موجة ارتفاع الأسعار الجنونية التي يعاني منها السوريون، طالت المدافئ بكل أنواعها، وبات سعرها بعيداً عن قدرة شريحة واسعة من السوريين، جعلتهم يتجهون لشراء المدافئ المستعملة، أو التخلي عن فكرة شراء المدفأة من أساسها.
والعديد ممن التقاهم موقع "تلفزيون سوريا" في دمشق، فضّلوا عدم شراء مدفأة أساساً، لعدم توفر الكهرباء أو الغاز أو المازوت، مقابل خطورة التدفئة على الحطب، مؤكدين أن الخيارات أمامهم معدومة حتى في حال قرروا شراء مدفأة بظل هذا الغلاء.
ثمن الدفء غالٍ
ويباع لتر المازوت الحر في السوق السوداء بـ 1000 ليرة سورية، وقد تستهلك المدفأة الصغيرة مع تقنين الاستخدام الشديد ما بين 5 – 7 لترات في اليوم، ما يعني 5 – 7 آلاف يومياً، وهذا المبلغ يعتبر ترفاً فاحشاً لا يمكن تأمينه إلا من قبل طبقة الأثرياء.
وفي حال تم تأمين المازوت المدعوم، فإن اللتر يصل إلى 200 ليرة مع أجرة التوصيل علماً أن سعره الرسمي 180 ليرة، بالتالي تحتاج المدفأة ما بين 1000 – 1400 ليرة يومياً، وثمن الـ200 ليتر نحو 40 ألف ليرة سورية وبالكاد تكفي مدة شهر واحد في الشتاء أو أزود بقليل.
اقرأ أيضا : أفران مغلقة وطحين قليل.. أزمة الخبز في دمشق تشتد
وتراوح سعر المدافئ التي تعمل على المازوت بحسب الحجم والنوع من 20 ألف ليرة سورية للصغيرة جداً ذات النوع الأقل من وسط، وما بين 30 – 60 للحجم الوسط، أما الحجم الكبير فمن 75 إلى 150 ألف ليرة، وتزيد عن 300 ألف لنوعيات مثل الأولمر ومثيلاتها من مدافئ الصالونات.
وتحتاج مدافئ المازوت إلى تركيب بواري، حيث يتراوح سعر البوري طول متر ما بين 1500 – 2500 ليرة حسب النوع، بينما يساوي سعر الكوع سعر متر البواري.
جنون الكهربائيات
وكان من المفاجئ هذا العام، أن يصل سعر المدفأة الكهربائية التجارية ذات الوشيعتين التي كانت تباع الشتاء الماضي بـ5000 ليرة، إلى 15 - 20 ألف ليرة، بينما وصل سعر المدفأة من نوعية متوسطة بقياس وسط فيها وشيعتين وتوربين إلى 35 - 40 ألف ليرة.
وتدرجت الأسعار ارتفاعاً بنسب تتراوح بين 300 – 400% عن العام الماضي، فالمدافئ التي كانت تباع بـ30 ألف العام الماضي وصل سعرها هذا الشتاء إلى 60 - 75 ألف، والتي كان سعرها 50 ألف ليرة فاقت الـ100 ألف هذا العام.
ووصل سعر بساط التدفئة الذي يتم وضعه تحت السجاد، بدلاً عن المدافئ، إلى 35 ألف ليرة سورية بقياس 3*2 تقريباً، ويتراوح السعر صعوداً وهبوطاً تبعاً للماركة والقياس.
حتى المستعمل لا يرحم
الخيار الوحيد كان للسوريين في دمشق، هو التوجه لشراء المدافئ المستعملة، من قبل محال صيانة المدافئ الكهربائية، الذين يقومون بشراء المدافئ المعطلة ويعيدون صيانتها وتبديل قطعها وعرضها من جديد للبيع، إضافة إلى ما يعرضه البعض على صفحات الفيس بوك الخاصة بالمستلزمات المستعمل.
وتقل أسعار المدافئ المستعملة عن الجديدة ما بين 40 – 50% أو قد لا تنخفض أكثر من 20% تبعاً لنظافتها ومدة استعمالها، ويعود تحديد السعر للبائع فقط ولا يحكم هذا السوق سوى العرض والطلب دون أي مقياس لتحديد السعر.
اقرأ أيضا : قطاع النسيج في دمشق: أسعار الملابس سترتفع هذا الشتاء 3 ...
واكد عدد من البائعين في سوق المرجة لـ"تلفزيون سوريا" أن الإقبال هذا العام على شراء المدافئ منخفض جداً، والسوق في ركود كبير، نتيجة انخفاض القدرة الشرائية وتدهور قيمة الليرة وتدني مستوى الرواتب قياساً بالأسعار، إضافة إلى زيادة ساعات التقنين التي تجعل من مدفأة الكهرباء بلا جدوى.
ويعاني السوريون من فقدان المشتقات النفطية منذ أشهر، دون أي وعود حقيقة بحل الأزمات وتأمين مستلزمات الشتاء، بينما زادت ساعات التقنين مؤخراً حتى وصلت إلى 5 ساعات قطع مقابل ساعتي وصل.
اقرأ أيضا : رغم توسلات زوجته.. عناصر قوات الأسد تضرب مدنياً في دمشق