خشي عدنان نويلاتي على أمان أسرته عند اندلاع الحرب في سوريا، إذ يتذكر هذا الرجل البالغ من العمر 52 عاماً كيف اقتحمت قوات النظام بيته في حرستا القريبة من دمشق بحثاً عن المنشقين.
وعن ذلك يحدثنا فيقول: "دمروا أثاث بيتنا ومتعلقاتنا، فأصيب أولادي بصدمة جراء ذلك، فقد أضرت الحرب بنا من جميع النواحي".
وصل هذا الرجل برفقة زوجته وأولاده الخمسة إلى نيوزيلندا كلاجئين في 18 تشرين الثاني، حيث سجلت أعداد النازحين واللاجئين في العالم رقماً قياسياً، عند وصولها لعتبة 103 ملايين نسمة.
وحول ذلك يعلق أندريكا راتواتي المدير الإقليمي للمفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في منطقة المحيط الهادي بآسيا، فيقول: "لقد تجاوزنا مرحلة مؤسفة للغاية، إذ بلغ عدد النازحين عالمياً مستوى غير مسبوق، ولهذا تسعى المفوضية جاهدة مع الدول الأعضاء لمعالجة هذه المشكلة الكبيرة".
نويلاتي وزوجته بعد هربهما من الحرب في سوريا
ثم إن الأوضاع في كل من أفغانستان وماينمار وأوكرانيا صارت أسوأ، ومما زاد الطين بلة تفشي جائحة كوفيد-19 إلى جانب مشكلة التضخم العالمية، ولهذا يضيف راتواتي قائلاً: "لقد تجاوزت الحاجة حدود ما يصلنا من موارد، ولهذا بتنا في وضع نعاني فيه من عجز وقدره 700 مليون دولار لا بد لنا أن نحصلها قبل نهاية هذا العام".
يذكر أن أسرة نويلاتي تقيم في جنوبي نيوزيلندا ضمن منطقة باتت تعرف بمركز إعادة توطين اللاجئين.
وحول ذلك، يعلق الناطق الرسمي باسم هذا المركز فيقول: "أقامت تلك الأسرة عند وصولها في المركز ضمن برنامج مؤلف من خمسة أسابيع، وخلال تلك الفترة، تم تزويدهم بجميع الخدمات التي تشمل الإطعام والسكن، كما توجد مدرسة داخل المركز مخصصة للكبار والأطفال، وهنالك روضة للأطفال أيضاً".
يقوم الأطباء والعاملون في المجال الاجتماعي والمتخصصون بالصحة العقلية بمعاينة اللاجئين عند وصولهم، ليقرروا إن كانوا بحاجة لأن يحالوا إلى مشاف أو مراكز أخرى.
وحول ذلك يضيف الناطق الرسمي باسم المركز: "عند وصولهم إلى هنا نجري تقييماً لمدى احتياجهم للسكن، إذ عندما تغادر الأسر هذا المركز نقوم بتأمين بيوت لها في مناطق مختلفة من نيوزيلندا".
يذكر أن الحكومة النيوزيلندية رفعت حصتها من اللاجئين من ألف إلى 1500 خلال عام 2020.
في حين يخبرنا راتواتي بأنه يتمنى إتاحة فرص أكبر للاستقرار أمام اللاجئين في تلك المنطقة، إذ يقول: "تقوم دول ذات دخل متدن أو متوسط بإيواء 76% من اللاجئين على مستوى العالم... ولهذا تطالب تلك الدول المجتمع الدولي بتحمل الأعباء معها والسير معاً على خطى دعم اللاجئين".
أما المتحدث الرسمي باسم وزارة الهجرة النيوزيلندية فقد ذكر بأن حكومته ما تزال ملتزمة بتأمين ممرات آمنة بشكل دائم أمام أشد اللاجئين ضعفاً في العالم، وذلك من خلال برنامج اللجوء الذي طرحته، وأضاف: "تعمل وكالات حكومية عديدة على إنعاش وتجديد استراتيجية إعادة توطين اللاجئين في نيوزيلندا والتي تهدف لتحسين ظروف الاستقرار ونتائج الاندماج بالنسبة للاجئين، ومن المتوقع أن يتحقق ذلك في عام 2023".
وتابع بالقول: "إننا ملتزمون بدعم اللاجئين السابقين حتى يستقروا بنجاح بما يساعدهم على المشاركة والإسهام بشكل كامل في مجتمعاتهم وليشعروا بأنهم ينتمون لها فعلاً".
يقارن نويلاتي وضعه هنا بوضعه في سوريا، فيخبرنا بأنه يحس وكأنه في "الجنة" في نيوزيلندا، ويضيف: "أود أن أعمل لأقدم لنيوزيلندا ما قدمته لي.. صحيح أن سوريا هي أول بلد لنا، إلا أن نيوزيلندا أصبحت موطننا الثاني".
المصدر: Stuff