قال المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن الأميركيين، روجر كارستنز إن إدارة بايدن "تعلم بإيمان صادق بأن الصحفي أوستن تايس على قيد الحياة، وينتظر منها القدوم إليه".
ووفق ما نقل موقع "ماكلاتشي" المختص بأخبار البيت الأبيض، فإن فريقاً دبلوماسياً في إدارة بايدن يعمل مع ضباط استخبارات ضمن خلية واحدة على إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في الخارج، وتتكون هذه الخلية من خبراء من مختلف الوكالات الحكومية الأميركية التي تجمع قيادات دبلوماسية ومعلومات استخبارية معاً في مكان واحد من أجل قضية تايس.
ويدير هذه الخلية المسؤول السابق في فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب في المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الفيدرالي "FBI" في نيويورك، في حين يعمل كارستنز كقائد دبلوماسي فيها، بعد أن تم تعيينه من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب في آذار من العام 2020، واستمر في عمله بتكليف من قبل إدارة الرئيس جو بايدن.
وأشار مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي إلى أن هذه الخلية تعمل يومياً لإعادة أوستن تايس، وجميع المواطنين الأميركيين المحتجزين في الخارج إلى الوطن".
يشار إلى أن مفاوضات سرية جرت بين نظام الأسد والولايات المتحدة الأميركية في الصيف الماضي، والتي أقرّت بها إدارة الرئيس دونالد ترامب في تشرين الأول الماضي، وقالت إنها عقدت لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى النظام، من دون أن تقول الكثير بشأن هذه المفاوضات.
واجتمع كبير مساعدي البيت الأبيض، كاش باتيل، والضابط السابق في الجيش الأميركي، روجر كارستينز، مع رئيس جهاز استخبارات نظام الأسد، علي مملوك، في دمشق، لمناقشة مصير الرهائن الأميركيين المحتجزين لدى نظام الأسد، بمن فيهم الصحفي أوستن تايس، الذي اختفى في آب من عام 2012، والطبيب مجد كمالماز الذي اختفى عام 2017.
وفي حين لم يقدّم نظام الأسد أي معلومات ذات قيمة عن مصير ومكان الرهائن الأميركيين، إلا أنه أثار خلال الاجتماع مجموعة من المطالب من شأنها أن تعيد تشكيل سياسة واشنطن تجاه سوريا بشكل أساسي، بما في ذلك رفع العقوبات، وانسحاب القوات الأميركية من سوريا، واستعادة العلاقات الدبلوماسية بشكل طبيعي.
ومع ذلك، أظهر دونالد ترامب استعداد بلاده لسحب قواتها من سوريا وأماكن أخرى من الشرق الأوسط، في مقابل استعادة الرهائن، معتبراً "ذلك أولوية قصوى للسياسة الخارجية للولايات المتحدة".
وتعهّدت إدارة بايدن أيضاً بجعل استعادة الرهائن أولوية، لكنها دعت حكومة النظام إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان، ما يجعل من غير المرجح أن تكون واشنطن أكثر تقبلاً للشروط التي أثارها النظام من أجل مواصلة الحوار.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت، في بيان سابق لها، إن "إعادة الرهائن إلى الوطن إحدى أولويات إدارة بايدن"، داعية نظام الأسد إلى إطلاق سراحهم، إلا أن آفاق المفاوضات غير مؤكدة، بسبب عدم التزام دمشق، ومن غير المرجح أن ترى الإدارة الأميركية نظام الأسد شريكاً موثوقاً فيه للتفاوض، خاصة مع الجهود الأميركية لمساءلة نظام الأسد من قبل "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية" في كانون الأول الماضي.
ولم يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي بدأ ولايته قبل أقل من ثلاثة أشهر حتى الآن الكثير عن سياسته في سوريا، إلا أنه أدرجها ضمن المشكلات الدولية التي يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة معالجتها، دون أن يوضح المسؤولون الأميركيون إذا ما كانت المحادثات المباشرة بشأن تايس ستستمر أم لا.
وكان تايس يعمل مصوراً صحفياً لحساب وكالة "فرانس برس" و"ماكالاتشي نيوز" و"واشنطن بوست" و"سي بي إس"، وغيرها من المؤسسات الإعلامية، عندما تم اعتقاله عند حاجز لقوات النظام قرب دمشق في آب من العام 2012.
وفي أيلول من العام نفسه، ظهر تايس في تسجيل فيديو وهو معصوب العينين محتجزاً لدى جماعة مسلحة غير معروفة، ومنذ ذلك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حياً أو ميتاً، وأعلنت السلطات الأميركية في عام 2018 عن مكافأة قدرها مليون دولار لمن يقدم أية معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.