بعد 77 يوماً من الحرب الإسرائيلية الشاملة على قطاع غزة والتي قتلت كل مقومات الحياة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع ارتفاع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 20 ألف قتيل فلسطيني معظمهم أطفال ونساء وأكثر من 53 ألف جريح.
تعكس الأرقام المتصاعدة بشكل يومي حجم الكارثة الإنسانية وحجم الجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد المدنيين، ويمثل الرقم 20 ألف ما نسبته 1 في المئة من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة في أكثر بقاع العالم كثافة سكانياً وحضرياً.
بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، قتل خلال الـ 24 ساعة الماضية 390 فلسطينياً وجُرح 734 آخرون.
عدد ضحايا اليوم لم يكن استثناءً، فالمعدل اليومي هو 260 فلسطينياً تقتلهم إسرائيل التي ألقت عشرات آلاف الأطنان من المتفجرات.
وفي تقارير سابقة لوزارة الصحة، فإن كل 10 دقائق يقتل طفل من جراء الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على القطاع.
ثلثا الضحايا هم من الأطفال والنساء، الأمر الذي يشير إلى أن القصف يستهدف المدنيين في منازلهم وفي المستشفيات والمدارس التي فر إليها السكان للاحتماء من القصف المكثف والمتواصل منذ شهرين ونصف.
حرب ضد المستشفيات
من أبرز المجازر التي ارتكبها الاحتلال كانت مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني شمالي القطاع، في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، راح ضحيتها 471 قتيلاً وأكثر من 700 آخرين، من جراء قصف جوي على ساحة المستشفى التي كانت تؤوي آلاف النازحين.
مرت "مجزرة المعمداني" من دون عقاب أو ضجيج أو إدانة واضحة لإسرائيل التي لم تتوقف عن ارتكاب مزيد من المجازر.
والسبت الماضي، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن قوات الاحتلال ارتكبت جريمة مروعة بدفن عشرات الفلسطينيين من الجرحى والنازحين أحياء في أثناء تجريفها لساحة في مستشفى كمال عدوان.
في حين، ارتفعت حصيلة الصحفيين الذين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب بلغت 98 صحفياً، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
مشاهد مروعة تفوق الوصف من داخل مستشفى كمال عدوان بعد انسحاب آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي من داخله pic.twitter.com/gBn6PImSYa
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) December 16, 2023
ووفقاً لبيانات الأمم المتحدة، فقد تم طرد نحو 1.9 مليون من سكان غزة من منازلهم، أي أكثر من 80% من السكان باتوا نازحين، يعيشون في مدارس وساحات المستشفيات في ظروف إنسانية كارثية.
كما دمرت الحرب نحو ثلثي الأبنية في قطاع غزة، وفقاً لما تظهر صور الأقمار الصناعية، بعد شهرين ونصف من القصف المتواصل، حيث فاق حجم الدمار في غزة ما حصل من تدمير في حلب السورية بين عامي 2012 و2016، أو ماريوبول في أوكرانيا، أو حتى قصف الحلفاء لألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية.
الجوع يفتك بـ 90 في المئة
حذرت الأمم المتحدة من خطر مجاعة في قطاع غزة حيث يستمر القصف الإسرائيلي اليوم في الوقت الذي يحاول فيه مجلس الأمن الدولي التوصل إلى قرار يسمح بزيادة المساعدة الإنسانية إلى القطاع المحاصر
وأرجأ مجلس الأمن الدولي مجدداً التصويت على مشروع قرار يهدف إلى تحسين الوضع الإنساني في غزة، بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضد مشروعي قرار خلال الأسابيع الأخيرة.
أوكسفام: 90 في المئة من سكان غزة يعانون من الجوع
قالت منظمة الإغاثة الدولية "أوكسفام" إن 90 في المئة من سكان غزة، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، يواجهون الجوع الشديد ويزداد خطر المجاعة يوماً بعد يوم ما لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
جاء ذلك في بيان على حسابها بمواقع التواصل الاجتماعي، رداً على البيانات التي شاركها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بشأن معدلات الجوع في غزة والتي ذكرت أن ما لا يقل عن 25 في المئة من سكان غزة يواجهون الجوع الشديد.
وأكدت أوكسفام أن أكثر من 90 في المئة من السكان يعانون من الجوع الشديد.
ومنذ بداية الحرب أوقفت إسرائيل جميع شحنات الغذاء والمياه والأدوية والوقود إلى قطاع غزة المحاصر منذ 16 عاماً. وبعد ضغوط أميركية، سمحت بإدخال المساعدات عبر مصر.
لكن تقول تقارير الأمم المتحدة إن 10% فقط من احتياجات غزة الغذائية دخلت إلى القطاع.