عادت طوابير الانتظار على الأفران بشكل كثيف، خلال اليومين الماضيين، لأسباب غير معلنة رسمياً بعد، ونتيجة صعوبة تأمين الخبز التمويني المدعوم وجودته السيئة وقساوته، انتقلت الطوابير إلى أمام الأفران الخاصة للخبز السياحي بمشهد لم يعتده السوريون سابقاً.
ووصل سعر ربطة الخبز خارج الأفران الحكومية إلى ما بين 500 – 800 ليرة سورية، علماً أنها تباع مِن الفرن بـ 50 ليرة سورية، بينما تراوح سعر ربطة الخبز السياحي الكبيرة بين 1200 – 1500 ليرة سورية.
ولم يخرج أي تصريح رسمي حتى اليوم لتوضيح ما يجري، خاصة بعد أن حاولت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً، أن تظهر سبب الازدحام بأنه ناتج عن المتاجرة بالمادة، وشراء أكثر من الحاجة، وتوجه المواطنين نحو الخبز التمويني نتيجة ارتفاع سعر الخبز السياحي، لتأخذ ذلك ذريعة وتقوم بتحديد مخصصات كل عائلة من الخبز بنظام الشرائح.
تفاقم مشكلة الخبز
بعد تطبيق نظام الشرائح ارتاحت الأفران بعض الشيء من الازدحام الخانق، لكن الطوابير بقيت موجودة، لتعود الحشود من جديد وباختناقات أكبر من الازدحامات الأولى التي ضربت الأفران مؤخراً، في إشارة إلى تفاقم المشكلة.
وأكد مصدر في أحد الأفران أن "القرار الأخير بتخصيص عدد ربطات الخبز لكل عائلة، رافقه تخفيض في مخصصات الأفران من الطحين مؤخراً، ما ساهم في تفاقم المشكلة".
ومن خلال متابعة المشكلة مع بعض الأفران في دمشق أكد مشرف أحدها لـ موقع تلفزيون سوريا، أن المشكلة في نقص الطحين الوارد إلى الأفران وهي لا تغطي الحاجة اليومية، إضافة إلى إغلاق بعض الأفران في ريف دمشق ما زاد الضغط على أفران العاصمة أكثر.
وأشار إلى أن "بلدات ريف دمشق التي تعاني من تلوث المياه، باتت تخشى شراء الخبز من الأفران هناك"، مضيفاً أن "شح الطحين بريف دمشق كبير جداً، والأفران لا تعمل إلا لبضع ساعات وهذا أمر يجبر الأهالي نحو شراء الخبز من أفران دمشق".
وتابع "الطحين غير مؤمن لكل المخابز، وإن تم توفيره يكون بكميات قليلة ومن النوع المستخرج من القمح القاسي، وهذا النوع بحاجة وقت أطول في الصناعة، ما يؤخر الإنتاج ويؤثر على الجودة، وأغلب المخابز تتوقف عن العمل بسبب عدم وجود الطحين".
مشكلة المحروقات
عدا عن عدم توفر الطحين، هناك مشكلة بمخصصات المحروقات التي بات من الصعب تأمينها، إضافة إلى زيادة ساعات تقنين الكهرباء والماء التي توقف المخابز عن العمل لعدم وجود مولدات.
وأعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك التابعة لـ نظام الأسد عن بدء بيع الخبز للمواطنين الشهر الماضي عبر البطاقة الإلكترونية وفق نظام الشرائح وحددت نصيب الفرد والأسرة من الأرغفة، حيث بات الخبز يوزع على أساس ربطة من 7 أرغفة كل ثلاثة أفراد في العائلة وربطتان (14 رغيف) لكل 5 أشخاص، وثلاث ربطات (21 رغيف) للعائلة من ثمانية أشخاص .
وسبق أن قال مصدر من داخل أحد الأفران لـ موقع تلفزيون سوريا، الشهر الماضي، إن "الطحين المستخدم في صناعة الخبز رديء جداً وقاسٍ وعملية عجنه تستغرق وقتاً وتصيب الآلات بأعطال كثيرة، مؤكداً أن أغلب مكوناته نخالة"، مشيراً إلى أنه منذ أكثر من شهر لم يصل إلى المخابز دقيق القمح الطري، ما جعل عملية إنتاج الخبز تستغرق وقتاً أطول.
وأوضح المصدر أن صناعة الخبز كانت تتم في المخابز عبر خلط الدقيق الروسي المستورد بنسبة 75 بالمئة مع 25 بالمئة طحين محلي قاسٍ، لكن تم الاعتماد على المحلي بالكامل نتيجة عدم وصول توريدات جديدة، ما أدى إلى انخفاض إنتاج المطاحن بسبب قساوته وعدم ملاءمته لصناعة الخبز.
وتابع "تقنين المياه والكهرباء ساهما أيضاً في تعطل خطوط الإنتاج وتوقف العجن، بينما ساهم طحن القمح القاسي السوري بدلاً من الأوكراني المستورد والذي لم يصل بعد إلى البلاد، بتعطيل كثير من المطاحن ما زاد الطين بلة".
الجدير بالذكر أنّ تزامن الازدحام على الأفران يتزامن مع ازدحام على محطات الوقود، ومشاكل في تأمين الغاز والمازوت، وأزمة في المواصلات وزيادة في ساعات التقنين.