أعلنت شركة St. Ann's Warehouse وذا ووك للإنتاج اليوم عن خططها الساعية لجلب الدمية أمل التي حظيت باحتفاء وإعجاب العالم، وهي دمية طولها 12 قدماً وتمثل طفلة سورية لاجئة عمرها عشر سنوات، إلى نيويورك، خلال الفترة الواقعة ما بين 14 أيلول و2 تشرين الأول. وتمثل فترة المسير التي تمتد لبضعة أسابيع، والتي تأتي بعد جولة أمل في أوروبا التي امتدت 8047 كلم، أول زيارة لأمل للولايات المتحدة، إذ بعد وصولها إلى مطار جون كينيدي في 14 أيلول المقبل، ستسافر أمل إلى مختلف أرجاء الولاية، لتلتقي بالفنانين وقادة المجتمع المدني والمنظمات الأهلية، والشباب من كل البيئات والأصول، وستنشر تفاصيل زيارتها لنيويورك في القريب العاجل.
وستستقبل الكثير من المؤسسات الثقافية الرائدة في نيويورك الدمية أمل، وعلى رأسها أكاديمية الموسيقا في بروكلين، ومتحف بروكلين للأطفال، ومسرح هارليم الكلاسيكي، ومركز لينكولن، ومسرح نيو فيكتوري، كما ستستقبلها منظمات أهلية مثل منظمة The Mujeres en Movimiento والمركز العربي الأميركي لدعم الأسرة، و South Bronx Unite، إلى جانب طلاب من المدارس الحكومية من مختلف أحياء المدينة، وكذلك وزارة المسرح الثقافي والبرامج الفنية في نيويورك.
يذكر أن شركة هاندسبرينغ بابيت في جنوب أفريقيا هي التي صممت الدمية أمل، وقد سبق لها أن حصلت على جوائز لتصنيعها دمى العرض الذي حقق نجاحاً كبيراً وهو: حصان الحرب. أما مسير الدمية أمل في نيويورك فسيتم بالتعاون ما بين شركة St. Ann's Warehouse وشركة ذا ووك للإنتاج، وسيحضر هذا الحدث كل من ديفيد لين، وتريسي سيوورد، وستيفن دالدري، والكاتب والمخرج المسرحي أمير نزار زعبي الذي يعمل مديراً فنياً لمسير الدمية أمل الصغيرة في نيويورك، إلى جانب يازماني أردوليدا وهو أول فنان شعبي في مدينة نيويورك والمنتج الفني لزيارة أمل لتلك المدينة، أما المنتجة المنفذة للمسير فستكون كارين بروكس هوبكينز.
أمل السورية تزور أوكرانيا
خلال رحلة أمل التي امتدت لأربعة أشهر في أوروبا خلال الصيف الماضي، حظيت باستقبال وترحيب من قبل مئات الفنانين والناشطين في المجتمع المدني، إلى جانب الزعماء الدينيين، كان بينهم قداسة البابا فرنسيس، بالإضافة إلى الممثل الأسطوري جود لو، ومارك ريلانس، ونواب في مجلس العموم ومجلس الأعيان البريطاني، ورئيس بلدية مارسيليا، وأمين المجلس العام لأوروبا، ورئيس مجلس الجمعية البرلمانية لأوروبا. إذ سارت أمل لمسافة طويلة عبرت خلالها 65 قرية ومدينة، وشاهدها الملايين من الناس مباشرة أو عبر الشابكة. كما تابع الأطفال من مختلف بقاع العالم التواصل معها عبر مواد توعوية أدرجت في مناهجهم الدراسية.
وبعد انتهاء رحلتها في عام 2021، زارت أمل أوكرانيا واللاجئين الأوكرانيين في بولندا، حيث عانقت الأطفال والعائلات الذين فروا من مناطق الحرب هناك، ورحبت بهم، وعنها يقول أندري سادوفي رئيس بلدية لفيف: "ساهمت زيارة أمل في إبقاء أوكرانيا على الصفحات الأولى للصحف، وفي ذلك الاهتمام فرصة جديدة لإنهاء الحرب".
والآن بعدما تحولت إلى رمز عالمي لحقوق الإنسان، وخاصة محنة اللاجئين، ستصل أمل إلى نيويورك بحثاً عن عمها سامر، الذي كانت آخر مرة رأته فيها بمدينة حلب السورية.
