استقبل "تايمز سكوير" أبرز ميدان في مدينة نيويورك الأميركية، مساء السبت الفائت، أكثر من ألف مسلم أتوا من مختلف أرجاء أميركا لأداء صلاة التراويح بمناسبة بداية شهر رمضان المبارك.
ووزّع المنظمون 1500 وجبة إفطار على مَن حضروا لأداء أوّل صلاة تراويح في ميدان "تايمز سكوير" الشهير، والذي شهِد خطبةً أيضاً عن أهمية هذا الشهر الفضيل.
يقول "SQ" وهو يوتيوبر وأحد منظمي التجمّع: "أتينا إلى هنا لنشرح ديننا لكل من لا يعرفون ماهية الإسلام، وذلك لأن الإسلام دين السلام"، بما أن هجمات 11 أيلول هي مَن حدّد موقف أهالي نيويورك تجاه الإسلام والمسلمين.
ولكن في الوقت ذاته، عبّر مسلمون من الجالية المقيمة هناك عن قلقهم من إقامة مناسبة دينية كهذه في هذا المكان الصاخب والمزدحم على الدوام، خاصةً مع وجود لوحات إعلانية عملاقة فيه تَعرض صوراً لعارضات يرتدين ثياباً فاضحة، مما قد يصرف انتباه المصلين ويشوّش تركيزهم، كما رأى بعضهم بأن ذلك لن ينجح في رأب الصدع بين الجالية المسلمة والمجتمع الأميركي.
صابرينا جميل - من أهالي منطقة "كوينز" - تقول: "من المفترض أن تمثل صلاة التراويح شكلاً حميمياً من أشكال العبادة، ولهذا لا أفهم سبب القيام بذلك في تايمز سكوير، هل شاهدتم اللوحات الإعلانية؟ كنت هناك البارحة برفقة أهل زوجي، ورأيت عراة على الشاشات، فما هي الرسالة التي نرسلها لغير المسلمين عند أداء الصلاة تحت تلك المشاهد؟".
وترى فرح الزيدي - المقيمة في بروكلين - أنه لم يتضح لها سبب إقامة تلك الصلاة هناك، وما الذي يمكن أن يحقّقه المسلمون من خلال ذلك سوى لفت الأنظار! إذ قالت: "هل سيُسكتون تايمز سكوير بشكل كامل وهم يتلون كلام الله بما أنها أصخب بقعة حرفياً، إذ تُسمع فيها أصوات الموسيقا الصاخبة في كل مكان؟".
أمّا سامي رضوان فيرى بأن ما تم جمعه من تبرعات لإقامة الصلاة هناك يمكن الاستعانة به على إطعام المشرّدين والفقراء في تلك المدينة، وعلّق مشيراً إلى منظم تلك المناسبة: "إنني على يقين من أنه يكسب كثيراً من المال لكونه يوتيوبر، ولكن كان بوسعه الاستعانة بتلك الأموال لإطعام الآلاف من البشر، إذ ينبغي ألا يكون كل شيء برّاقاً".
يذكر أن الجهة الرسمية التي تمنح الإذن والموافقة على إقامة مناسبات كهذه في نيويورك لم ترد حتى الآن عندما طلب منها التعليق على الموضوع وعلى الوضع الرسمي لأداء الصلاة في تلك البقعة، كما لم يتضح أي من المساجد يدعم هذا المشروع أو يشارك في تنظيم الصلاة في ميدان "تايمز سكوير"، وهل رئيس بلدية نيويورك مسؤول عن ذلك أم أن السلطات المحلية هي مَن يتولى تلك المسؤولية.