أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) نداء طارئاً للاستجابة للاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في سوريا ولبنان والأردن للعام الحالي.
ووفق ما نقلت "مجموعة العمل لأجل فلسطيني سوريا"، قدّرت "الأونروا" حاجتها بـ 318 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات الإنسانية للاجئي فلسطين في سوريا ولبنان والأردن".
وقالت الوكالة الأممية في بيان لها، إن النزوح والظروف الاجتماعية والاقتصادية المتدهورة التي تفاقمت بسبب عواقب جائحة "كورونا"، والاحتياجات الإنسانية الملحة ومخاوف الحماية، تؤثر على حياة اللاجئين الفلسطينيين".
وفيما يخص سوريا، أشارت الوكالة إلى أن الصراع فيها ترك 91 % من لاجئي فلسطين، البالغ عددهم 438,000 لاجئاً، يعيشون في فقر مطلق، وإلى نزوح 40 % منهم، وأشارت إلى أنه في العام 2020 تدهورت الظروف المعيشية بشكل أكبر، نتيجة الأزمة الاقتصادية، مما أدى إلى زيادة الأسعار بما في ذلك أسعار السلع الأساسية.
وتوزعت متطلبات "الأونروا" المالية على: المعونات النقدية والغذائية والصحة البيئية والحماية ودعم التعليم، إضافة إلى إصلاح وإعادة تأهيل وصيانة منشآتها في سوريا ولبنان، بما يضمن استمرار تقديم الخدمات، بحسب بيان ندائها الطارئ.
وعاشت وكالة "أونروا" خلال العام 2020، أكبر أزمة عجز مالي في تاريخها، بسبب تفشي فيروس "كورونا"، إلى جانب تفشي الفقر بين اللاجئين الفلسطينيين، فضلاً عن تراجع الدعم المالي الدولي المخصص لها للقيام بمهامها في مناطق عملياتها.
وتشير الأونروا، في تقرير "النداء الطارئ"، الذي أصدرته مطلع العام 2020 لجمع تمويل لأعمالها في الأمم المتحدة، إلا أن نحو 91 % من أسر اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعيشون في فقر مطلق، وبحاجة دائمة وماسة للمساعدات، في حين حددت الوكالة 126 ألف فلسطيني كـ "ضعفاء للغاية"، ما يجعلهم، وفق التقرير، الشريحة الأكثر هشاشة معيشياً، والأكثر تأثراً بما تشهده البلاد من أزمات متصاعدة.
ويعيش مئات آلاف الفلسطينيين الذين هجرهم الاحتلال الإسرائيلي في سوريا منذ العام 1948، وخلال الثورة السورية عَمِل نظام الأسد على تهجير آلاف الفلسطينيين مِن منازلهم، وخاصة في مخيم اليرموك بالعاصمة دمشق، الذي يعتبر أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا، وحاصر من تبقى فيه عبر بعض الميليشيات الفلسطينية التي تقاتل في صفوف قواته.
اقرأ أيضاً: "الائتلاف الوطني" يوجّه رسالة إلى الأونروا بخصوص فلسطينيي سوريا
ما "الأونروا"؟ وماذا تقدم للاجئين الفلسطينيين في سوريا؟
أُسِّست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" كوكالة بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لـ 750 ألف لاجئ فلسطيني، واليوم تقدمها لنحو 5.7 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في كل من الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة.
وتهدف "الأونروا" لتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين في مجال التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والبنية التحتية وتحسين المخيمات والدعم المجتمعي والإقراض الصغير والاستجابة الطارئة، بما في ذلك أوقات النزاع المسلح.
ويتم تمويل خدمات "الأونروا" بشكل كامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، إلا أنها تعاني منذ سنوات من أزمات مالية متتابعة، آخرها الأزمة الحادة، والتي قد تكون الأسوأ في تاريخها، إثر قطع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساهمة بلاده بالكامل في العام 2018.
وقبل العام 2018، كانت مساهمة الولايات المتحدة الأميركية في ميزانية "الأونروا" نحو 300 مليون دولار سنوياً، ما يعادل ثلث ميزانيتها السنوية، وتمكنت في العام 2019، 40 دولة، من سد الفجوة المالية، قبل أن تعود وتتضاءل المساهمات لاحقاً، وخاصة بعد انتشار فيروس "كورونا" حول العالم، الذي ألحق خسائر مالية بالدول المانحة.
وفضلاً عن خدماتها الطبية والغذائية، تقدّم "الأونروا" مساعدات مالية لكل لاجئ فلسطيني مقيم في مناطق نظام الأسد، تبلغ نحو 20 ألف ليرة سورية، يتم دفعها كل ثلاثة أشهر عبر مصارف وشركات مالية تتبع للنظام.
وفي أيار الماضي، وجّه لاجئون فلسطينيون في سوريا، رسائل إلى "أونروا"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالبوا الوكالة بمراجعة حساباتها بما يخص المساعدة الماليّة، والتي لم تعد تلبّي احتياجات اللاجئين وخصوصاً في ظل أزمة "كورونا" وما خلّفته من أزمات معيشيّة، جعلت الجميع في حالة الأكثر عوزاً، والقسم الأكبر دون الصفر، وفق الرسالة.
اقرأ أيضاً: "الأونروا" تتعهد بصرف مساعداتها لفلسطينيي سوريا في العام 2021