استلهمت فكرة الدمية أمل من شخصية ظهرت في مسرحية الغابة التي ألفها جو مورفي وجو روبيرتسون، وهي مسرحية تدور حول مخيم للاجئين تم تدميره بوساطة الجرافات في كاليه بفرنسا. إلا أن زيارة أمل التاريخية لنيويورك ستربط سلسلة من الأعمال الفنية التي أنتجتها شركة St. Ann's Warehouse مع الوعد التاريخي الذي أطلقته أميركا والذي يقضي باستقبالها للمهاجرين. إذ في 9 تموز، 2022، ستقدم تلك الشركة مع فرقة جاز عرض Fandango at the Wall وهو عبارة عن حفلة موسيقية مجانية ستجمع بين العازف آرتورو أوفاريل الذي حاز جائزة غرامي عدة مرات مع العديد من الموسيقيين المكسيكيين، بالإضافة إلى كوكبة من الفنانين الضيوف. وقد استلهمت فكرة هذه الحفلة من مهرجان Fandango Fronterizo الشهير، وستقام في حديقة جسر بروكلين حيث سيظهر تمثال الحرية في الخلفية، وهكذا سيتم الاحتفاء بمدى تأثير الموسيقا والثقافة العابر للحدود. وفي مطلع العام المقبل (وتحديداً في 18 شباط- 19 آذار 2023)، ستعيد شركة St. Ann's Warehouse وكذلك مسرح Good Chance عرض مسرحية الغابة إلى المكان الذي نجحت فيه وقدمت فيه للمرة الأولى في أميركا في عام 2018 بالتعاون مع المسرح القومي وشركة Young Vic.
تحدثنا سوزان فيلدمان وهي المديرة الفنية لشركة St. Ann's Warehouse عن أمل فتقول: "تجسد أمل بشكل مؤثر وفعال الأمل الذي ينتظره ملايين اللاجئين في الولايات المتحدة بعدما تركوا بيوتهم وأوطانهم بحثاً عن مستقبل مجهول. وبما أن شركة St. Ann's Warehouse تعتبر بيتاً لجميع الفنانين من مختلف بقاع العالم، لذا فهي تتفهم قيمة التنوع التي لا تقدر بثمن من خلال التعبير الإبداعي. ولقد وجدنا ذلك الرمز في الرسالة التي حملتها أمل".
تخبرنا كارين بروكس هوبكينز وهي المنتجة المنفذة لمسير أمل في نيويورك بالآتي: "يتيح لنا الفن تخيل عوالم مختلفة، والوقوف على تخومها، مع محاولتنا لرؤية الأمور بطريقة مختلفة قدر الإمكان. عندما سرت مع أمل في أوروبا، أدركت على الفور بأن علينا أن نأتي بها إلى الولايات المتحدة ونيويورك لتشاركنا بالأثر الذي خلفته رحلتها. وهنا أود أن أتوجه بالشكر إلى مجموعة المتبرعين الرائعين والكرماء في مدينة نيويورك الذين جعلوا من زيارة أمل إلى مدينتنا حقيقة، إذ يسعدني أن أشاهد أمل وهي تسير في مدينتنا وتتعرف إليها، ليقوم أهالي نيويورك بتعريفها بالأمور التي تجعل هذه المدينة فريدة ورائعة".
أما يازماني أربوليدا وهو منتج مسير أمل في نيويورك وفنان الشعب فيها فيقول: "إن تاريخ هجرة عائلتي من كولومبيا إلى الولايات المتحدة تسوده عمليات العبور القانونية وغير القانونية، والرحلات القسرية وغير القسرية، ولهذا أدرك تماماً الأسباب الكثيرة التي تدفع الناس لترك وطنهم، والأساليب التي يتبعونها عند قيامهم بذلك. ويسعدني أن أسلط الضوء على قصة زيارة أمل، إذ إنه لشرف لي أن أعمل مع فنانين وناشطين مدنيين ومحليين ساهموا في جعل هذه الرحلة ممكنة، ويسرنا كثيراً قدوم أمل إلى مدينة نيويورك".
في حين يقول أمير نزار الزعبي وهو المدير الفني لعمليات إنتاج مسير أمل: "من أهم الأمور اليوم إحياء النقاش الذي يدور حول اللاجئين وتغيير الرواية التي تنسج حولهم، فإلى جانب كون اللاجئين بحاجة إلى أغذية وبطانيات، يحتاجون أيضاً إلى الكرامة وإلى أن يكون لهم صوت. ولهذا نأمل من أمل أن تسلط الضوء على طاقات اللاجئين، وليس فقط على ظروفهم التعيسة. فقد جعلنا طول أمل يصل إلى 12 قدماً وذلك لأننا نريد منها أن تلهمنا التفكير بأمور عظيمة حتى نتصرف بطريقة أعظم".
أما إيف إينزلار، وهي سفيرة أمل، فتقول: "ستوحد أمل بين المجتمعات في كل مكان من خلال وجودها السحري وقدرتها على إدخال البهجة على القلوب، كما ستذكرنا بقوة الفتيات وحقهن بالتعلم. وستطلب منا الترحيب بأبناء جلدتنا من البشر، وبأن نأخذ بأيديهم".
في حين يقول المنتج ديفيد لين عنها: "لطالما ظننا بأن على الفنانين وقادة المجتمعات الأهلية والمدنية أن يتحدوا وأن يقدموا فناً ذا قيمة يمس الواقع، إلا أن أمل استطاعت تحقيق كل ذلك".
المصدر: برودواي وورلد