أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين حملة لمقاطعة شراء الخضر حملت عنوان "خليها تخيس" وذلك احتجاجاً على ارتفاع أسعار الخضراوات الكبير في مختلف مناطق إدلب وريفها، ودعت منشورات الحملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة شراء الخضر والفواكه لثلاثة أيام مبدئياً ويمكن زيادتها في حال لم تنخفض الأسعار.
واعتمدت الحملة على طبيعة الخضر كمواد لا يمكن للتجار الاستمرار بتخزينها لكونها سريعة التلف، بخلاف المواد الغذائية الأخرى، مما سيجبر التجار على خفض سعرها لبيعها والتخلص منها قبل تلفها وخسارتها.
في اليوم الأول بعد إطلاق الحملة، انخفضت أسعار الخضر والفواكه بشكل ملحوظ، وخصوصاً البقدونس الذي انخفض سعر الباقة الواحدة منه من 8 ليرات إلى 3 ليرات ونصف في سوق الخضر بمدينة إدلب، كما انخفض سعر الكيلوغرام الواحد من الخيار من 25 إلى 18 ليرة تركية.
وجاءت الحملة بعد موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار الخضر والفواكه مع بدء شهر رمضان، حيث ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من البندورة في أول أيام شهر رمضان 9 ليرات تركية عن اليوم الذي يسبق رمضان تماماً والذي كان فيه سعر كيلو البندورة 15 ليرة تركية، ليصبح سعرها 22 - 25 ليرة تركية.
وتسبب الارتفاع الكبير في أسعار الخضر بعزوف كثير من السكان عن شرائها وخصوصاً محدودي الدخل من العمال ومعدومي الدخل من ساكني المخيمات، حيث عبّر عدد من العمال عن عجزهم عن شراء الخضر التي ارتفع ثمنها حتى بات أجرهم اليومي لا يكفيهم لإعداد وجبة إفطار بسيطة.
ارتفاع أسعار الخضر تسبب بغيابها عن موائد الإفطار لتلحق بكثير من الأصناف الغذائية التي باتت تفوق قدرة السكان الشرائية كالفروج واللحوم وغيرها.
الارتفاع الكبير في أسعار الخضر والفروق فيها بين المحال التجارية دفع المدير العام للتجارة والتموين في حكومة الإنقاذ لعقد اجتماع طارئ مع المراقبين التموينيين في المديرية وفروعها، لوضع آلية عمل جديدة لضبط الأسواق، وفق ما نشرته وزارة الاقتصاد على صفحتها الرسمية.
وكان فريق منسقو استجابة سوريا المعني بالشأن الإنساني في شمال غربي سوريا قد رصد الارتفاع الكبير في أسعار السلع في الشمال السوري مع بدء شهر رمضان وفق التصنيف الآتي:
- ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة 33.4 %
- ارتفاع أسعار الحبوب بنسبة 29.2 %
- ارتفاع أسعار القمح بنسبة 42.3 %
- ارتفاع أسعار الزيوت النباتية بنسبة 62%
- ارتفاع أسعار الألبان بنسبة 17.9 %
- ارتفاع أسعار السكر بنسبة 54%
- ارتفاع أسعار اللحوم بأنواعها بنسبة 34%
- ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة بنسبة 48%
وذكر الفريق ارتفاع أسعار المواد مع العجز الواضح في عمليات الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات المحلية وخاصة مع مقارنة أول يومين من شهر رمضان بالعام الماضي وانخفاض بنسبة 34% عن العام السابق.
وطالب الفريق بزيادة الرقابة على أسعار المواد بشكل عام في المنطقة، إضافةً إلى تحسين الأوضاع الإنسانية للمدنيين في المنطقة من خلال زيادة نسبة الاستجابة الإنسانية الفعالة وخاصة في الشهر الحالي، إذ إن الآلاف من العائلات لم تعد قادرة على تأمين وجبة طعام واحدة يومياً.
وحث المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على زيادة مشاريع التغذية في شهر رمضان والعمل على شمولية جميع المناطق بغية تحقيق استقرار فعلي للمدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص.