قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن روسيا "حاولت إقناع تركيا بإلغاء خططها للعملية العسكرية شمالي سوريا، وحل المشكلة بالطرق السلمية، لأن ذلك قد يؤدي إلى التصعيد".
وفي تصريحات للصحفيين، اليوم الخميس، في العاصمة الكازاخية نور سلطان حيث يشارك في اجتماع "أستانا 18"، أوضح لافرنتييف أن الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) ناقشت العملية العسكرية التركية المحتملة شمالي سوريا، وفق ما نقلت وكالة "تاس" الروسية.
وأشار لافرنتييف إلى أن "التشاور مستمر، بالأمس كانت هناك اتصالات مكثفة جداً، تحدثنا مع جميع الوفود تقريباً، الإيرانية والتركية"، مضيفاً أن "الاهتمام الرئيسي بالطبع التركيز على نية تركيا القيام بعملية عسكرية في سوريا".
وأكد الدبلوماسي الروسي على أن الطرفين "يتفقان الآن على معايير البيان الختامي؛ وستكون هناك أيضاً مشاورات مع المراقبين، ممثلي لبنان والعراق والأردن".
وفي وقت سابق أمس الأربعاء، أكد مبعوث الرئيس الروسي أن روسيا "لن تغض الطرف عن العملية العسكرية التركية الجديدة شمالي سوريا مقابل موقف أنقرة من انضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو".
واعتبر لافرنتييف أن روسيا تنظر إلى العملية العسكرية التركية المحتملة شمالي سوريا على أنها "خطوة غير حكيمة، من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التصعيد، وتتسبب في جولة جديدة من الأعمال العدائية في البلاد".
وأوضح مبعوث الرئيس الروسي أن موسكو ستدعو أنقرة إلى "الامتناع عن هذه الخطوة، وحل القضايا القائمة من خلال الحوار"، مؤكداً أن روسيا "مستعدة لتقديم كل دعم ممكن في هذا الشأن".
كما اعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف أن العملية العسكرية التركية المحتملة في سوريا "لن تساعد في تحقيق الاستقرار والأمن في سوريا"،
العملية العسكرية التركية شمالي سوريا
وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن قرب تحرك عسكري على الحدود الجنوبية لبلاده مع سوريا، مشيراً إلى أن "المناطق التي تعد بؤرة الهجمات والمضايقات ضد بلدنا ومناطقنا الآمنة هي على رأس أولوياتنا".
وقال أردوغان إن "أنقرة تخطط لتطهير تل رفعت ومنبج في سوريا من الإرهابيين"، في إشارة إلى "قوات سوريا الديمقراطية" المتهمة بصلاتها مع حزب "العمال الكردستاني" المصنف على لوائح تركيا للإرهاب.
ووفق تقارير إعلامية، فإن العمليات ستجري في أربع مناطق شمالي سوريا من أجل توسيع المنطقة الأمنية، التي أنُشئت عبر عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام".
انطلاق "أستانا 18"
وانطلقت، صباح أمس الأربعاء، الجولة 18 من مسار "أستانا" حول سوريا، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، وبدأت الاجتماعات عند الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، بمشاركة وفود الدول الضامنة؛ تركيا وروسيا وإيران، بالإضافة إلى وفدي النظام السوري والمعارضة.
ومن المرتقب أن يتناول المشاركون في المحادثات الوضع الإنساني والاقتصادي ـ الاجتماعي في سوريا وقضايا توفير ظروف عودة اللاجئين، وأعمال اللجنة الدستورية في جنيف، وإجراءات بناء الثقة، وإطلاق سراح المعتقلين، والبحث عن المفقودين.