ملخص:
- المحكمة العليا في ألمانيا تحكم بسجن امراة تسعينية لمدة عامين مع وقف التنفيذ.
- المحكومة متورطة في قتل أكثر من 10 آلاف شخص في معسكر شتوتهوف النازي.
- دافع محامو فورشنر بأن دورها كسكرتيرة لم يكن له علاقة بجرائم القتل الممنهجة في المعسكر.
- ضحايا معسكر شتوتهوف: لقي 65 ألف شخص حتفهم في المعسكر بين عامي 1939 و1945.
أقرت المحكمة العليا في ألمانيا قرار سجن إيرمجارد فورشنر (99 عاماً) لمدة عامين مع وقف التنفيذ، بتهمة "المساعدة" في قتل أكثر من 10 آلاف شخص في معسكر اعتقال نازي بشتوتهوف.
وبحسب وسائل إعلام ألمانية أمس الثلاثاء، قيمت المحكمة العليا في لايبزيغ اعتراض فورشنر على قرار محكمة مدينة إيتزهوه.
وفي القرار الذي اتخذته محكمة إيتزهوه قبل عامين، جاء أن فورشنر، التي كان عمرها يتراوح بين 17 و18 عاماً وقت وقوع الأحداث وعملت كسكرتيرة في معسكر شتوتهوف، كانت تساعد مسؤولي معسكر الاعتقال. وذكرت المحكمة أن عملها كان مهماً لتنظيم المعسكر وعمليات القتل الممنهجة.
محاولات طعن بالحكم
اعترض محامو فورشنر على الحكم، مشيرين إلى أن موكلتهم لم تكن تعرف ما كان يحدث في المعسكر، وأوضحوا أن عملها هناك لم يختلف عن العمل الذي كانت تؤديه سابقاً في المصرف.
يذكر أن 65 ألف شخص لقوا حتفهم في معسكر الاعتقال شتوتهوف بالقرب من دانزيج (حالياً غدانسك في بولندا) في ألمانيا النازية بين عامي 1939 و1945.
أيدت المحكمة الفيدرالية الألمانية إدانة فورشنر بتهمة التواطؤ في القتل بسبب دورها كسكرتيرة في معسكر اعتقال نازي خلال العامين الأخيرين من الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 2022، حُكم عليها بالسجن لمدة عامين مع وقف التنفيذ بتهمة المساعدة والتحريض على قتل 10,505 أشخاص في أثناء عملها كسكرتيرة في معسكر شتوتهوف.
رفضت المحكمة الفيدرالية حجة محاميها التي زعمت أن دورها كان مقتصراً على أنشطة "يومية" ككاتبة. وأكدت المحكمة أن حكمها الذي يؤيد قرار المحكمة الأدنى نهائي ولا يمكن استئنافه.
وقال القضاة في محكمة لايبزيغ: "إن المبدأ القائل بأن الأنشطة المهنية المحايدة ذات الطبيعة اليومية ليست إجرامية لا ينطبق هنا، لأن المتهمة كانت تعرف ما كان يفعله الجناة الرئيسيون ودعمتهم في ذلك".
ضحايا معسكر شتوتهوف
توفي نحو 65 ألف شخص بسبب الجوع أو المرض أو في غرف الغاز في معسكر شتوتهوف بالقرب من غدانسك، والتي كانت في ذلك الوقت مدينة دانزيج الألمانية.
وكان من بين الضحايا أسرى حرب ويهود وقعوا في قبضة حملة الإبادة النازية، ونقل العديد منهم لاحقًا ليتم إعدامهم بالغاز في أوشفيتز.
فشل فورشنر في الحضور لافتتاح محاكمتها في عام 2021 جعلها واحدة من أقدم الهاربين في العالم، مما دفع القضاة إلى إصدار مذكرة اعتقال بحقها. يُعد هذا الحكم أحدث فصل في سلسلة من القضايا التي وجهت إلى أشخاص في التسعينيات من عمرهم بتهم متعلقة بجرائم الهولوكوست، وذلك في إطار مساعي المدعين العامين لتحقيق العدالة لضحايا بعض أسوأ الجرائم في التاريخ.