البث المباشر
أعرب رجل أعمال افتتح حديثاً متجر بقالة في بلفاست وتعرض هذا المتجر لأربع هجمات عنصرية في غضون أسبوعين، عن نيته نقل عمله إلى مكان آخر.
سافر أحمد الخمران من سوريا إلى أيرلندا الشمالية قبل سبع سنوات، هرباً من الحرب، وصار يعمل على كسب رزقه عبر افتتاح متجر خاص به، إلا أن متجره في بلفاست تعرض للإحراق عشية يوم الأحد الماضي، لدرجة دفعت السلطات لإخلاء ساكني البناء الذي يوجد فيه هذا المتجر.
كما أعلنت الشرطة بأن الهجوم الذي نفذ يوم الأحد هو الرابع من نوعه وأسبابه خلال الأسبوعين الماضيين، وتعاملت مع كل تلك الهجمات على أنها جرائم كراهية دافعها الأساسي هو العنصرية.
الأضرار التي طالت السقف والتركيبات الداخلية في المتجر
"ضاع كل شيء"
وتعليقاً على الحادث، ذكر الخمران بأنه لا يستوعب سبب استهداف محله، وقال: "إنه لأمر محبط، لكننا سنواصل مسيرتنا ونأمل أن نفتتح مشروعاً تجارياً لنا في مكان آخر غير هذا المكان، ومع ذلك أؤمن بأن المحبة ستنتصر لا العنصرية".
يخبرنا الخمران بأنه عمل سائقاً لسيارة أجرة عند وصوله إلى أيرلندا الشمالية، وادخر من راتبه ليفتتح مشروعاً له في مجال البقالة، وأضاف: "عملت لأربعة أشهر، وكنت على وشك افتتاح المتجر الأسبوع المقبل، فلقد ادخرت المال طوال سبع سنوات، إلا أن كل ما ادخرته ذهب أدراج الرياح في دقائق معدودات".
يخبرنا الخمران بأنه عمل هو وصديقه في المتجر مساء يوم الأحد حتى يجهزا للافتتاح، وأغلقا المتجر عند الساعة الثامنة والنصف تقريباً.
وبعد فترة قصيرة، وصلته مكالمة هاتفية من صاحب المكان أبلغه فيها بأن المتجر تعرض لهجوم جديد، ولدى وصوله إلى الموقع، كانت الطوارئ تساعد أهالي البناء على الخروج من شققهم حرصاً على سلامتهم، ولهذا ورد في بيان للشرطة بأنه: "لحسن الحظ، لم يصب أحد بأي أذى، وإننا ممتنون للغاية للتصرف السريع الذي أبداه عناصرنا وللاستجابة التي قدمتها خدمة الإطفاء".
بيد أن الخمران أعلن عن تضرر متجره بشكل كبير وكذلك البضاعة الموجودة فيه، وأضاف: "ضاع كل شيء".
البضاعة في المتجر قبل الافتتاح
فقط لأهالي المنطقة!
خلال الهجمات العنصرية السابقة التي تمت خلال الأسبوعين الماضيين، أضرمت النار أمام المتجر، ما أدى إلى تحطم مصاريعه وكسر زجاج واجهته، وفي الهجوم التالي كتبت عبارة عنصرية على مصراع المتجر جاء فيها: "بيوت ومتاجر فقط لأهالي المنطقة"
هجوم عنصري تبعته كتابات جدارية عنصرية على المتجر
إلا أن الخمران أعلن في مقابلة أجرتها بي بي سي معه بأنه ما يزال يعتزم افتتاح متجر للبقالة، لكنه سيبحث الآن عن مكان آمن، وذكر بأنه شعر بأن معظم أهالي أيرلندا الشمالية يرحبون به أشد الترحيب، إلا أن قلة قليلة منهم تقف ضد مشروعه.
هذا ولقد دانت ديردري هارجي وهي عضو في مجلس جنوبي بلفاست تلك الهجمات التي استهدفت مقر عمل الخمران، وقالت: "إنها لمحاولة مقرفة هدفها نشر الخوف وإثارة الكراهية، إلا أن هذا السلوك لا مكان له في مجتمعنا، وليس من شيم سكان جنوبي بلفاست".
يذكر أن الشرطة فتحت تحقيقاً بجريمة الكراهية هذه، وهي اليوم تبحث عن شهود وتطلب من كل من صور الحريق بكاميرا أو بهاتفه المحمول أن يتواصل مع المحققين لديها.
المصدر: BBC News
