icon
التغطية الحية

ألمانيا: تأييد اليمين يزيد مع زيادة الهجرة

2023.06.09 | 06:24 دمشق

حزب البديل من أجل ألمانيا يحاول كسب ود اللاجئين عبر معاداة المهاجرين
حزب البديل من أجل ألمانيا يحاول كسب ود اللاجئين عبر معاداة المهاجرين
INFO MIGRANTS - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

كشف مسح عن نسب تأييد أحد الأحزاب الألمانية من اليمين المتطرف، وهو "حزب البديل من أجل ألمانيا"، والذي سجل ارتفاعاً قياسياً تراوح ما بين 17-19 بالمئة، إذ إن نحو 65 بالمئة ممن شملهم المسح ذكروا بأن موقف الحزب المعارض للهجرة هو السبب الأساسي لتصويتهم له.

يواصل حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو حزب سياسي شعبوي يميني متطرف صعوده في استطلاعات الرأي العامة، وقد يكون في طريقه للفوز بثلاث ولايات شرقي ألمانيا في انتخابات عام 2024 بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

ففي مسح أجرته وكالة Wahlrecht المستقلة التي تجري استطلاعات للرأي لمعرفة التوجهات السياسية، تم توجيه سؤال للألمان عمن سينتخبونه في حال إقامة انتخابات عامة خلال يوم الأحد المقبل، فسجل حزب البديل من أجل ألمانيا نسبة تراوحت ما بين 17-19% في مختلف أنحاء البلد، وهذا ما جعل ترتيبه الثاني بعد حزب الديمقراطيين الاجتماعيين الذي ينتمي له المستشار أولاف شولتس، واللافت هنا هو أن حزب البديل من أجل ألمانيا لم يحقق تلك النسب العالية منذ عام 2018 أي منذ أزمة الهجرة في أوروبا.

وتشير هذه النسب الحقيقية إلى صعود هذا الحزب من المرتبة الخامسة التي بلغها في انتخابات 2021 عندما حصل على 10.3% من الأصوات.

في حين نقلت وكالة الأخبار الألمانية دويتشه فيليه بأن هذا الحزب أصبح أقوى حزب سياسي في العديد من الولايات الشرقية.

لماذا أحرز حزب البديل من أجل ألمانيا هذا التقدم؟

في مسح بحث مؤخراً في دوافع تأييد هذا الحزب لدى الناس، تبين بأن حالة الاستياء تجاه غيره من الأحزاب السياسية هي السبب الرئيسي الذي دفع الناخبين للتصويت من أجله.

وأغلب من تمت دراستهم في هذا البحث، أو لنقل نحو 65% منهم، ذكروا بأن الموقف المناهض الذين أبداه حزب البديل من أجل ألمانيا تجاه الهجرة كان سبباً في التصويت من أجله، أما السبب الذي يأتي بعد ذلك فهو أزمة الطاقة والتغير المناخي (بنسبة 47%)، وبسبب الاقتصاد (بنسبة 43%).

النشأة والفكر السياسي

أُسس الحزب في عام 2013، وهدفه الأساسي هو الوقوف ضد عمليات الإنقاذ الاقتصادية التي طُرحت لصالح دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل اليونان، والتي ألفت نفسها قد غرقت في مستنقع أزمة ديون.

حدث المنعطف التاريخي في حياة هذا الحزب عام 2015، عندما اكتسحت موجة لاجئين، معظمهم من الشرق الأوسط، دول الاتحاد الأوروبي على حين غرة.

ففي أيلول من عام 2015، سمحت ألمانيا للاجئين، معظمهم قدموا من سوريا، بدخول هذا البلد بعد أيام أمضوها محتجزين في هنغاريا، في حين استقبلت الجارة النمسا لاجئين هي أيضاً، إلا أن ألمانيا هي التي أبقت أبواب حدودها مفتوحة على مصراعيها، فاستقبلت ما يقرب من 890 ألف شخص وكلهم قدموا طلبات لجوء لديها.

إلا أن حزب البديل من أجل ألمانيا عارض هذه الخطوة وأعرب عن استيائه وغضبه، وتبنى موقفاً مناهضاً للهجرة ليصبح هذا الموقف أحد أهم مواقفه السياسية. وإضافة إلى ذلك، عارض الحزب التحول المكلف لحلول الطاقة الخضراء، والتضخم السريع الذي شهدته البلاد.

تشير القنوات الإخبارية الألمانية كيف اتخذ هذا الحزب من الهجمات الإرهابية التي نفذها طالبو لجوء ذريعة لكسب التأييد، واعتبر المستشارة السابقة أنجيلا ميركل مسؤولة عن تلك الهجمات.

يستفيد الحزب أيضاً من وسائل التواصل الاجتماعي ليروج لأفكاره السياسية ويحشد دعماً لها، فقد كشفت دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد بأن حزب البديل من أجل ألمانيا أنشط حزب سياسي ألماني على تويتر، فمن بين مليون تغريدة حللتها الدراسة، هنالك 30 تغريدة مرتبطة بهذا الحزب.

صعود اليمين المتطرف في أوروبا

اكتسبت الأحزاب اليمينية المتطرفة زخماً كبيراً في عموم أوروبا، إذ في بعض الدول، لعبت السياسات المتشددة في معاداتها للهجرة، كتلك التي طبقتها حكومة اليمين الإيطالي، دوراً في التأثير على سياسة الهجرة لدى بقية الدول.

من المتوقع للنقاشات حول التوصل إلى ما يشبه الإجماع على سياسة الهجرة أن تحتل مركز الصدارة خلال هذا الأسبوع، في اجتماع وزراء الداخلية من 27 دولة أوروبية والذي سيعقد يوم الخميس لمناقشة فكرة تعديل قوانين اللجوء فيها.

وسيمثل ذلك تقدماً مفاجئاً بارزاً بعد سنوات من العداوة المريرة داخل الاتحاد الأوروبي، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.

كما سيتم التركيز أيضاً عودة اللاجئين، سواء أكانت طوعية أم عبر ترحيل من لم يحقق الشروط للتقدم بطلب لجوء، ليتحول ذلك إلى سياسة لإدارة الهجرة في مختلف دول الاتحاد الأوروبي.

غير أن الدول الأوروبية لم تحقق هذا الإجماع حول اشتراكها بمسؤولية إيواء المهاجرين واللاجئين ودمجهم، بما أن الاختلافات باتت ظاهرة نظراً لقيام الأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية بتغذية الجدل حول ذلك مع تبنيها لخطاب معاد للهجرة.

إذ دعت أهم مسؤولة للهجرة في الاتحاد الأوروبي، إيلفا جوهانسون، للتوصل إلى اتفاق حول نهج مشترك، وحذرت من مغبة تشدد الدول في مسألة الهجرة بهدف كسب التأييد على مستوى السياسة الداخلية.

كما حذرت الدول الرافضة بأنها لا يمكن أن تقف في طريق تصويت الأغلبية، ونبهت الدول من التشدد حول مسألة الهجرة لتحقيق أغراض سياسية داخلية، حيث قالت: "إن اتفقنا على نهج مشترك لإدارة الهجرة بطريقة إنسانية ومتشددة في آن معاً فسنكسب جميعاً لأننا سنغدو قادرين على إدارة الهجرة معاً بطريقة منظمة".

المصدر: Info Migrants