icon
التغطية الحية

أنشطة وفعاليات.. سفارة النظام تحاول "اختراق" الجالية السورية في بلجيكا

2024.07.10 | 12:22 دمشق

سفارة النظام بلجيكا
فعالية في سفارة النظام السوري بالعاصمة البلجيكية بروكسل
بلجيكا ـ أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

تعمل سفارة النظام السوري في بروكسل على اختراق الجالية السورية، عبر استقطاب بعض "الأصوات المعارضة" للنظام وأصحاب الفعاليات الاقتصادية والثقافية تحت شعار "تنظيم أعمال ونشاطات للمغتربين" في بلجيكا.

وعقدت سفارة النظام، خلال الأشهر الماضية، عدة لقاءات واجتماعات وأنشطة للجالية السورية كان أكبرها الذي عُقد في شهر نيسان الماضي، والذي ضم عدداً كبيراً من أصحاب الفعاليات الاقتصادية والثقافية من بلجيكا وهولندا ولكوسمبورغ وكان من بينهم أشخاص معروفون بمعارضتهم للنظام.

وعَرض رئيس البعثة الدائمة للنظام السوري لدى الاتحاد الأوروبي في بروكسل، عمار العرسان، في ذلك الاجتماع الكبير "مشاريع وأفكارا يجري العمل عليها في إطار الدبلوماسية العامة والثقافية والاجتماعية".

ودعا المغتربين -بحسب ما نشرت سفارة النظام على حسابها في منصة "إكس"- إلى "تنظيم نشاطاتهم وأعمالهم ضمن مؤسساتهم الموجودة وبشكل ممنهج ومؤسساتي لضمان استمرارها ونجاحها"، كما نظمت السفارة أيضاً، في شهر حزيران الفائت، ما أسمته بـ"يوم ثقافي اجتماعي سوري" حضره العديد من المؤيدين للنظام.

وعمّا تفعله السفارة، يقول رئيس "ملتقى السوريين في بلجيكا" خالد كمال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "النظام يحاول عبر سفارته في بروكسل استقطاب الجاليات عبر ادّعائه بأنه الحضن لكل السوريين وأنه يريد أن يُقدّم الخدمات لكل السوريين من غير تمييز بين مؤيد ومعارض"، واصفاً ذلك بـ"الكذبة الكبيرة".

اجتماع حضره "معارضون"

وأشار كمال إلى أنه "أُعلن قبل أشهر عن اجتماع كبير في بروكسل وقد ضم تقريباً ما نسبته 90% من المؤيدين ونحو 10% من المعارضين والرماديين، وهذا الاجتماع الكبير سبقه عدة اجتماعات تحضيرية واجتماعات سرّية لأتباع السفارة من التجّار والوجهاء وبعض المعارضين".

سفارة النظام بلجيكا

وتابع:"عرضوا عليهم مثل هذه الاجتماعات وأقنعوهم بأن فيها خدمة للسوريين في بلجيكا وتسيير لمعاملاتهم وأمورهم وزعموا أن هدفهم فقط تسيير أمورهم بمعزل عن آرائهم السياسية سواء كانوا معارضين أو مؤيدين وقالوا إنّ ما يهمهم أن يعيش السوريون في بلجيكا كشعب واحد بمعزل عن التوجه السياسي".

وأضاف أنّ "هذا الكلام سرعان ما تبيّن كذبه بكلمة القائم بالأعمال وخلفه صورة بشار الأسد والتصفيق لبشار، وإعلان أنّ السفارة السورية تجمع فيها الجالية على توجّه واحد".

وكشف بأنّهم في "ملتقى السوريين" تواصلوا مع المعارضين الذين ذهبوا إلى الاجتماع وقال: "بعضهم أوضح أنه مضطر بسبب بعض الخدمات التي قد يوقفها النظام في حال لم يذهبوا، منها المساعدات الطبية لأهاليهم أو إصدار بعض الأوراق أو الوكالات، وبعضهم ادّعى أنه يخاف على عائلته وأقاربه في سوريا وقالوا إنهم مضطرون لحضور الاجتماع رغم أن بعض الحاضرين من المعروفين بمعارضتهم وأحدهم اقتحم السفارة، عام 2012، وداس على صورة بشار الأسد ومع ذلك حضر اللقاء والتقط صورةً قرب صورة بشار الأسد!".

وعمّا تفعله الجالية السورية من أجل مواجهة محاولة النظام اختراقها، قال كمال: "طبعاً نحن كجالية سورية تمثّل أغلبية السوريين في بلجيكا، لم تمر علينا هذا الحيلة وسارعنا إلى فضحها والتواصل مع مَن ذهب، والإشارة إلى أن هذا مخالف لقانون اللجوء الأوروبي".

وأضاف أنّه "عندما حصلنا على اللجوء في الدول الأوروبية حذرونا من الدخول إلى سفارة النظام على أساس أن هذا النظام مجرم وأن الدخول للسفارة يعتبر مثل الذهاب الى سوريا، لذلك قرّرنا وأعلنا أنّه في حال ذهب أحدهم إلى السفارة، سنتواصل مع السلطات البلجيكية للإبلاغ عنه وحاولنا بكل قوتنا إيقاف مثل هذه المهازل".

