icon
التغطية الحية

أسلوب جديد لتأجيل العسكرية.. شعب التجنيد بدمشق تطلّق وتزّوج

2024.04.13 | 16:21 دمشق

شعبة تجنيد في دمشق ـ (سانا)
شعبة تجنيد في دمشق ـ (سانا)
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

يسمسر موظفون في شعب التجنيد بدمشق على الشبان في سن الخدمة الإلزامية، بهدف التحايل على تكليف السوق من خلال توجيههم نحو انفصال والديهم ورقياً أمام القضاء، ومن ثم إعادة الزواج فيما بعد عبر كتاب شيخ، وهذا أسلوب جديد لتأجيل الخدمة الإلزامية في قوات النظام، مقابل مبالغ مالية. 

سامر شاب عشريني (طلب عدم ذكر اسمه كاملا) يقول لموقع تلفزيون سوريا: "ذهبت قبل انتهاء تأجيلي بثلاثة أشهر لأستفسر عن إمكانية تمديد التأجيل لستة أشهر أخرى بأي طريقة قانونية"، مضيفاً أن موظف شعبة التجنيد اقترح عليه طريقة جديدة وهي طلاق والديه ورقياً أمام القضاء ليصبح معيلا لوالدته.

وأشار إلى أن عائلته تتألف من أبويه وأخوه وأختيه، وهم تحت الـ 18 عاماً، وحتى يتمكن من التأجيل يجب أن يكون معيلاً لوالدته أو عمر والده يتجاوز الـ 65 عاماً. 

وأضاف، أن والديه استهجنوا الفكرة في البداية لكنهم وافقوا عليها بعد تعذر تأجيله بطرق أخرى، موضحاً أن طلاق والديه حدث بمخالعة رضائية وحصل بعدها على إخراج قيد حديث يثبت طلاق والديه لتقديمه لشعبة التجنيد، على أن يقوم والداه بالزواج مرة أخرى بكتاب شيخ. 

وعن دور شعب التجنيد في تسهيل تقديم تلك الطلبات للتأجيل، أوضح لموقع تلفزيون سوريا أن "موظف شعبة التجنيد أخذ منه 800 ألف ليرة لتجاوز عقبة حداثة أوراق الطلاق وكي لا يظهر موضوع الطلاق أنه حصل بهدف التأجيل فقط".

وتستغل شعب التجنيد إحدى شروط التأجيل بالإعالة للسمسرة والترزق على حساب المكلفين بالخدمة في قوات النظام وهي أن "يكون عمر الأب 65 عاماً، أو في حال كانت أمه مطلقة أو أرملة ولا معيل لإخوته غيره".

ومن شروط المعيل بحسب موقع وزارة الخارجية التابع لحكومة النظام السوري "ألا يكون دون الثامنة عشرة من العمر أو طالباً في إحدى المدارس أو مجنداً أو سجيناً أو مجهول الإقامة أو مغترباً أو عاجزاً عن الكسب وأن تكون موارد المعيل على مختلف أنواعها كافية للإنفاق على جميع من كان يعيلهم عادة بالإضافة إلى أقارب المكلف الذي يعود إليه إعالتهم".

تداعيات قانونية مستقبلية

لكن، في المقابل، يترتب على حالات الطلاق هذه بهدف التأجيل من الخدمة في قوات النظام مشكلات في الإرث في حال وفاة الأب أو الأم، وفقاً لمحامٍ بدمشق.

وقال المحامي لموقع تلفزيون سوريا (طلب عدم ذكر اسمه) أن "الطلاق قد يكون سهلا على الورق، لكن المشكلة تكمن في تداعياته المستقبلية وهي ضياع حقوق الزوجين الإرثية، إذ لا يرث الزوج في حال وفاة الزوجة المطلقة قضائياً والمتزوجة بكتاب شيخ، وكذلك الزوجة لا ترث في حال وفاة الزوج، عدا عن خسارة الشاب حقه في التأجيل في حال وفاة الوالدة". 

وأوضح المحامي أن من يلجأ إلى هذه الأساليب يتوجب عليه تقديم بيان عائلي كل سنة لإثبات طلاق والديه وكذلك إثبات عدم زواج والدته من رجل آخر.