وصل فريق اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة الدولي المؤلف من أطباء سوريين أميركيين إلى أوكرانيا، مطلع الأسبوع الفائت، لبدء جهود الإغاثة هناك، فقد أُرسل هؤلاء الأطباء لدعم جهود المساعدة في أوكرانيا بما أنهم عملوا سابقاً وسط ظروف النزاع نفسها في سوريا على مدار السنوات العشر الماضية، خاصة فيما يتعلق بإصابات الحرب والنزوح والهجمات الكيماوية والأزمة الإنسانية على نطاق واسع.
كانت هذه المنظمة قد افتتحت مكتباً ميدانياً لها في أوكرانيا، ولهذا أصبحت تدير مركزاً للإغاثة الإنسانية في مدينة لفيف، حيث يتم تقديم الأغذية والمواد الأساسية إلى جانب افتتاح نقطة طبية في مدينة لوتسك، كما تعمل هذه المنظمة على تأسيس مقر طبي ميداني في العاصمة الأوكرانية كييف.
والطبيب السوري الأميركي منذر يازجي الذي ساهم بتأسيس تلك المنظمة في الولايات المتحدة الأميركية، ويترأس هذه البعثة إلى أوكرانيا، يعمل على تقييم جروح بعض المصابين وتأمين شيء من الاستقرار بالنسبة لهم، مع توفير الأدوية اللازمة في نقطة لوتسك الطبية.
الأمم المتحدة وثّقت العديد من الغارات الجوية التي شنتها القوات الروسية واستهدفت مرافق طبية في سوريا، ما أدى إلى مقتل كثير من العاملين في المجال الطبي بينهم أعضاء تابعون لهذه المنظمة، والآن يتم توثيق الفظائع وجرائم الحرب نفسها التي سبق أن شهدتها سوريا في أوكرانيا، كما حدث مع قصف مشفى ماريوبول.
وحول ذلك يقول الدكتور يازجي: "كان فريق اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة الدولي صوتاً رائداً في مجال توثيق وفضح جرائم الحرب تلك أمام العالم، فالغارات الجوية التي شنت بلا هوادة أو رحمة على المدن، وفتح ممرات إنسانية، وما يعقب ذلك من هجوم يستهدف تلك الممرات يذكرنا بما شهدناه في سوريا".
ويتابع: "لهذا نطالب المجتمع الدولي بأن يقوم بشيء مختلف هذه المرة"، ويضيف: "لقد تصدر خبر إرسال النظام السوري لمقاتلين لدعم الغزو الروسي عناوين الصحف مؤخراً، ولهذا نريد من الشعب الأوكراني ومن دول العالم قاطبة أن يدركوا بأن السوريين تعرضوا للهمجية ذاتها، والأطباء السوريون اليوم موجودون هنا ليستفيدوا من كل شيء تعلموه في دعم الجهود الطبية والإغاثية في الميدان".
تأسس فريق اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة الدولي كاستجابة للمأساة السورية، ومنذ عام 2012 يقدم هذا الفريق خدمات الرعاية والإغاثة الطارئة إلى جانب الرعاية والإغاثة الطبية والرعاية الصحية العقلية والدعم النفسي، فضلاً عن خدمات الحماية والتغذية لملايين العائلات النازحة والمحتاجة التي تضررت بفعل المأساة سواء في الداخل السوري أو للاجئين السوريين المقيمين في تركيا.
وخلال عام 2020، قدمت هذه المنظمة خدمات طبية لمليون شخص تقريباً في كل من سوريا وتركيا، كما قدمت خدمات الرعاية الصحية الأولية لأكثر من 582 ألف نسمة، وخدمات الحماية لما يزيد على 55 ألف نسمة، وزودت ما يربو على 281 ألف مستفيد بالخدمات الغذائية وركزت في ذلك على النساء والأطفال.
كذلك قدمت المنظمة خدمات دعم الصحة العقلية والدعم النفسي لما يزيد على 34 ألف نسمة، وفي المشفى الخاص بهذه المنظمة في باب الهوى قدم هذا الفريق خدمات الرعاية الصحية لما يزيد على مليون مريض منذ تأسيس ذلك المشفى حتى نهاية عام 2019.
المصدر: ريد ليك نيشن نيوز