شهدت سوريا في عام 2021 أخفض نسبة لإنتاج القمح منذ خمسين سنة وذلك بسبب القحط وارتفاع أسعار المواد والظروف الاقتصادية السيئة، وذلك بحسب ما ورد في تقرير نشرته مؤخراً منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).
أشارت الفاو في تقريرها إلى "ضرورة اتخاذ إجراء فوري لدعم القطاع الزراعي" خلال الموسم المقبل.
ويأتي انخفاض الإنتاج الزراعي في وقت تعاني فيه سوريا من ظروف أقرب للمجاعة في بعض أنحاء البلاد، حيث أصبح أكثر من 90% من السكان يعيشون في فقر، وأكثر من 12.4 مليون نسمة يعانون من حالة انعدام الأمن الغذائي، بحسب ما أوردته الفاو.
القمح من 2.8 مليون طن إلى 1.05 مليون طن فقط
هبط إنتاج القمح والشعير بشكل كبير خلال هذا العام، حيث نقص إنتاج القمح بنسبة 63% عن إنتاج السنة السابقة ليصل إلى 1.05 مليون طن انخفاضًا من 2.8 مليون في عام 2020، أما إنتاج الشعير فقد توقف عند حد 10% من معدلات الإنتاج خلال عام 2020.
وتقدر مساحة القمح المحصود بـ 787 ألف هكتار، أي أكثر بقليل من نصف المساحة المحصودة في عام 2019. بينما بلغت مساحة الشعير المحصود 352 ألف هكتار ، أي أقل بحوالي 75 في المائة من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أنه بالإضافة إلى أن الهطولات المطرية في هذا العام كانت أدنى من معدلاتها، كذلك توقيت هطولها لم يكن معتاداً، ولعل في ذلك إشارة واضحة لتأثير التغير المناخي على سوريا.
تأثير المناخ والأمطار
فقد أوردت الفاو أن درجات الحرارة في النهار خلال شهر آذار كانت عالية، لكنها كانت تهبط كثيراً في الليل مما تسبب بإصابة المحاصيل بالصقيع. كما أن أكثر من نصف ما زرع من القمح بقليل قد جرى حصاده، مقارنة بما حصل خلال السنة الماضية، وذلك عندما تم حصاد كل ما زرع من محصول القمح.
وأدى عدم كفاية الأمطار وسوء توزيعها في الموسم الزراعي 2020/2021، إلى جانب العديد من موجات الحرارة، وارتفاع تكلفة المدخلات، ومحدودية توافر مياه الري، وارتفاع تكلفة الوقود لضخ المياه، إلى تقلص مساحة الحبوب القابلة للحصاد.
معوقات وتحديات الإنتاج الزراعي في سوريا
ويواصل المزارعون القلق بشأن ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل فضلاً عن نقص المدخلات عالية الجودة.
أسطول الآلات الزراعية قديم ولم يكن هناك استثمارات كبيرة.
تم إحراز بعض التقدم في إعادة تأهيل هياكل الري، على الرغم من أن الحفر غير القانوني وغير المنضبط للمياه الجوفية على مدى السنوات الماضية من المحتمل أن يكون قد أدى إلى خفض منسوب المياه الجوفية.
لا تزال نسبة كبيرة من الأراضي المروية سابقاً غير مروية بسبب نقص المعدات أو الصيانة أو الوقود.
تم الإبلاغ عن معدلات عالية من الهدر في إنتاج الفاكهة والخضروات، بسبب انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، وعدم القدرة على التصدير ونقص مصانع التجهيز. كما يؤدي الإمداد غير الموثوق بالكهرباء إلى زيادة هدر الطعام على مستوى الأسرة.
ويفتقر المزارعون إلى السيولة والحصول على الائتمان، بينما ترتفع أسعار المدخلات.
وارتفعت أسعار المدخلات المدعومة، بما في ذلك الوقود والأسمدة، في 2020/2021، وتوقف توفير الأسمدة بأسعار مدعومة في حزيران 2021.
ومن المرجح أن يكون مصدر البذور صعبًا بسبب الانخفاض الكبير في حصاد عام 2021، ومن المتوقع أن تكون جودة البذور متدنية، مع معدلات إنبات منخفضة.
ومع ذلك، يواصل المزارعون الذين يفتقرون إلى بدائل سبل العيش الاقتصادية المجدية زراعة أراضيهم، باستخدام أساليب إنتاج أقل كثافة وكميات أقل من المدخلات.
يذكر أن سوريا تشهد حرباً منذ عام 2011، وهذا ما أثر كثيراً على الإنتاج الزراعي في هذا البلد وأضر به.
وثمة تقرير آخر للفاو نشر في 16 كانون الأول الجاري يظهر بأن سوريا تمثل جزءاً من مشكلة أكبر ألا وهي مشكلة انعدام الأمن الغذائي في الشرق الأوسط، حيث ذكر هذا التقرير بأن نحو ثلث السكان في منطقة الشرق الأوسط يعيشون حالة انعدام أمن غذائي، وذلك مع ارتفاع في نسبة الجوع التي وصلت إلى 91.1% خلال العقدين الأخيرين.
المصدر: منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)