أجرت عقيلة رئيس النظام السوري أسماء الأسد اتصالاً بتقنية الفيديو مع الطفلة شام الشيخ محمد التي تتلقى العلاج حالياً في أحد مستشفيات الإمارات العربية المتحدة، بعد أن أثارت قصتها تعاطفاً واسعاً بعدما علقت تحت الأنقاض لنحو 40 ساعة في ريف إدلب من جراء زلزال الـ6 من شباط المدمّر.
ونشرت صفحة "رئاسة الجمهورية" في فيس بوك مقطع فيديو أظهرت فيه تفاصيل اتصال أسماء الأسد مع الطفلة شام (9 سنوات) الموجودة حالياً في مشفى "برجيل" بأبو ظبي، مضيفة أن أسماء اتصلت أيضاً بالطفل علي تفوح (9 سنوات) الذي فقد والدته في الزلزال، وأيضاً مع والد الطفل علي يوسف (12 سنة) الموجودَين في مشفى "الشيخ خليفة" بأبو ظبي.
وكان الأطفال الثلاثة قد نقلوا مع أطفال آخرين من حلب وإدلب واللاذقية إلى أبو ظبي منذ أكثر من أسبوعين لتلقي العلاج الطبي على إثر إصابتهم بما يُعرَف بـ "متلازمة هرس الأطراف" نتيجة تعرّض أطرافهم لإصابات خطيرة تحت الأنقاض التي خلفها الزلزال في الشهر الماضي.
وجاء اتصال أسماء الأسد، وهو الأول من نوعه، بالأطفال المصابين عقب إجراء عملية بتر لساقي الطفلة شام على خلفية الإصابة وبقائها تحت الأنقاض لفترة طويلة قبل إخراجها من قبل فريق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء). وأفادت وسائل إعلام إماراتية في وقت سابق من الأسبوع الماضي بأن عملية البتر تمت بعد معاينة الطفلة من قبل كادر طبي.
قصة إنقاذ أسطورية جديدة…وبطلتها "طفلة اسمها "شام" أيضاً وتلك ليست بمجرد صدف أن تتشابه الظروف والأسماء.
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 9, 2023
فرقنا أنقذت #شام وأشقاءها زيد وراما من تحت أنقاض منزلهم في قرية ملس #غربي #إدلب،كنا نتمنى أن تكون أمهم معهم ولكن الموت سبقنا إليها.
2/7/ 2023#الخوذ_البيضاء #زلزال_سوريا #سوريا pic.twitter.com/LogJjuIJTR
وبعد إنقاذ شام من تحت الأنقاض وانتشار قصتها، نشرت وسائل إعلام موالية للنظام السوري قصصاً زعمت فيها أن عملية الإنقاذ جرت على يد فرق تابعة للنظام، وبأن حكومة الأخير هي التي تدخّلت لنقل الطفلة من إدلب وإدخالها إلى تركيا لتلقي العلاج.
أسماء الأسد تستغل الاتصال وترسّخ مزاعم النظام
وحاولت أسماء الأسد عبر اتصالها، ترسيخ ادعاء إعلام النظام ذاته، إذ أوحت بأنها كانت على اطلاع بجميع مجريات نقل الطفلة ووصولها إلى الإمارات، وكذلك حين وجهت رسالة للطفلة بقولها: "بدك ترجعي لعندي". وحين أشارت شام في حديثها إلى أنها ستركّب "أرجل اصطناعية" لتعود بها إلى سوريا، ردّت "الأسد" بالقول لها: "إنتي قوية، ورجعتك رح تكون أكبر هدية إلنا".
وعندما قدّمت الطفلة شام شكرها لـ "الشيخة فاطمة بنت مبارك" رئيسة الاتحاد النسائي العام والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ورئيسة مؤسسة التنمية الأسرية، والرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، نظراً لجهودها في إحضارها إلى الإمارات، زعمت أسماء أنها اتصلت بها وشكرتها أيضاً "فلولا تدخلها ما كنا قدرنا نطلعك"، على حد تعبيرها.
"ما بيهمهن العلاج.. تجار دم كلها"
— تلفزيون سوريا (@syr_television) March 12, 2023
أسماء #الأسد تتاجر بأوجاع الطفلة شام ومعاناتها ووالدها ينفي معرفته!
هل خططت #الإمارات والنظام لاستغلال قضيتها سياسياً؟#تلفزيون_سوريا #نيو_ميديا_سوريا
WARNING: This video contains graphic content and may be upsetting to some people pic.twitter.com/GJNWXqF00A
ردود فعل غاضبة
وأثار اتصال أسماء الأسد بالطفلة شام الشيخ محمد استنكار طيف واسع من السوريين على منصات التواصل الاجتماعي، واصفين ما حصل بأنه "استغلال سياسي" من قبل الإمارات ويصبّ في مصلحة نظام الأسد.
