ملخص:
- انتشار متاجر سورية كبيرة في مصر تجمع بين التسوق والترفيه، ما جعلها تحظى بإقبال واسع من المصريين والسوريين.
- هذه المتاجر تقدم خدمات ترفيهية مثل المقاهي والمطاعم، حيث يمكن للزبائن الجلوس بعد التسوق وقضاء وقت ممتع بأسعار مناسبة.
- الإقبال المصري على المنتجات السورية كان مهماً لاستمرار نجاحات الجالية السورية في مصر، خاصة مع تقديم المتاجر لخدمات تذوق قبل الشراء وإلغاء مصاريف الخدمة والضريبة.
- مقاهي الحدائق العامة التي يديرها سوريون في مصر تقدم تجربة ترفيهية للأسر، مع تقديم مأكولات سورية ومصرية، وإقامة حفلات دورية من دون رسوم إضافية على الزبائن.
انتشرت في السنوات الأخيرة في مصر متاجر سورية كبيرة توفر منتجات متنوعة من الألبان والأجبان والمعلبات بالإضافة إلى قسم للحلويات والمعجنات وآخر للمكسرات، كما تعد في الوقت نفسه مكاناً للترفيه.
ومع تطور ثقافة الاستهلاك، بات التسوق مهمة تستغرق وقتاً طويلاً وتحتاج إلى التخطيط المسبق وتخصيص وقت كافٍ، لذلك يعمد أصحاب محال التسوق الكبيرة إلى توفير خدمات متنوعة للزبون في مكان واحد.
توفر هذه المتاجر خدمات ترفيهية أيضاً إلى جانب التسوق، ومعظمها يكون لديها فسحة أمام المحل يوضع بها عدد من الطاولات والكراسي، تسمح للزبون بأن يتسوق ومن ثم يقضي وقتاً ممتعاً في المكان، بأسعار منخفضة تتماشى مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ينتشر هذا النوع من المتاجر السورية في العديد من المحافظات المصرية، بالإضافة إلى أماكن توزع السوريين في كل من الأحياء والمدن التابعة للقاهرة الكبرى، مثل الرحاب و"ستة أكتوبر" والتجمع الخامس والمعادي والعبور، بحيث تغطي مستلزمات السوريين والمصريين في آنٍ معاً.
ويقول كريم محمد، شاب مصري، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، والدتي تفضل الأجبان السورية، وفي كل مرة نذهب لهناك يجب أن نتناول القهوة مع الكنافة، فتكون فسحة وقضاء احتياجات بآنٍ واحد.
المقاهي التابعة للمتاجر فكرة ابتكرها سوريون في مصر
ابتكر السوريون في مصر فكرة المقاهي أو الفسح أمام المتاجر التابعة لهم، لتوسيع مشاريعهم، وأيضاً لتوفير مكان يرتاح فيه الزبون ولا يدفع مبالغ كبيرة.
يقول رائف عبد الله، سوري وصاحب متجر لبيع المنتجات السورية في العبور: الفكرة الأساسية كانت فتح محل يضم أنواعاً مختلفة من المنتجات السورية في مكان واحد، من أجل راحة الزبون السوري من ناحية، وتعريف الزبون المصري بها من ناحية أخرى.
يضيف رائف، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا": منذ بضع سنوات، بدأت فكرة وضع طاولات وكراسي أمام المتجر تنتشر بين أصحاب المشاريع السوريين، وقمت بإعداد فسحة أمام متجري، وجذبت الفكرة عدداً كبيراً من المصريين والسوريين بشكل كبير.
تقدم المتاجر أنواعاً مختلفة من الألبان والأجبان السورية والمصرية، بالإضافة إلى المعلبات، وقسم متخصص بالمناقيش وآخر مخصص للمكسرات، وجزء للحلويات والتسالي.
ويمكن شراء المأكولات والمشروبات من المقهى التابع للمتجر كأي مطعم أو مقهى آخر حتى لو لم يشترِ الزبون منتجات أخرى من المتجر، بالإضافة إلى أن الحساب يكون خالياً من مصاريف الخدمة والضريبة.
