أعلنت عائلة العميد الركن في قوات النظام السوري ممدوح إبراهيم حميدوش، وفاته يوم الإثنين عن عمر ناهز 55 عاماً. مما أثار الشبهات بشأن ظروف وفاة هذا الضابط الأمني الذي رافق رئيس النظام السوري بشار الأسد في زياراته الخارجية.
وكان حميدوش حاضرا ضمن وفد الأسد إلى قبرص عام 2010، ووفده إلى جدة عام 2023، ويرجح أنه رافق زيارته للصين في افتتاح الألعاب الأولمبية. كما يتهم بالتورط بتعذيب المعتقلين السوريين في سجون النظام.
وينحدر حميدوش من حي الجبيبات في مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية وهو من مواليد عام 1969 ويحمل رتبة عميد في القوى الجوية.
وأعلنت حسابات تتبع لأفراد عائلة حميدوش "وفاته" يوم الإثنين 12 شباط الجاري 2024 من دون الإشارة إلى ظروف الوفاة ومكان وفاته.
وانتشرت نعوة حميدوش على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيها أنه توفي الإثنين عن عمر ناهز 55 عاماً قضاها في "البر والتقوى وأداء الواجب الوطني"، مشيرة إلى أنّ جنازته ستنطلق اليوم 13 شباط من منزل والده في ضاحية الأسد بجبلة ليدفن في قرية سيانو بمقبرة الشيخ رضوان.
ومن بين الحسابات التي أعلنت وفاته كانت شقيقته مي حميدوش التي تدير مؤسسات إعلامية وأخرى تدريبية أهمها منصة "دام برس" وهو موقع إخباري، والمركز الدولي للتدريب وهو مركز للتدريب الصحفي.
ويعرف من عائلة حميدوش أيضاً شقيقه حسن حميدوش المدرب واللاعب السابق في نادي جبلة الرياضي.
حميدوش مرافقاً أمنياً للأسد في قبرص
وظهر اسم ممدوح إبراهيم حميدوش لأول مرة في سجل الوفد الذي رافق رئيس النظام بشار الأسد إلى قبرص عام 2010.
وجاء في قائمة "لرئاسة الجمهورية العربية السورية" طالعها موقع تلفزيون سوريا في الوثائق المسربة في ويكيليكس أن حميدوش سافر في أواخر عام 2010 مع الوفد الخاص للنظام السوري والذي ضم بشار الأسد وأسماء الأسد ووليد المعلم وبثينة شعبان ولمياء عاصي (وزيرة الاقتصاد 2010 - 2011) وغيرهم من الشخصيات.
وتشير القائمة إلى أن حميدوش كان يحمل في ذاك العام رتبة مقدم وسافر مع 30 عنصرا موكلاً بحراسة الطائرة وحماية مكان إقامة الوفد في قبرص.
وجرت الزيارة في شهر تشرين الثاني عام 2010 وكان مقر إقامة الوفد هناك هو فندق هيلتون. واستقر حميدوش يومئذ في غرفة مزدوجة بالفندق بينما حصل معاون وزير الخارجية عبد الفتاح عمورة على غرفة مفردة.
حميدوش في قمة جدة
وتظهر صور نشرها أفراد عائلة حميدوش في نعيه أنه كان في فندق يرتدي موظفوه الزي السعودي، وبالتدقيق بالصور يلاحظ بطاقة تعريفية علقها حميدوش وكتب في أعلاها "قمة جدة".
وبمقارنة الصور الملتقطة مع الفنادق في السعودية، يتبين أنه كان ينزل في فندق "أصيلة" في مدينة جدة السعودية، مما يرجح مرافقته لوفد النظام الذي حضر القمة العربية في أيار 2023.
كما تدل صور أخرى انتشرت على أن حميدوش زار الصين، من دون أي إشارة إلى تاريخ التقاط الصور، لكن الصورة التقطت عند أجهزة قطع التذاكر في محطة هانغتشو الشرقية للسكك الحديدية وهي محطة أعيد تجهيزها عام 2022 تحضيراً لافتتاح دورة الألعاب الأولمبية في الصين.
ويقف حميدوش أمام التصميم الجديد للمحطة الذي تطرقت إليه وسائل الإعلام الصينية مما يرجح من احتمالية أن يكون قد سافر رفقة بشار الأسد وأسماء الأسد عند حضورهم افتتاح الألعاب الأولمبية في تشرين الأول الماضي.
وزار حميدوش أيضاً مبنى التراث الثقافي في مدينة روستوف الروسية ولم يعرف التاريخ الدقيق للزيارة لكنها تعود إلى السنوات القليلة الماضية.
تهم بتعذيب المتظاهرين
وذكر اسم ممدوح حميدوش ضمن سجلات ضباط النظام المتورطين في تعذيب المعتقلين في سجون وفروع مخابرات النظام السوري.
وورد في شهادة لمعتقلة سابقة أنها اعتقلت عام 2013 على حاجز روتانا فوق جسر الرئيس في دمشق ونقلت إلى فرع الخطيب "251" وتعرضت هناك للتعذيب من شخصين هما جهاد الأشقر والمقدم ممدوح حميدوش.
وتفيد في شهادتها أن تعرضت لصنوف من التعذيب في فرع الخطيب بدءا من قلع الأظافر القدمين وحرق الوجه والعنق بالسجائر إلى التعذيب بالصدمات الكهربائية في منطقة الصدر عند الغدد وحرق للشعر مع الضرب والركل والشتائم النابية والإهانات والحبس في المنفردة بقصد الترويع.
وبحسب ما أورده "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا" فإن فرع الخطيب والذي سمّي بهذا الاسم بسبب موقعه الجغرافي الواقع في منطقة الخطيب بشارع بغداد بالقرب من الهلال الأحمر السوري بوسط العاصمة.
ويطلق على الفرع أيضاً اسم الفرع 251 وله تسمية ثالثة وهي الأدق "الفرع الداخلي".
وفي شهادة أخرى عن التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في فرع الخطيب، يقول الناشط السوري ياسر عبد الصمد حسين "كرمي" المنحدر من"عين العرب" التابعة لمحافظة حلب، والذي كان يقيم في محافظة دمشق، إنه اعتقل بتاريخ 31-12-2012 وتعرض للتعذيب في الفرع.
ويصف في شهادته لـ"مركز توثيق الانتهاكات في سوريا" أن التعذيب الذي تعرض له في الخطيب كان "من بين أقسى جولات التعذيب والضرب التي تعرض لها".
ويصف التعذيب في الفرع بالقول: "استمرت العملية 12 يوماً متواصلاً، وكان من بين أشد أساليب التعذيب إيلاماً وضع رأس المعتقل على الأرض ثم البدء بركله وضربه على منطقة الأنف والفم، إلى أن تُدمي تلك المنطقة بشكل كامل، ثم كان هنالك عنصران يتناوبان الضرب بالأيدي على منطقة الوجه والرأس، وكانوا يطلبون مني الجلوس بوضيعة جاثياً حوالي خمس ساعات متواصلة".