وكتب حسن الدغيم تغريدة قال فيها: "عالجت تركيا في مشافيها عشرات الآلاف من السوريين المصابين، ولم تجبرهم على تصوير فيديو واحد يشكر أردوغان أو زوجته أو حكومته. الإمارات بحجة معالجة الطفلة شام بترت قدمها وأجبرتها على شكر كل شيخات وسموات الإمارات وفوقهم المجرمة أسماء الأسد بنت سارق قمح السوريين".
عالجت تركيا في مشافيها عشرات الآلاف من السوريين المصابين وربما عشرات الآلاف ولم تجبرهم على تصوير فيديو واحد يشكر أردوغان أو زوجته أو حكومته
— حسن الدغيم (@Hasan_Dagim) March 11, 2023
الإمارات بحجة معالجة الطفلة شام بترت قدمها وأجبرتها على شكر كل شيخات وسموات الإمارات وفوقهم المجرمة أسماء الأسد بنت سارق قمح السوريين pic.twitter.com/Fdpu7gHFlR
وقال الناشط عمر مدنية في تغريدته: "الطفلة شام هجرها المجرم بشار الأسد وأنقذها أبطال الخوذ البيضاء من تحت ردم الزلزال، تم نقلها إلى تركيا للعلاج، ومن ثم الإمارات قاتلت لتأخذها ولتعالجها لكن تبين أن هدف الإمارات إعطاء الأسد فرصة لاستغلالها سياسياً...".
الطفلة شام هجرها المجرم بشار الأسد وأنقذها أبطال #الخوذ_البيضاء من تحت ردم الزلزال ، تم نقلها إلى تركيا للعلاج ، ومن ثم الإمارات قاتلت لتاخذها ولتعالجها
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) March 11, 2023
لكن تبين ان هدف الإمارات إعطاء الأسد فرصة لإستغلالها سياسياً اليوم أسماء الأسد أجرت مكالمة فيديو معها .. pic.twitter.com/pIkl5B0De6
وغرّد الإعلامي السوري قتيبة ياسين قائلاً: "إلى الأشقاء في الإمارات، لم يحدث يوماً أن استغلت العرب صاحب حاجة، فكيف إذا كان صاحب الحاجة طفلاً ومنكوباً بالزلزال؟ الطفلة شام التي نقلتموها من إدلب للعلاج في دولتكم أجبرتموها على شكر شيخات ومشايخ لم تسمع باسمهم يوماً؛ ولكن أن تجبروها على شكر أسماء الأسد فهذا والله يدخل في باب الانحطاط".
إلى الأشقاء في الإمارات
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) March 11, 2023
لم يحدث يوما أن استغلت العرب صاحب حاجة
فكيف إذا كان صاحب الحاجة طفلاً ومنكوباً بالزلزال؟
الطفلة شام التي نقلتموها من إدلب للعلاج في دولتكم أجبرتوها على شكر شيخات ومشايخ لم تسمع باسمهم يوماً
لكن أن تجبروها على شكر أسماء الأسد فهذا والله يدخل في باب الانحطاط pic.twitter.com/ulLSl85mQu
أما "المرصد أبو أمين" فكتب يقول: "المجرمة أسماء الأسد تحاول إظهار إنسانيتها باتصال مع الطفلة شام المهجرة من منزلها بفعل إجرام عصابات الأسد... هناك آلاف الأطفال الذين كانت براميل وقذائف بشار الأسد سبباً في بتر أطرافهم وأكبر من أي زلزال".
المجرمة أسماء الأسد تحاول إظهار إنسانيتها بإتصال مع الطفلة شام المهجرة من منزلها بفعل إجرام عصابات الأسد...
— المرصد أبو أمين 80 (@Najdat567) March 11, 2023
هناك آلاف الأطفال الذي كانت براميل وقذائف بشار الأسد سبباََ في بتر أطرافهم وأكبر من أي زلزال.. #أسماء_الأسد_مجرمة_حرب pic.twitter.com/D8P3o28E2R
قصة الطفلة شام
وانتشرت قصة الطفلة شام على نطاق واسع عقب تصدر مقطع فيديو يوثق إنقاذها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت فيه ممددة تحت الأنقاض وهي تتحدث مع عناصر الإنقاذ، لتطلب منهم عبوة ماء وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها، بالإضافة إلى ترديدها مع فريق الإنقاذ أغنية تحمل اسمها.
وعقب إخراجها مع والدها واثنين من إخوتها من تحت أنقاض منزلهم في "أرمناز" بريف إدلب، أطلق ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي حملة لإنقاذها مع أخيها حملت اسم "أنقذوا شام وعمر"، ما دفع السلطات التركية إلى السماح بإدخالهما إلى أراضيها.
وبعد دخولهما، نقلت السلطات التركية شام وأخاها إلى أحد المستشفيات، حيث قرر الفريق الطبي بتر الأطراف المتضررة بعد الاطلاع على حالتهما، ما دفع والدهما بطلب نقلهما إلى الإمارات العربية المتحدة، في محاولة منه لمعالجة الأطراف دون بترها.