كان السفر بالنسبة للسوريين إلى الأردن من أيسر ما يكون، حتى جاء قرار بفرض تأشيرة الدخول على السوريين من قبل السلطات الأردنية في ديسمبر/كانون الأول 2014، أو ما عرف بـ(الخروج والعودة)، إذ يقدم السوري على هذه التأشيرة من وزارة الداخلية الأردنية.
قبلها بأشهر، سافر عدنان الربيع إلى تركيا في عام 2014 في محاولة للمرور إلى أوروبا عن طريق البحر كما سائر السوريين الذين اتخذوا البحر سبيلاً لهم للوصول إلى حياة آمنة.
وكان "الربيع" قد وصل إلى الأردن مع والدته وإخوته الثلاثة قادمين من ريف دمشق في عام 2012، ولقلة فرص العمل "قررت السفر إلى تركيا حتى أصل إلى أوروبا وبعدها أقوم بإجراءات سفر لجلب أهلي إلى أوروبا"، بحسب ما قال الربيع، مضيفاً لموقع تلفزيون سوريا، إلا أن "الأمور لم تكن سهلة، إذ كانت المبالغ التي يطلبها المهربون فوق طاقتي بكثير، وأصبحت أعمل حتى أقوم بتوفير بعض المال، والصرف على نفسي وعلى أهلي في الأردن"، وأشار الربيع إلى أنه في الوقت "الذي تركت الأردن كان إخوتي صغارا في العمر".
ومع تعثر وضعه في تركيا وعدم قدرته لجمع المبلغ المطلوب للسفر إلى أوروبا، علق الربيع في الأراضي التركية "لا أنا قادر أن أعود إلى الأردن، ولا قادر أن أذهب إلى أوروبا"، كما قال الربيع، مستوضحاً أن "الأردن لا يعطي تأشيرة الخروج والعودة لحاملي الإقامة التركية الكمليك".
اقرأ أيضا: الفيلق الخامس في الأردن.. ماذا بعد الزيارة وما هو دور بريطانيا؟
وفي السياق، تشترط الحكومة الأردنية في منح موافقة الخروج والعودة للسوريين، المسجلين في الجامعات الأردنية، أو لأصحاب إقامات في دول مجلس التعاون الخليجي، والفنانيين، أو حاملي تصاريح العمل الأردنية، والمستثمرين، عدا ذلك ترفض الداخلية أي طلب مقدم لدخول السوريين إلى أراضيها.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019 أصدرت الداخلية الأردنية قراراً يسمح بموجبه لحاملي الإقامة الأوروبية "شنغن"، بدخول الأردن. واشترط "القرار أن يكون بحوزة المسافر إقامة في البلد القادم منه، أو تأشيرة حسب مقتضى الحال لمدة لا تقل عن ستة أشهر، وتذكرة عودة، وألا تكون الغاية من القدوم إلى الأردن هي العمل". وعليه يمكن "الدخول إلى الأردن دون الحاجة إلى موافقة مسبقة"، وإنهاء الإجراءات من خلال أحد المعابر الحدودية، أو من خلال البعثات الدبلوماسية الأردنية في الخارج.
واعتبر هذا القرار من أكثر القرارات تسهيلاً لدخول السوريين إلى الأردن، إلا أنه ورغم ذلك لم يشمل القرار السوريين المقيمين في تركيا ولبنان ومصر، كحالة الربيع، الذي حاول كثيراً الحصول على تأشيرة لملاقاة والدته وإخوته إلا "أن ذلك لم يحدث رغم كل "الواسطات" والمحاولات، حتى إنني حاولت في أحد المرات الذهاب إلى الأردن دون حصول على الموافقة، وأن يتم إعادتي من مطار عمان ولكن المهم أن أرى أمي"، بحسب الربيع الذي تفاجأ بأن "المنع من ركوب الطائرة كان في مطار إسطنبول لعدم امتلاكي لورقة الخروج والعودة، وعرفت فيما بعد أن هناك اتفاق مع كل المطارات حول العالم بعدم السماح للسوريين بركوب الطائرة إلا بوجود هذه الورقة الملعونة".
اقرأ أيضا: رتل عسكري من قيادات اللواء الثامن بدرعا يدخل الأردن.. ما الهدف؟
ومنذ ست سنوات، لم يلتق الربيع مع والدته وإخوته، الذين "كبروا بعيداً عن عيني، ولا أراهم إلا عن طريق المكالمات المرئية"، وأوضح الربيع أن حظه العاثر أبقاه في تركيا، منتظراً "فرجاً حتى أستطيع ملاقاة أمي وإخوتي ولو بزيارة خاطفة"، ولكن "ورقة تقف حاجزاً منيعاً بين لقائي بأمي وإخوتي منذ ست سنوات". كما عبر الربيع.