كشفت صحيفة ألمانيّة عن اقتراح لـ مسؤولين وسياسيين في ألمانيا بأن يُخيّر اللاجئون السوريون المصنّفون كـ"خطرين" بالرحيل إلى دول لهم فيها أقارب خارج الاتحاد الأوروبي.
وقالت صحيفة "دي فيلت" الألمانية إنه رغم تصديق وزراء الداخلية على قرار منع حظر ترحيل "المُشتبه بارتكابهم جرائم" مِن اللاجئين السوريين إلى سوريا، فإنهم عاجزون عن تطبيق القرار على أرض الواقع، بسبب عدم وجود تمثيل دبلوماسي لـ ألمانيا لدى نظام الأسد، مضيفةً أنّ ألمانيا "لا تريد أي تواصل أو إعادة العلاقات ولو جزئياً مع نظام وحشي قتل وشرّد الملايين".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ مسؤولين وسياسيين ألماناً اقترحوا أن "يتم تخيير اللاجئين (الخطرين) بأن يذهبوا إلى دول لهم فيها أقارب مثل تركيا أو أي دولة خارج الاتحاد الأوروبي، مقابل أن تتكفل الحكومة بأجور نقلهم وتدفع لهم مبلغاً مالياً قد يصل إلى 3000 يورو".
وذكرت أنّ الاقتراح يبدو صعب التحقيق لأنّه لا يوجد بلد في العالم يستقبل الأشخاص "الخطرين"، مؤكّدة أنه "سيتم دراسة ملفات هؤلاء اللاجئين، والذين يصل عددهم إلى 89 شخصاً كل على حدة، ولكن إعادتهم إلى سوريا شبه مستحيلة في الوقت الراهن".
اقرأ أيضاً: ألمانيا تتجه لرفع الحظر عن ترحيل السوريين المدانين بجرائم
اقرأ أيضاً.. منظمات وأحزاب ألمانية تنتقد خطط رفع حظر الترحيل العام إلى سوريا
وشدّدت الصحيفة على أنّ وزراء الداخلية في الحكومة الاتحادية الألمانية يُجمعون على عدم ترحيل باقي السوريين الذين يتمتعون بصفة اللجوء أو الحماية، وذلك استناداً إلى تقارير وزارة الخارجية التي تصنّف سوريا كلّها على أنها بلد غير آمن.
وكان وزراء الداخلية للولايات الألمانية قرّروا، يوم الجمعة الفائت، عدم تمديد حظر الترحيل إلى سوريا، ما يعني إمكانية ترحيل المصنّفين كـ"خطرين" مِن اللاجئين السوريين.
اقرأ أيضاً.. ألمانيا تنهي الجدل وتوافق على قرار ترحيل فئة من السوريين
وسبق أن سلّط موقع "دويتشه فيلة" الألماني الضوء على قواعد الترحيل مِن ألمانيا، عقب رفض تمديد "حظر الترحيل" الذي يُجدّد بانتظام، منذ عام 2012، وكان يهدف لـ حماية السوريين في ألمانيا مِن الإعادة القسرية إلى الصراع الدائر في بلدهم.
قرار "حظر الترحيل" ينص على السماح لـ طالبي اللجوء المرفوضين بمن فيهم “المجرمون” بالبقاء في ألمانيا، حيث يقول النقّاد إنه لا توجد طريقة آمنة لـ إعادة السوريين إلى بلادهم، لكن وبعد اجتماع افتراضي مع وزراء داخلية ألمانيا البالغ عددهم 16، أعلن وزير الداخلية الاتحادي (هورست سيهوفر) أنّ الترحيل سيتم على أساس كل حالة على حدة اعتباراً مِن بداية شهر كانون الثاني مِن العام 2021 المقبل.
وبعد قرار عدم تمديد "حظر الترحيل" إلى سوريا اعتبرت السياسية في حزب الخضر (كلوديا روث) أنّ هذا الأمر "فضيحة" وقرار غير مسؤول، مضيفةً "الكل يعرف أن سوريا دولة ديكتاتورية يقودها مجرم، وما تزال الحرب مستمرة هناك، ولا يوجد مبرر لـ ترحيل اللاجئين إلى هناك وتعريضهم للخطر".
يشار إلى أنّ مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا ذكر في إحصائية أصدرها، العام الماضي، أن عدد اللاجئين السوريين في البلاد تجاوز الـ 780 ألفاً مِن أصل 1.8 مليون لاجئ مِن مختلف أنحاء العالم.
اقرأ أيضاً.. ألمانيا تلغي طلبات اللجوء لـ آلاف السوريين.. ما الأسباب؟