البث المباشر
كشفت وسائل إعلام ألمانية، عن شهادة جديدة أدلى بها رجل سوري أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة فرانكفورت، ضد الطبيب علاء موسى المتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال عمله في أحد المستشفيات العسكرية التابعة للنظام السوري في مدينة حمص.
وبحسب صحيفة "فرانكفورتر العامة" الألمانية، فإن الشاهد أدلى بشهادته أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة فرانكفورت، كشف فيها عن معلومات صادمة حول وفاة شقيقه المعتقل بعد أن أعطاه الطبيب علاء حبة دواء.
ومثل الشاهدان الآخران في هذه القضية، اللذين استمع إليهما القضاء الألماني منذ بداية المحاكمة في بداية كانون الثاني الماضي، حضر الشاهد برفقة ضابط من مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية المكلف بحمايته، حيث تتخوف الحكومة الألمانية من أعمال انتقامية من الشهود، إذ هدد النظام السوري في وقت سابق عائلة أحد الشهود بالانتقام في حال لم يسحب ابنهم شهادته، وفقاً للصحيفة.
وتحدث الشاهد البالغ من العمر 41 عاماً للمحكمة عن لقائه بالطبيب علاء خلال فترة اعتقاله بين شهري تشرين الأول وتشرين الثاني عام 2011، وكيف كان يعذّب شقيقه مع باقي المرضى المعتقلين.
نوبة صرع في الزنزانة
وأوضح الشاهد أن شقيقه الذي يصغره بعامين، كان يعاني من حالة عصبية ويحتاج إلى الأدوية المضادة لنوبات الصرع باستمرار، لكنه حرم من العلاج والأدوية داخل المعتقل، ومما فاقم وضعه سوءاً احتجازه في زنزانة مكتظة لدرجة أن المعتقلين المصابين فقط هم من يمكنهم الاستلقاء للنوم بينما يضطر البقية للنوم جلوساً بوضعية القرفصاء.
وفي إحدى الليالي أصيب شقيق الشاهد، الذي كان في أواخر العشرينات من عمره، بنوبة صرع شديدة، ولم يستطع طلب المساعدة من السجانين خوفاً من بطشهم، وفقاً للشاهد.
في اليوم التالي، بحسب الشاهد، ظهر الطبيب علاء عند باب الزنزانة فتقدم نحوه الشاهد وسحب شقيقه إلى خارج الزنزانة على أمل أن يساعده، لكن بدلاً من تقديم الرعاية الطبية، صفع الطبيب المريض وأهانه بأسوأ طريقة ممكنة، وبعد ذلك سحب الشاهد شقيقه إلى الزنزانة، الذي أصيب بنوبات أخرى في الساعات التالية.
وعاد الطبيب علاء في اليوم التالي وأقدم على ضرب شقيق الشاهد وركله مرة أخرى، ما تسبب في تدهور حالته الصحية أكثر فأكثر، وبعد نصف ساعة عاد الطبيب وأعطى شقيق الشاهد حبة وردية، والتي تسببت على الفور بشلل المريض وأفقدته القدرة على التكلم، لكنه ظل واعياً لفترة من الوقت حين كان يضغط على يد شقيقه، وعندما توقف عن ذلك، استدعى الشاهد السجانين الذين أخبروه أن شقيقه قد مات.
من هو الطبيب السوري علاء موسى؟
الطبيب السوري علاء موسى المختص بالجراحة العظمية والمنحدر من محافظة حمص يبلغ من العمر 36 عاماً؛ يواجه اتهامات بتعذيب مدنيين في أثناء عمله طبيباً في سجن عسكري ومستشفيات في محافظتي حمص ودمشق بين عامي 2011 و 2012.
وكانت السلطات الألمانية ألقت القبض على علاء موسى، في شهر حزيران 2020، على خلفية اتهامه بتعذيب المعتقلين وحرق أعضائهم التناسلية خلال عمله طبيباً في مستشفيات عسكرية تابعة للنظام السوري.
وبدأت جلسات محاكمة "موسى"، في 19 كانون الثاني 2022، ورجّح مدير "المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية" أنور البني، أن تستمر جلسات محاكمته حتى نهاية العام 2022، وأن يصدر الحكم النهائي بحقه، في مطلع العام 2023.
ونشر تلفزيون سوريا في وقت سابق شهادات لأحد ضحايا تعذيب الطبيب علاء موسى، والذي أكد قيامه بالاعتداء على معتقلين في فرع الأمن العسكري التابع للنظام بحمص.
