icon
التغطية الحية

أكبر هجوم مضاد.. أوكرانيا تتوغل في الأراضي الروسية

2024.08.10 | 15:02 دمشق

أفراد من الجيش الأوكراني قرب الحدود الروسية الأوكرانية في منطقة سومي ـ رويترز
أفراد من الجيش الأوكراني قرب الحدود الروسية الأوكرانية في منطقة سومي ـ رويترز
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • القوات الأوكرانية تشن هجومًا مضادًا واسعًا وتتوغل في منطقة كورسك الروسية، متقدمة عدة كيلومترات داخل الأراضي الروسية.
  • روسيا ترد بنشر قوات إضافية، بما في ذلك دبابات وراجمات صواريخ، لمواجهة الهجوم الأوكراني.
  • الهجوم الأوكراني يشكل تهديدًا مباشرًا لمحطة كورسك للطاقة النووية، مما دفع روسيا لإجلاء 3000 مدني من المناطق الحدودية.
  • لجنة مكافحة الإرهاب الروسية تعلن عن بدء عمليات مكافحة الإرهاب في مناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك لصد التوغلات الأوكرانية.
  • الهجوم الأوكراني يقلل من الضغط على أجزاء أخرى من خط المواجهة داخل أوكرانيا، حيث تراجعت الاشتباكات القتالية في المناطق الأوكرانية.

تشن القوات الأوكرانية هجوما مضاد واسعا على الأراضي الروسية في منطقة كورسك، حيث استطاعت التقدم عدة كيلومترات، وسط صمت أوكراني رسمي حول حجم هذه القوات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان اليوم السبت إن قواتها الروسية تواصل "التصدي" لتوغل أوكراني في البلاد.

وفرضت روسيا نظاما أمنيا واسعا في ثلاث مناطق حدودية وحشدت قوات لمواجهة أكبر هجوم أوكراني مضاد على أراض روسية منذ شن الغزو في 2022.

وصباح الثلاثاء الماضي، تمكّنت وحدات تابعة للجيش الأوكراني من عبور الحدود والتوغّل في منطقة كورسك والتقدم فيها عدّة كيلومترات، وفق محلّلين مستقلّين.

وسارعت روسيا إلى نشر قوات ومعدّات إضافية، بما في ذلك دبابات وراجمات صواريخ ووحدات طيران لمحاولة وقف الهجوم الأوكراني. ولم يكشف أي من الجانبين بالتحديد عن حجم القوات التي نُشرت.

محطة كورسك النووية

وأعلنت الوكالة النووية الروسية السبت أنّ الهجوم الذي تشنه أوكرانيا "يشكل تهديداً مباشراً" لمحطّة للطاقة النووية تقع على بعد أقل من 50 كيلومتراً من منطقة القتال.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن روساتوم قولها إنّ "تصرّفات الجيش الأوكراني تشكّل تهديداً مباشراً" لمحطّة كورسك للطاقة النووية في غرب روسيا، مضيفة أنّه "في الوقت الحالي، هناك خطر حقيقي من وقوع ضربات واستفزازات من جانب الجيش الأوكراني".

وتم إجلاء 3000 مدني من مناطق حدودية روسية إلى حيث نُقلت مساعدات عاجلة ومواد طبية فيما خُصصت قطارات إضافية لنقل الأشخاص الراغبين في الفرار إلى موسكو.

وقالت امرأة فرت من المنطقة لوكالة فرانس برس الجمعة "وصلت الحرب إلينا". وامتنعت هذه السيدة عن إعطاء اسمها.

وقال الجيش الروسي إن أوكرانيا نشرت في البداية قرابة 1000 جندي وأكثر من 24 من الآليات المدرعة والدبابات، لكنه أعلن فيما بعد عن تدمير قرابة خمسة أضعاف هذا العدد من الآليات العسكرية.

ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التأكد من تلك الأعداد. وكثيرا ما اتُهم الجانبان بتضخيم حجم خسائر العدو.

