تحدثت النجمة الأميركية وسفيرة النوايا الحسنة أنجيلينا جولي عن أصغر صحافي سوري شارك بنقل معاناة السوريين للعالم وذلك بعد لقاء جمعها به عبر منصة زووم بهدف إطلاق كتاب: (اعرف حقوقك وطالب بها) الموجه للأطفال واليافعين في مختلف بقاع العالم والذي سيصدر عن منظمة العفو الدولية قريباً.
وقع اختيار المنظمة على الصحفي السوري محمد نجم للمشاركة في هذا الكتاب بعدما حققت مقاطع الفيديو التي بدأ بنشرها في عام 2017 نسبة مشاهدة ومتابعة كبيرة كونها توثق مأساة السوريين.
كان محمد نجم طفلاً صغيراً عندما اندلعت الثورة السورية في عام 2011، لذا لم يكن يعي ما يجري حوله في الغوطة الشرقية بريف دمشق. ولكن مع تطور مجريات الأحداث، نضجت تجربته وتطورت أدواته، كما تأثر بأخيه الذي عمل في تغطية ما يجري من أحداث في منطقتهم، فقرر أن يشارك في تعريف العالم بما يحدث في سوريا، ولم يجد طريقة أفضل من العمل كمراسل حربي لتحقيق ذلك.
بدأ محمد بنشر فيديوهات بطريقة السيلفي على وسائل التواصل الاجتماعي من منطقته بالغوطة الشرقية، إلا أن الفيديو الذي حقق له شهرة واسعة كان ذاك الذي وثق لحظة انفجار قنبلة في المكان الذي وجد فيه، حيث تحدث عن ذلك الفيديو لمجلة نيوزويك الأميركية فقال: "كنت في أحد شوارع الغوطة أتحدث عن نظام الأسد، وفجأة انفجرت قنبلة خلفي، فخفت كثيراً وفكرت بأن أوقف الفيديو وأطلق ساقي للريح، لكني تابعت التصوير، ثم نشرت الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، فحظي هذا الفيديو باهتمام كبير ".
وبالرغم من القصف والحصار الذي عاشه محمد، وخسارته لوالده في عام 2015 بسبب غارة جوية، إلا أنه لم يفكر بمغادرة سوريا، وهذا ما جعله ينخرط بشكل أكبر في العمل الصحافي الذي يحمل رسالة إنسانية هدفها مساعدة كل الناس الذين يعانون من ويلات الحرب.
ومايزال محمد حتى بعد نزوحه مع أسرته وهروبهم إلى تركيا يتواصل مع أصدقاء له في الداخل السوري يزودونه كل يوم بمقاطع فيديو عما يجري هناك، كما أنه زار سوريا قبل مدة قصيرة، وحول ذلك يقول: "لقد وثقت كل ما رأيته هناك وسوف أنشر تلك المقاطع قريباً، فلقد هيجت رؤية بلدي وناسي عواطفي، بالرغم من أن كل شيء قد تغير، إذ لم يعد الأطفال يذهبون إلى المدرسة، وهذا أصعب شيء رأيته".
وبفضل سعيه الدؤوب لتوثيق ما يجري، استطاع محمد أن يتواصل مع أنجلينا جولي وعن تلك التجربة يقول:"انتابني الخجل قليلاً وأنا أرى شخصية مثل أنجلينا جولي تتحدث عني، فبما أنني طفل نشأ وسط الحرب، لم يخطر ببالي أبداً أن أعيش تجربة كهذه".
تتلخص أكبر طموحات محمد بالعودة إلى سوريا، والمساهمة في إعادة بنائها إلى جانب متابعة الدراسة فيها ومواصلة العمل في مهنة الصحافة لتسليط الضوء على معاناة الناس في مختلف أنحاء العالم.
يذكر أن كتاب (اعرف حقوقك وطالب بها) الذي يدور حول حقوق الطفل والذي ساهم فيه الصحفي السوري محمد نجم بتجاربه حول الحرب سيصدر قريباً عن منظمة العفو الدولية في نسخة ورقية وإلكترونية.