وبحسب كمال، فإنّ القائم بأعمال سفارة النظام "عبارة عن بيدق ويحرّكه أصغر عنصر أمن في السفارة ولا يستطيع أن يوقّع ورقة من دون إذن، وبأن هذه المشاريع لا يمكن أن تحصل بمعزل عن بشار الأسد فهذه سفارة الأسد".

واعتبر أنّ "ما حصل ويحصل هو مشروع أسدي.. هو يريد إيصال رسالة للأوروبيين بأنّ كل الناس معي -مؤيدين ومعارضين- جاؤوا إلى السفارة وتصوّروا، والسفارة تريد إيصال رسالة إلى النظام في دمشق، بأنّها تعمل على تبييض صفحة بشار الأسد عند السوريين والأوروبيين".

وأردف: "عندما تواصلنا مع بعض المعارضين الذين حضروا اجتماع السفارة قالوا لنا بأنّ ذلك لن يضر الثورة، وبرّروا لنا أن ذهابهم كان من أجل تسيير مصالحهم أو مصالح السوريين.. لكن الواضح بأن المصلحة لعبت الدور الأكبر هنا".

وعبّر عن أسفه نتيجة "تخلّي بعض السوريين عن مبادئهم وقيمهم"، مشيراً إلى أنه "في حال مالت الكفة لصالح النظام سنرى الكثير يعودون إلى حضنه، وإذا مالت الكفة لصالح المعارضة فسنرى الكثير من المؤيدين يدّعون المعارضة"، مردفاً: "مَن يحمل لواء الثورة وهو غير مؤمن بها أو ثابت على مبادئها من الممكن أن يخون ويترك الثورة لأجل أي مصلحة يستفيد منها".

وأشار إلى أن "أوّل سنوات اللجوء في أوروبا كان الكثير من السوريين يخرجون مظاهرات ضد الأسد وكانت تقدر بالمئات، بعد فترة رأينا الكثير منهم يحملون علم النظام وحين كنا نطلب منهم حضور المظاهرات كانوا يتذرعون بانشغالهم في العمل، وتأكدنا بعد ذلك بأنه عندما كانوا يحضرون معنا كان هدفهم فقط إرسال صورهم في المظاهرات إلى السلطات البلجيكية للادّعاء بوجود خطر على حياتهم في حال عادوا إلى سوريا"، مردفاً: "حال هؤلاء السوريين هو حال الذين ذهبوا إلى السفارة وتصوّروا فيها".

ماذا جرى في "الاجتماع الكبير"؟

موقع تلفزيون سوريا تواصل أيضاً مع أحد رجال الأعمال الذين حضروا الاجتماع في السفارة، وقال رجل أعمال سوري (فضّل عدم كشف اسمه) لـ موقع تلفزيون سوريا: "تلقيت دعوة رسمية وثلاثة اتصالات من السفارة لحضور اللقاء"، مضيفاً: "خفت في حال عدم حضوري خصوصاً أنهم تواصلوا معي أكثر من مرة، أن يتسبّبوا بأذى لأختي الوحيدة في سوريا".

سفارة النظام بلجيكا

وأضاف رجل الأعمال -الذي ساهم بجمع المساعدات والأموال خلال الزلزال إلى الشمال السوري- أنّ "اللقاء حضره نحو 150 شخصاً من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والمؤثرين في الجالية السورية ببلجيكا، وكان من بين الحاضرين الكثير من الأشخاص المعروفين بمعارضتهم للنظام".

وأشار إلى أنّ "السفارة جمعت اشتراكات مالية من الحاضرين، بزعم أنهم سينظّمون أنشطة وفعاليات للجالية السورية في بلجيكا"، فضلاً عن "اقتراح بأن تنظم السفارة كل 3 أشهر، لقاءً في مطعم أو حديقة أو في السفارة".

وتابع: "ما لاحظته أيضاً، أن هدفهم هو جمع مبلغ الرسوم -كما عودنا النظام- حيث طلبوا منا دفع اشتراك قيمته 50 يورو، وقد جُمع أكثر من 7 آلاف يورو، وفي حال حصل هذا الاجتماع أربع مرات في العام فيسكون مبلغاً كبيراً ليتقاسموه!".

وأشار إلى أن "فئة المجتمع التي كانت حاضرة هي من نخب الجالية السورية، من أصحاب الفعاليات التجارية الكبيرة في بلجيكا والأطباء والمؤثرين، وهؤلاء إذا قالوا كلمتهم فكثير من السوريين قد يتبعهم"، لافتاً إلى أنّ الكثير من السوريين هاجموه: "اتهموني بالتشبيح بعد نشر صور الاجتماع".

على مدار السنوات العشر الماضية، فرّ عشرات آلاف اللاجئين السوريين إلى بلجيكا هرباً من الحرب المندلعة في سوريا، وحصل العديد منهم على الجنسية البلجيكية، في حين ينتظر الآخرون الحصول عليها بعد استيفاء الشروط اللازمة.