رفضت إسرائيل طلباً أوكرانياً وأوروبياً بإغلاق القنوات التلفزيونية الروسية التي تبث في إسرائيل، تحت ذريعة عدم وجود مبرر قانوني لحجب بثها، وذلك انسجاماً مع موقف تل أبيب الحذر من اصطفافات الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إسرائيل قررت، أمس الخميس، عدم منع وسائل الإعلام الروسية التي تبث في إسرائيل على الرغم من الطلب الصريح للسفير الأوكراني لدى إسرائيل ووزراء اتصالات في دول أوروبية من وزير الاتصالات الإسرائيلي، يوعاز هاندل.
وأضافت أن طلب السفير يفغين كورنيتشوك من إسرائيل في الأيام الأخيرة منع وسائل الإعلام المرتبطة بالكرملين التي تبث مواد دعائية لبوتين وتضر بالروح المعنوية الأوكرانية.
وأشارت إلى أن هذه القضية طرحها أيضاً وزراء اتصالات أوروبيون في مؤتمر عقد في برشلونة، وطلبوا من الوزير هاندل حجب القنوات الروسية في إسرائيل.
وبحسب وزارة الاتصالات الإسرائيلية هناك تسع قنوات روسية تبث محتواها في إسرائيل.
عقب الطلب الأوكراني الأوروبي، أعلنت وزارة الاتصالات الإسرائيلية بعد دراسة الطلب بأنها لم تجد مسوغاً قانونياً لحجب القنوات في إسرائيل.
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أعرب أمس الخميس عن خيبة أمله بالموقف الإسرائيلي من الحرب التي تشنها روسيا على بلاده، موضحاً بأنه كان يتوقع دعماً أكبر من تل أبيب.
خيبة أمل أوكرانيا من الموقف الإسرائيلي
كما لم تستجب إسرائيل لطلب كييف التوسط مع موسكو لإجراء مفاوضات لإيقاف الحرب، فضلاً عن رفض إسرائيل تزويدها بالأسلحة رغم إلحاح الطلب الأوكراني والرغبة الأميركية في ذلك.
وكشف السفير الأوكراني في تل أبيب، يفغين كورنيتشوك، أن زيلينسكي طلب من بينيت خلال اتصالهما الهاتفي يوم الجمعة الماضي أن تتوسط إسرائيل لإجراء مفاوضات مع بوتين.
وكان الطلب الأوكراني يريد أن تستضيف تل أبيب بدلاً من مينسك المفاوضات مع بوتين، إلا أنها جرت في نهاية المطاف في بيلاروسيا حليفة روسيا وحديقتها الخلفية، نتيجة عدم استجابة الإسرائيليين وإصرار الروس.
في حين أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن مجرد طلب الوساطة يعزز مكانة إسرائيل عالمياً كوسيط لحل النزاعات الدولية، موضحة أن تل أبيب لم تستجب بالشكل الكافي لأنها لا تريد إثارة غضب موسكو فضلاً عن عدم ضمانها التوصل إلى تسوية.
وفي سياق متصل، رفضت إسرائيل طلبات أوكرانيا المتجددة للحصول على الأسلحة الإسرائيلية، كان آخرها في ثاني أيام الغزو الروسي.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن بينيت رفض طلب زيلينسكي للأسلحة الإسرائيلية، خلال محادثتهما يوم الجمعة الماضي، على الرغم من أن كبار المسؤولين الأميركيين أبلغوا تل أبيب أن البيت الأبيض سيرحب بتزويد السلاح لكييف.
وقبل يومين، قال السفير الأوكراني لدى إسرائيل، يفغين كورنيتشوك، إن السلطات الإسرائيلية طردت عشرات اللاجئين الأوكرانيين الذين قدموا إليها من دول مختلفة في العالم، خلال الأيام الستة الماضية.
وأضاف كورنيتشوك، في مؤتمر صحفي عقده في تل أبيب الثلاثاء الماضي، أنه بدل أن تمنحهم حق اللجوء قامت بترحليهم من مطار بن غوريون إلى الأماكن التي أتوا منها.
وتحاول تل أبيب انتهاج سياسة براغماتية متوازنة بعيداً عن الاستقطاب في الحرب الروسية الأوكرانية، على ضوء مصالحها الأمنية والاستراتيجية مع الروس في الساحة السورية.
في المقابل تواجه تل أبيب انتقادات من الغرب الذي يطالبها بموقف واضح وقوي من الغزو الروسي على أوكرانيا.
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإن الموقف الإسرائيلي من الحرب الأوكرانية مبني على الرؤية العسكرية لقادة الجيش الإسرائيلي الحذرة بين الولايات المتحدة وروسيا، ومنع تطور الأمور إلى مواجهة عسكرية، لأن الإسرائيليين ينظرون إلى روسيا المتحكمة بسوريا على أنها "جارة إسرائيل الشمالية".
بموازاة ذلك، لم تنضم تل أبيب إلى الغرب الذي شرع بفرض العقوبات وتقديم المساعدات العسكرية للأوكرانيين، وأعلنت مراراً أن ما يهمها هو استمرار "المعركة بين الحروب" لمنع تموضع إيران العسكري على حدودها الشمالية.