قال طبيبان سوريان تطوعا للعمل في أوكرانيا، إن الإصابات التي تعاملا معها هناك كانت تظهر استهدافاً مباشراً للمدنيين من القوات الروسية، وتشبه إلى حد كبير الإصابات التي عاينوها في سوريا في ظل قصف طائرات روسيا للمدن السورية.
وأوضح الدكتور أحمد دبيس، مدير قسم البعثات الدولية والاستجابة الطارئة في "اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية"، أنه جاء إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي عليها في شباط الماضي، وفق وكالة الأناضول.
وأضاف أنه شهد العديد من الإصابات التي كانت تصل إليهم من جراء استهداف القوات الروسية للمدنيين والأسواق والأحياء السكنية، وفق تعبيره.
تشابه بين إصابات الأوكرانيين والسوريين
دبيس أشار إلى أن الإصابات التي تعامل معها مشابهة إلى حد كبير تلك التي شهدها في سوريا، باعتباره كان يعمل منسقاً لسوريا في اتحاد المنظمات الطبية.
وأفاد أنه كان يصل إلى المستشفيات التي تطوع فيها بأوكرانيا، أطفال ونساء وكبار سن ورجال أصيبوا إصابات بالغة.
ولفت دبيس إلى أنه قابل أطباء معروفين في أوكرانيا، مثل البروفيسور ديفيد نوت، الذي عمل في سوريا وعالج الكثير من الجرحى فيها.
وأكّد أن البروفيسور نوت ذاته قال مراراً إن الإصابات التي كانت تأتيهم في أوكرانيا مشابهة للإصابات التي تعاملوا معها في سوريا.
وأكمل أنه رغم تشابه الإصابات في سوريا وأوكرانيا إلا أن وضع القطاع الصحي في الأخيرة أفضل بكثير.
وأوضح أن أوكرانيا "تتوفر بها المشافي والكوادر الطبية، كما أن مجاورتها لأوروبا وبقاء الحدود مفتوحة وحجم المساعدات التي تلقتها جعل بنيتها التحتية أفضل من نظيرتها بالمناطق التي استهدفها النظام وروسيا في سوريا".
وأضاف قائلاً: "في سوريا كانت البنية التحتية الصحية ضعيفة، وتعاني من نقص الكوادر الطبية، إضافة إلى الحصار وقلة المساعدات الطبية".
وذكر أن من المواقف المؤثرة في أوكرانيا إصابة مدني في قدمه، وكان البتر أحد الخيارات والمصاب خائفاً جداً، إلا أن الأطباء المتطوعين نجحوا في معالجة قدمه من دون بتر.
روسيا تستهدف المدنيين
الدكتور محمد غالب تناري، العضو في "الجمعية الطبية السورية الأميركية"، عمل سابقاً مديراً لمشفى سرمين الميداني في إدلب، وتطوع بدوره للعمل في مشافي أوكرانيا مع بداية العملية العسكرية الروسية.
وقال: إن "الإصابات بين المدنيين التي وصلتنا كانت جراء استهداف مباشر للمدنيين والأحياء السكنية"، مبيناً أن معظمها ناتجة عن أسلحة شديدة الانفجار مثل صواريخ جو -أرض، وقذائف مدفعية.
وأشار تناري إلى أن الإصابات التي شهدها وأسهم في معالجتها بأوكرانيا "تشبه الإصابات التي كانت تصل إليهم إلى المشفى في سوريا"، بحسب الوكالة.
وبيّن أن "المشافي والكوادر الطبية متوفرة في أوكرانيا، إلا أن هناك ضعفاً في التجهيزات اللازمة للتعامل مع الإصابات الناتجة عن القصف".
يشار إلى أن روسيا تدخلت عسكرياً في سوريا بـ 30 أيلول 2015، وارتكبت جرائم حرب عبر قصفها لمدن كاملة وخصوصاً حلب وريف دمشق، حيث تسببت بتهجير مئات آلاف السوريين من بيوتهم عبر رعايتها لاتفاقيات تهجير وتغيير ديموغرافي.
الجدير بالذكر أن روسيا غزت أوكرانيا في 24 شباط الماضي، الأمر الذي تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعدّه الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.