أهمية الإقبال المصري
يشير رائف إلى أهمية الإقبال المصري ويقول: لا يمكن للتاجر السوري أن يعتمد على الزبائن من جنسيته فقط، بل تشجيع الشعب المصري لنا والإقبال على منتجاتنا هو ما أسهم باستمرار نجاحات جاليتنا في مصر.
لاقت المنتجات السورية إقبالاً كبيراً عند المصريين، خصوصاً مع انتشار المتاجر الكبيرة التي وضعت منتجات متنوعة في مكان واحد، بالإضافة إلى خدمة التذوق قبل البيع التي تقدمها هذه المتاجر.
وكانت المقاهي التابعة للمتاجر عاملاً إضافياً لإقبال السوريين والمصريين، نظراً لأسعارها المناسبة والتي تلائم أصحاب الدخل المتوسط، وإلغاء مصاريف "الخدمة" والضريبة العالية الموجودة في المطاعم والمقاهي الأخرى.
بدورها، تقول زينة سمير، امرأة مصرية: أذهب مع صديقاتي لتناول المناقيش في المتجر السوري، أسعاره مناسبة جداً كما يمكننا شراء بعض حاجياتنا من المكان نفسه.
كما ساعدت فكرة المقاهي التابعة للمتاجر بقضاء وقت ممتع مع العائلة من دون دفع مبالغ باهظة، فتذهب الأسرة وتشتري مستلزماتها، وبعدها تجلس في المقهى وتتناول الطعام أو المثلجات والعصائر.
ويقول عبد الحي ملا، سوري مقيم في حي مدينة نصر في القاهرة: كلما أردت أنا وزوجتي شراء بعض المواد الغذائية، نذهب للمتاجر السورية لنشتري منها ثم نجلس في الفسحة التابعة لها، حيث نعتبرها "مشوار" ونتناول بعض المثلجات في المكان.
المقاهي التابعة للحدائق العامة.. فسحة مناسبة
ربيع رزق، سوري يعمل في مقهى تابع للحديقة الدولية في مدينة نصر، يقول: في كل خميس يقيم المقهى حفلات حيث نتعاقد مع مطربين بشكل مستمر، من دون أن يكون هناك رسوم إضافية على الزبون.
يضيف ربيع: نقدم الأكلات التي كانت تقدم في حدائق سوريا مثل المناقيش والذرة المسلوقة والعصائر، بالإضافة إلى الأكلات التي يحبها المصريون مثل "الكريب" و"الحواوشي" (هما طبقان مصريان محليان) ونوفر أماكن للجلوس، ونقدم "الشيشة" أيضاً.
بدورها، تقول صبا الشامي (27 عاماً) سورية: كل يوم خميس أذهب مع صديقاتي إلى الحديقة الدولية، ونستمتع بالأجواء الجميلة، ونتناول الطعام هناك، ونعتبر هذا الطقس ضرورياً للترفيه عن أنفسنا في ظل الضغوطات المادية والعملية التي نعيشها، كما أنها لا تستهلك جزءاً كبيراً من مواردنا المالية.
كما يشترك السوريون والمصريون في ارتياد هذه الأماكن، خصوصاً من يحب الأجواء والأكل السوري منهم، خصوصاً أن السهرات عائلية يستطيع الجميع الذهاب إليها.
لا يقتصر الذهاب إلى مقاهي الحدائق العامة على السوريين، حيث يشاركهم المصريون السهر والاستمتاع، خاصة من يحب منهم المأكولات السورية والأجواء المختلفة.
يقول رضا السيد، شاب مصري: نذهب مع بعض الأصدقاء للسهرة في الحديقة بمنطقة العبور كل أسبوع، نلعب "الكوتشينة" (ورق اللعب) والطاولة، كما يقدم المكان شيشة بأسعار أقل مما هو متداول في مصر. ويضيف الشاب: بالنسبة لي ولأصدقائي نفضل تناول المناقيش السورية هناك.