بعدما كانت فرص العرب وفيرة في مونديال قطر، بإمكانية تأهل أكثر من منتخب إلى الدور الثاني، لم يعد هناك سوى أمل وحيد هم "أسود الأطلس"، الذين سيلعبون اليوم ليرفعوا اسم العرب عالياً، وليس لأجل المغرب فقط.
تواجه المغرب مساء اليوم المنتخب الكندي، في مباراةٍ مصيرية ضمن المجموعة السادسة، من أجل حسم بطاقة التأهل إلى دور الـ 16، للمرة الثانية في تاريخها.
خمس فرص للتأهل
يمتلك أسود الأطلس أملاً كبيراً بتجاوز دور المجموعات، لأن لديهم خمسَ فرص للتأهل، فالفوز أو التعادل بأي نتيجة أمام كندا، يمنحهم بطاقة العبور للدور الثاني، من دون انتظار نتيجة المباراة الثانية في مجموعتهم بين بلجيكا وكرواتيا.
أما الفرص الثلاث المتبقية للتأهل، فهي خسارة المغرب بأي نتيجة، بشرط فوز كرواتيا على بلجيكا.
كما يتأهل أسود الأطلس في حال خسارتهم، وتعادل رفاق مودريتش وهازارد، لكن بشرط خسارة المغرب أمام كندا بفارق هدف أو هدفين فقط.
أما الفرصة الخامسة والأخيرة للمغرب للتأهل، والتي تعدّ الأكثر تعقيداً، فهي أن تخسر بفارق هدف فقط، بشرط فوز بلجيكا على كرواتيا بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر.
كيف يخطف المغرب الصدارة؟
المستوى المميز الذي قدَّمه أسود الأطلس في المباراتين الماضيتين، جعل سقف طموحاتهم يرتفع، فلم يعد تفكيرهم منحصراً فقط بمجرد التأهل، بل يخططون للتأهل في صدارة المجموعة.
المغرب يريد تحقيق الصدارة، لثلاثة أسباب، الأول تجنب مواجهة متصدر المجموعة الخامسة، والذي سيكون غالباً إسبانيا، التي تعدُّ مرشحاً قوياً للفوز بكأس العالم.
السبب الثاني تحقيق إنجاز تاريخي جديد، فبعد أن كانت أول منتخب عربي يتأهل للدور الثاني وفي صدارة المجموعة عام 1986، تطمح المغرب لصنع التاريخ مجدداً وخطف الصدارة.
السبب الثالث أن تأهل المغرب في صدارة المجموعة، سيجعلها منتخباً مرهوب الجانب وتخشاها باقي الفرق في الأدوار المقبلة، لا سيما أنها ستكون قد تأهلت، بعدما هزمت المصنف الثاني عالمياً (بلجيكا)، وتعادلت مع كرواتيا وصيفة بطل مونديال روسيا.
وتتصدر كرواتيا المجموعة السادسة بأربع نقاط، وتحتل المغرب المركز الثاني بأربع نقاط أيضاً، لكنها تتأخر بفارق الأهداف، وتأتي بلجيكا ثالثاً بثلاث نقاط، في حين تتذيل كندا المجموعة بلا نقاط.
ولكي يتأهل أسود الأطلس في صدارة المجموعة، لديهم ثلاث فرص، الفوز على كندا، بشرط خسارة أو تعادل كرواتيا أمام بلجيكا.
أما الفرصة الثالثة، ففي حال فازت كرواتيا على بلجيكا، يمكن أيضاً للمغرب خطف الصدارة بشرط فوزهم على كندا بفارق هدفين عن كرواتيا، يعني لو فازت الأخيرة بهدف نظيف، يجب أن يفوز أسود الأطلس بثلاثية نظيفة كي يخطفوا الصدارة.
أمور يجب الحذر منها
رغم توفر الظروف المواتية التي تجعل فرص المغرب سانحة لتجاوز دور المجموعات، من حيث تعدد سيناريوهات التأهل، وتوجد كتيبة مميزة من اللاعبين، لكن هذا لا يعني أن التأهل مضمون، فهناك أمور يجب على أسود الأطلس الحذر منها، لتجنب السقوط وفقدان آخر آمال العرب في بلوغ دور الـ 16.
أولاً على المغرب عدم التهاون مع كندا، فليس هناك منتخب سهل في كأس العالم، فقد يفوز منتخب على منافس قوي، ويخسر مع منتخب ضعيف.
كما حصل مع السعودية التي هزمت الأرجنتين، وخسرت أمام بولندا والمكسيك، وتونس فازت على فرنسا بطلة العالم وخسرت أمام أستراليا.
على المغرب أن ينتبه لنقطة أخرى أيضاً، وهي ألا يظن أن كندا التي فقدت حظوظها بالتأهل للدور الثاني، ستدخل المباراة بلا روح أو عزيمة.
بل على العكس تماماً، فطالما أن كندا فقدت فرصها في بلوغ الدور المقبل، فهذا يعني أنه ليس لديها ما تخسره، وستلعب بلا ضغوط، وهذا يعطيها دافعاً للظهور بأفضل وجه، لمصالحة جماهيرها بانتصار قبل مغادرة البطولة.
وما يؤكد كلامي، هو تصريح نجم المنتخب الكندي، “ألفونسو ديفيز”، الذي أكد قبل ساعات، أن منتخب بلاده يشارك في كأس العالم ليكتب صفحة جديدة في تاريخه، وأنهم لم يقولوا بعد كلمتهم الأخيرة في هذه المنافسات.
خروج المنتخبات العربية الثلاث (قطر والسعودية وتونس) من كأس العالم، قد يزيد الضغط أكثر على المغرب ويحمّلها مسؤولية كبيرة، لكونها باتت أمل العرب الوحيد في المونديال.
أشياء تدعو للتفاؤل
في مقابل ذلك، هناك أشياء تدعو للتفاؤل بإمكانية تأهل أسود الأطلس للدور المقبل.
وأهمّها أن مصير المنتخب المغربي معلّق بأقدام لاعبيه، فالفوز أو حتى التعادل كافٍ لبلوغ الدور الثاني، بغضّ النظر عن نتيجة المباراة الثانية.
وعلى العكس من تونس التي كان مصيرها بيد الآخرين، فرغم فوزها على فرنسا لم تتأهل، لأنها كانت بحاجة إلى مساعدة من الدنمارك، بأن تسجّل هدف التعادل على أستراليا.
المغرب تدخل المواجهة بمعنوياتٍ مرتفعة، بعد فوزها التاريخي على بلجيكا، وهذا سينعكس بشكلٍ إيجابي على مستوى اللاعبين.
الخبر السعيد أيضاً عودة الحارس المتألق ياسين بونو من الإصابة، وسيكون جاهزاً لمواجهة كندا، ويعتبر بونو صمام الأمان للمنتخب المغربي، فهو من أفضل الحراس في العالم.
من الأمور التي تطمئن قلوب عشاق أسود الأطلس، أن جميع النجوم الذين حققوا الفوز على بلجيكا والتعادل أمام كرواتيا، جاهزون لمواجهة كندا، عدا اللاعب سليم أملاح، الذي تعرّض لإصابة عضلية.
رغم تفاوت الظروف، من حيث وجود نقاط مقلقة وأخرى تدعو للتفاؤل، لكن ما ظهر عليه أسود الأطلس خلال هذه البطولة وحتى في التصفيات، يُبشر بأنهم قادرون على التأهل للدور الثاني، وربما يخطفون الصدارة ويحققون إنجازاً تاريخياً يُكتب باسم العرب.