وسائل إعلام فلسطينية أن شاحنات مساعدات وصلت إلى مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمالي قطاع غزة لأول مرة منذ أربعة أشهر. ووفقا للتقارير، وصلت الشاحنات، وعددها 13 ومحملة بالطحين، إلى منشأة تابعة للأونروا.
ودعت الدول الغربية إسرائيل إلى بذل مزيد من الجهود للسماح بدخول المساعدات، وقالت الأمم المتحدة إنها تواجه "عقبات هائلة" تشمل إغلاق المعابر وعمليات التفتيش المرهقة وفرض قيود على الحركة والاضطرابات داخل غزة.
ويقول الاحتلال الإسرائيلي إنه لا يضع أي قيود على المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة ويتهم وكالات الأمم المتحدة بالتسبب في تأخر وصول المساعدات بسبب تقاعسها وعدم كفاءتها.
وبدأت عمليات إدخال المواد الإغاثية إلى غزة بحرا ومن خلال عمليات الإسقاط الجوي.
وقالت مؤسسة ورلد سنترال كيتشن الخيرية إن أول شحنة مساعدات عن طريق البحر وصلت إلى غزة من قبرص الجمعة وجرى تفريغها.