أعادت الحكومة الأميركية، اليوم الثلاثاء، 11 من مواطنيها المحتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا، حيث تقطن عائلات عناصر "تنظيم الدولة" (داعش).
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، عبر موقع إكس، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة استعادت 11 من مواطنيها، منهم 5 قصر، في أكبر عملية ترحيل على دفعة واحدة لمواطنين من شمال شرقي سوريا حتى الآن.
وأشار إلى أن طفلاً غير أميركي يبلغ من العمر تسع سنوات، وهو شقيق أحد القُصر الأمريكيين، أعيد إلى الولايات المتحدة.
ولم يحدد ميلر هوية المواطنين، لكن صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين أميركيين، أن العملية شملت عائلة تتكون من امرأة تدعى براندي سلمان وأطفالها التسعة المولودين في أميركا، وتتراوح أعمارهم بين 6 سنوات إلى نحو 25 سنة.
وأوضح ميلر أن الولايات المتحدة سهلت أيضاً إعادة ستة كنديين وأربعة هولنديين وطفل فنلندي إلى بلدانهم.
وذكرت وزارة الخارجية الكندية أن الكنديين الستة أطفال "وسيتلقون الدعم والرعاية اللازمة لبدء حياة جديدة في كندا".
موت جماعي وتعذيب وانتهاكات
ومنتصف نيسان الماضي، أصدرت منظمة العفو الدولية تقريراً عن المعتقلين في مخيمات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في شمال شرقي سوريا، مشيرة إلى أنهم "يواجهون انتهاكات منهجية، ويموت عدد كبير منهم، بسب الظروف غير الإنسانية".
وحمّل التقرير، الذي جاء بعنوان "في أعقاب هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية: ظلم وتعذيب وموت في أثناء الاحتجاز في شمال شرقي سوريا"، "الإدارة الذاتية" المسؤولية عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق أكثر من 56 ألف شخص محتجز في سجونها، بما في ذلك 11.5 ألف رجل و14.5 ألف امرأة و30 ألف طفل، محتجزين في 27 منشأة ومخيمي احتجاز هما الهول وروج.
وأشار تقرير منظمة العفو الدولية إلى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "متواطئتان في معظم جوانب منظومة الاحتجاز"، بما في ذلك مواطنون بريطانيون وأجانب آخرون.
الولايات المتحدة والمملكة المتحدة متواطئتان في منظومة الاحتجاز
وذكر تقرير منظمة العفو الدولية أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "متواطئتان في معظم جوانب منظومة الاعتقال، واحتجاز آلاف الأشخاص، بما في ذلك مواطنون بريطانيون وأجانب آخرون، في مخيمات ومنشآت الاحتجاز، حيث ينتشر المرض والتعذيب والموت".
وأشارت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية إلى أن حكومة الولايات المتحدة الأميركية "لعبت دوراً مركزياً في إنشاء وصيانة هذا النظام الذي مات فيه المئات من الوفيات التي كان من الممكن منعها، ويجب أن تلعب دوراً في تغييره".
وقال التقرير إن "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة، وبتمويل من الكونغرس الأميركي، "جدد منشآت الاحتجاز القائمة، وبنى منشآت جديدة، وكثيراً ما يجري زيارات إليها".