وقالت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية في ساعة متأخرة الجمعة إنها بصدد بدء "عمليات لمكافحة الإرهاب في مناطق بيلغورود وبريانسك وكورسك.. لضمان سلامة المواطنين ومنع خطر الأعمال الإرهابية التي تنفذها مجموعات العدو التخريبية".

ويمنح القانون الروسي قوات الأمن والجيش صلاحيات طوارئ واسعة خلال عمليات "مكافحة الإرهاب".

ومن الإجراءات التي يمكن فرضها، تقييد الحركة وإمكانية الاستحواذ على المركبات ومراقبة المكالمات الهاتفية وإعلان مناطق محظورة وإقامة نقاط تفتيش وتعزيز الأمن على مواقع البنية التحتية الاستراتيجية.

وقالت لجنة مكافحة الإرهاب إن كييف قامت "بمحاولة غير مسبوقة لزعزعة الاستقرار في عدد من المناطق الروسية".

ووصفت التوغّل بأنّه "هجوم إرهابي"، مؤكدة أنّ القوات الأوكرانية أصابت مدنيين ودمّرت مباني سكنية.

وقالت وزارة الصحة الجمعة إن 55 مدنيا يتلقون العلاج في المستشفيات، 12 منهم حالتهم خطيرة.

هجوم "فعال بشكل خاص"

ردت روسيا على ما يبدو الجمعة على التوغل وشنت ضربة صاروخية على سوبرماركت في بلدة كوستيانتينيفكا أودت بحياة 14 شخصا على الأقل.

وقالت أوكرانيا إنها تريد إجلاء 20 ألف شخص من منطقة سومي، في الجانب الآخر من الحدود مقابل كورسك. ولم يكشف أي من الجانبين عن حجم التوغل.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أنها قصفت مواقع أوكرانية على بعد 10 كيلومترات عن الحدود.

وأضافت أنها قصفت القوات الأوكرانية في مناطق تبعد 30 كلم عن بعضها البعض، في مؤشر على اتساع وعمق التقدم الأوكراني.

وقال معهد دراسة الحرب ومقره في الولايات المتحدة السبت إنه يعتقد أن القوات الأوكرانية توغلت مسافة 13 كلم تقريبا داخل الأراضي الروسية.

ولزم المسؤولون الأوكرانيون الصمت بشأن العملية.

ومن ناحيتها أكّدت الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لكييف، أنّها لم تُبلغ بالخطة في وقت مبكر.

ومع ذلك أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالنجاحات الأولية التي حقّقتها قواته، معلناً في بداية الأسبوع أنّ روسيا يجب أن "تشعر" بعواقب الهجوم واسع النطاق الذي تشنّه ضدّ أوكرانيا منذ شباط/فبراير 2022.

كما شكر الجمعة القوات الأوكرانية على "سد النقص في صندوق التبادل"، وهي العبارة المستخدمة للإشارة إلى أسر جنود روس يمكن في وقت لاحق مبادلتهم بأسرى أوكرانيين.

وقال "هذا مهم جدا وكان فعالا بشكل خاص خلال الأيام الثلاثة الماضية"، دون الإشارة هنا أيضاً إلى التوغل في كورسك.

وأفاد مدونون عسكريون روس ينشرون عادةً معلومات أكثر تفصيلا وفي حينها مقارنة بتقارير وزارة الدفاع في موسكو، سابقا بأن العديد من الجنود الروس أُسروا في أوكرانيا.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية السبت لقطات تظهر دبابات وهي تطلق النار على مواقع أوكرانية في منطقة كورسك، بالإضافة إلى غارة جوية.

وأكّدت الجمعة نشر وحدات إضافية في المنطقة الحدودية.

وفي أماكن أخرى على خط الجبهة، أفاد مسؤولون أوكرانيون بمقتل شخصين في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد وشخص في مدينة كراماتورسك.

وأعلن الجيش الأوكراني السبت عن انخفاض عدد "الاشتباكات القتالية" داخل أوكرانيا، في إشارة محتملة إلى أن توغله في روسيا ينجح في تخفيف الضغط على أجزاء أخرى من خط المواجهة المترامي الأطراف حيث تسجل القوات الروسية تقدما.