اعتقلت الشرطة الألمانية رجلاً سورياً يُعتقد أنه وراء إطلاق قذيفة على حشد من المدنيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق، خلال العام 2014.
وقالت السلطات الألمانية إن المدعو (موفق. الـ د) متهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا إذ كان يقاتل في صفوف ميليشيا مسلحة تابعة لقوات نظام الأسد.
وأضافت أن المدنيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين كانوا ضمن حشد ينتظر مساعدات غذائية عندما أطلق رجل عليهم قذيفة من سلاح مضاد للدبابات فقتل سبعة وأصاب ثلاثة بجروح خطيرة أحدهم طفل في السادسة.
وأشار الادعاء العام الاتحادي الألماني الذي أصدر أمر الاعتقال إلى أن "موفق" متهم بالانتماء إلى ميليشيا "حركة فلسطين حرة" المسلحة التي تقاتل في صف قوات الأسد.
وأكد الادعاء الألماني أن المتهم السوري سيمثل اليوم الأربعاء أمام قاضي التحقيق في محكمة اتحادية للبت في أمر احتجازه قبل تقديمه للمحاكمة.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في آذار 2014 إن قوات القيادة العامة الفلسطينية الموالية لقوات الأسد قصفت طابور توزيع المساعدات في ساحة الريجة بمخيم اليرموك بقذيفة هاون، ما تسبب بمقتل 7 أشخاص بينهم سيدة، إضافة إلى جرح ما لا يقل عن 20 شخصاً آخرين.
وبحسب تحقيقات الشبكة من خلال الصور والفيديوهات واللقاءات العديدة لم يكن هناك أي هدف عسكري محدد أو وجود لعناصر مسلحين من المعارضة.
وكان قصي وهو أحد الناشطين الذين كانوا موجودين داخل مخيم اليرموك قال للشبكة السورية "تم إبلاغنا عن نية توزيع المساعدات على سكان المخيم واجتمع الأهالي بالآلاف وبدأ التوزيع".
وأضاف "ما بين الساعة الرابعة والخامسة عصراً لاحظنا اختفاء مسلحي القيادة العامة والفصائل التابعة للنظام وقوات الأمن وجيش النظام الذين كانوا يحيطون بالمكان وانتشروا على أسطح الأبنية المجاورة، وفجأةً ومن دون أي مبرر قصفوا الطابور الذي كان يضم أكثر من 4000 شخص معظمهم من النساء والأطفال، بقذيفة هاون أدت على الفور إلى مقتل 7 أشخاص".
وأكدت الشبكة أن "المنطقة التي استهدفتها القذيفة هي منطقة خالية تماماً من أي وجود للجيش الحر ولم يكن فيها إلا الأهالي الذين ينتظرون المساعدات".
يشار إلى أن ميليشيات "حركة فلسطين حرة" و"قوات الصاعقة" و"فتح الانتفاضة" و"قوات درع الأقصى" - حسب ناشطين - هي ميليشيات من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تتبع لـ ما تسمّى "طلائع حرب التحرير الشعبية"، كانت تقاتل إلى جانب قوات النظام في معاركه ضد الفصائل العسكرية وتنظيم "الدولة" في أحياء وبلدات جنوب دمشق.
وكان مخيم اليرموك موطناً لنحو 160 ألف لاجئ فلسطيني، كثير منهم لاجئون منذ حرب 1948، وفي عام 2018، انسحبت فصائل المعارضة التي كانت موجودة في المخيم نحو الشمال السوري، بموجب اتفاق مع النظام، الذي أغلق المخيم بشكل كامل في وجه ساكنيه منذ ذلك الوقت.
ويضم المخيم حالياً قرابة 400 عائلة يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة، وطالب النازحون، محافظة دمشق التابعة للنظام بالعمل على عودتهم إلى منازلهم وممتلكاتهم وإنهاء معاناتهم ومأساتهم المعيشية والاقتصادية، أسوة بالمناطق الأخرى التي سمح لسكانها بالعودة إليها، وضرورة تسريع العمل بتخديم المنطقة وإمدادها بالكهرباء والماء وفتح المحال التجارية.