icon
التغطية الحية

إبراهيم رئيسي: مستعدون للتعاون لإعادة إعمار سوريا وعلى الأميركيين مغادرتها فوراً

2023.05.03 | 10:47 دمشق

إبراهيم رئيسي في دمشق
أكد رئيسي أن إيران لديها طواقم فنية وشركات ذات كفاءة عالية قادرة على أن تؤدي دوراً مهماً في إعادة إعمار سوريا - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

طالب الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بمغادرة القوات الأميركية الأراضي السوري بشكل فوري، معرباً عن استعداد بلاده التعاون بشأن إعادة الإعمار في سوريا.

ووصف رئيسي علاقات بلاده مع النظام السوري بأنها "علاقات استراتيجية ومهمة"، وأن "هذه العلاقة سوف تستمر"، موضحاً أن زيارته لدمشق هي "في إطار العلاقات بين البلدين، وفي إطار دعم جبهة المقاومة".

ووصل الرئيس الإيراني، اليوم الأربعاء، إلى دمشق، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، في حين كانت آخر زيارة لرئيس إيراني إلى سوريا في أيلول 2010، في عهد محمود أحمدي نجاد.

"الظروف تباينت في سوريا"

وفي مقابلة مع قناة "الميادين" المقربة من إيران، اتهم رئيسي الولايات المتحدة بأنها "حرضت البلدان العربية ضد سوريا، والبلدان العربية سعت أيضاً لتصفية حساباتها مع دمشق، واعتقدت أن سوريا سوف تنهار".

وأوضح الرئيس الإيراني أن بلاده "هي الوحيدة التي دعمت النظام السوري، ووقفت في وجه كل الفصائل التكفيرية وجميع الحركات الانفصالية، وحتى في وجه بعض بلدان المنطقة، التي سعت لتقسيم سوريا".

ورحّب رئيسي بتطبيع بعض الدول لعلاقاتها مع النظام السوري، ولا سيما بلدان المنطقة، معتبراً أن "الظروف اليوم تباينت بصورة كبيرة في سوريا، وبشار الأسد جدير بالتقدير"

وبحسب الرئيس الإيراني، فإنّ الظروف، اليوم، تباينت بصورة كبيرة في سوريا، و"الرئيس بشار الأسد، وهو جدير بالتقدير، صمد مع الشعب السوري".

وشدد رئيسي أن "سيادة حكومة النظام السوري على الأراضي السورية كافة، وضرورة مغادرة القوات الأميركية فوراً".

وأعرب الرئيس الإيراني عن استعداد طهران للتعاون بشأن إعادة الإعمار في سوريا، مشيراً إلى أن إيران "لديها طواقم فنية وشركات ذات كفاءة عالية، قادرة على أن تؤدي دوراً مهماً في إعادة إعمار سوريا".

الهدف اقتصادي

وأمس الثلاثاء، قالت وكالة الصحافة الفرنسية إن تحضيرات زيارة رئيسي ظاهرة للعيان منذ أيام بمحيط السفارة الإيرانية في حي المزة وسط العاصمة دمشق، مشيرة إلى أن حواجز حديدي وإسمنتية ضخمة كانت أقيمت حول السفارة منذ سنوات أزيلت.

وذكرت وسائل إعلام النظام السوري أن الزيارة ستستغرق يومين، سيجري خلالها مباحثات رسمية مع رئيس النظام السوري، "تتناول العلاقات الثنائية وملفات سياسية واقتصادية مشتركة، إضافة إلى التطورات الإيجابية في المنطقة".

وأشارت صحيفة "الوطن" المحلية إلى أن المباحثات "تتضمن التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وخصوصاً في الجانب الاقتصادي"، مؤكدة أنه سيتم التوقيع خلال الزيارة على عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الخاصة بالتعاون الاقتصادي بين البلدين".

وسبق أن صرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري، أن الزيارة "تأتي تلبية لدعوة من الأسد، وترتدي أهمية استراتيجية للبلدين، وهدفها اقتصادي".

كما أفاد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أن سوريا "دخلت في مرحلة إعادة الإعمار، وإيران جاهزة لتكون مع النظام السوري في هذه المرحلة أيضاً، كما كانت إلى جانبها في القتال ضد الإرهاب"، الذي وصفه بأنه "مثال ناجح على التعاون بين الدولتين".

"إجراءات إيرانية فعّالة" لحل المشكلات الاقتصادية في سوريا

في سياق ذلك، أكد سفير طهران في دمشق، حسين أكبري، أن بلاده "مستعدة لمساعدة النظام السوري في جميع الظروف، وقادرة على اتخاذ إجراءات فعالة لحل المشكلات الاقتصادية في سوريا"، موضحاً أن "العلاقات الثنائية بين البلدين كانت جيدة خلال الـ 44 عاماً الماضية، وهي نموذج تستطيع الدول الأخرى أن تحتذي به".

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، قال أكبري إن طهران ودمشق "تتمتعان بقدرات اقتصادية جيدة تساعد الطرفين على تسهيل ظروفهما الاقتصادية لوجود المستثمرين الإيرانيين في سوريا، إلى جانب تعميق العلاقات السياسية"، مضيفاً أنه "يمكن لإيران أن تتخذ إجراءات فعالة لحل المشكلات الاقتصادية السورية نظرا للعلاقات السياسية الطيبة بين البلدين ووجود أرضية مناسبة وجيدة في المجال الاقتصادي".

التطبيع مع النظام السوري

وعن التطبيع مع النظام السوري، قال الدبلوماسي الإيراني إن "الأعداء توصلوا إلى نتيجة مفادها أن عليهم أن يستأنفوا علاقاتهم السياسية مع طهران ودمشق، ولم تكن الأدوات الاقتصادية فعالة في إلحاق الهزيمة بهما".

ولفت إلى أن "دخول لاعبين جدد مثل روسيا والصين والهند في الساحة السياسية والدولية أضعف دور الهيمنة الأميركية في العالم، ودفعت دولاً مثل السعودية وباقي الدول الخليجية ودولاً أخرى لتغيير سياستها واتخاذ نهج إيجابي تجاه إيران وسوريا واليمن".

وأضاف سفير طهران في دمشق أن "الصين كحلقة وصل بين إيران والسعودية، ثم أقامت السعودية على الفور علاقات مع سوريا واليمن، وبدأت مفاوضات جادة، ما يؤشر على حدوث تغيرات مهمة في المنطقة، حيث تقف المقاومة في هذه التغييرات صامدة، وتلعب دوراً رئيسياً وفعالاً"، وفق تعبير.

يشار إلى أن زيارة الرئيس الإيراني تأتي بعد أسابيع من إعادة العلاقات الدبلوماسية بين إيران والمملكة العربية والسعودية، فضلاً عن تقارب سعودي مع النظام السوري.

وسبق أن نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر إقليمي بارز قوله إن "دفء العلاقات بين السعودية وإيران، وكذلك ذوبان الجليد في عزلة الدول العربية عن سوريا، مهد الطريق للزيارة".