أقتحم متظاهرون من أنصار التيار الصدري البرلمان العراقي، عقب تمكنهم من دخول المنطقة الخضراء في قلب العاصمة العراقية بغداد.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة تظهر عدداً من المحتجين أثناء اقتحام مبنى البرلمان العراقي عقب تجدد المظاهرات اليوم السبت وتمكُّن المتظاهرين من اختراق المنطقة الخضراء في بغداد، على ضوء الدعوة التي أطلقها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر احتجاجاً على ترشيح محمد شياع السوداني لرئاسة الوزراء.
📹 المتظاهرون يقتحمون #البرلمان_العراقي لمنعه من انتخاب #محمد_السوداني لرئاسة الحكومة.#بغداد #العراق#العراق_ينتفض #نبض_الاخبار pic.twitter.com/M7Xfab5734
— نبض الأخبار (@rqnewsroom) July 30, 2022
وبحسب وكالة أنباء العراق (واع)، فقد توافد المتظاهرون منذ صباح اليوم السبت إلى ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها بالقرب من بوابة المنطقة الخضراء وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفي وقت سابق من اليوم، تداولت حسابات ناشطين على منصات التواصل تسجيلات مصورة تظهر تعرض عدد من المتظاهرين لإصابات من جراء إلقاء قوات الأمن القنابل الصوتية والقنابل المسيلة للدموع، وذلك في أثناء محاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء، وسط أنباء غير مؤكدة تشير إلى إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
وعبر مئات المتظاهرين من أنصار التيار الصدري الذي قدموا من مختلف محافظات العراق، الحاجز الخرساني الذي أقامته الشرطة العراقية على جسر الجمهورية في بغداد صباح اليوم السبت، باتجاه المنطقة الخضراء. في حين كثفت قوات الأمن وجودها في محيط ساحة التحرير وسط استمرار إغلاق -حتى صباح اليوم- جسري السنك والجمهورية المؤديان إلى الساحة بالكتل الخرسانية، كما تم إغلاق محيط مجلس القضاء الأعلى والمحكمة الاتحادية تحسباً لأي طارئ.
اقتحام مقار "الحكمة" والبرلمان العراقي
وكان أنصار التيار الصدري قد هاجموا عدة مقار تابعة لـ "تيار الحكمة" مساء أمس الجمعة في محافظات عديدة من بينها البصرة والنجف. في حين تجمع أنصار "تيار الحكمة" بزعامة عمار الحكيم في ساحة الخلاني قرب ساحة التحرير وسط بغداد وأدوا صلاة الجمعة. وأطلق الحكيم مبادرة لحل الأزمة و"فتح حوار جاد ومسؤول" بين الأطراف السياسية.
والأربعاء الفائت، اقتحم المتظاهرون من أنصار الصدر مقر البرلمان العراقي في قلب المنطقة الخضراء، رفضاً لمرشح الإطار "التنسيقي" محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة العراقية، وفق ما نقلت وكالة الأناضول.
ورفع المتظاهرون شعارات ورددوا هتافات تطالب بإسقاط ما سمّوه "مرشح نوري المالكي (رئيس ائتلاف دولة القانون)"، في إشارة إلى "السوداني".
وفي أثناء ذلك، دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي المحتجين، في بيان، إلى "الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بسلميتهم والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة والالتزام بتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حمايتهم".
إلغاء جلسة البرلمان العراقي
وأمس أيضاً، أكدت اللجنة القانونية النيابية عدم وجود جلسة لمجلس النواب العراقي اليوم السبت، في حين وضعت شرطاً لعودة المجلس للانعقاد، وفق وكالة أنباء العراق (واع).
ونقلت الوكالة عن رئيس اللجنة القانونية محمد عنوز قوله إنه "مضى على العملية الانتخابية 10 أشهر وما زالت هنالك تقاطعات سياسية بشأن ملف تشكيل الحكومة وننتظر ما ستؤول إليه نتائج المفاوضات الحالية".
وأضاف أن "هناك شللاً أصاب جلسات مجلس النواب أيضاً بسبب الوضع السياسي إذ يفترض أن نشهد 8 جلسات شهرياً بينما مجموع جلساته في هذه الدورة التشريعية لم يتجاوز 12 منذ جلسته الأولى في كانون الثاني الماضي".
وتابع أنه "لا توجد جلسة غداً (السبت)، وعقد الجلسة يتطلب قدوم المرشحين لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية والإخوة الكرد لم يتفقوا حتى الآن على تسمية مرشح واحد متفق عليه".
أزمة الحكومة العراقية
وبسبب خلافات بين القوى السياسية العراقية، لم يتم تشكيل حكومة جديدة منذ إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في الـ10 من تشرين الأول 2021.
واختار تحالف قوى "الإطار التنسيقي" الشيعية في الـ25 من تموز الجاري "السوداني" (52 عاما) مرشحاً لرئاسة الحكومة المقبلة. وانقسمت المواقف بشأن ترشيح السوداني بين مؤيد ورافض، حيث تطالب الحركة الاحتجاجية والتيار الصدري بترشيح شخصية لم يسبق لها أن تولت أي منصب حكومي.