تتصاعد الأزمة السياسية بين روسيا وإسرائيل، في ظل عزم موسكو إغلاق مكاتب "الوكالة اليهودية" على أراضيها، وذلك على خلفية موقف إسرائيل من الحرب الروسية في أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، صباح اليوم الثلاثاء، إن بلادها تأسف لأن إسرائيل اتخذت "موقفاً منحازاً وغير مفيد" فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا.
وأضافت، كان الانحياز الإسرائيلي إلى جانب أوكرانيا غير مفهوم على الإطلاق وغريبا بالنسبة لموسكو، وكان ينبغي لإسرائيل أن تحصل على صورة كاملة لما كان يحدث.
في المقابل، علق الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على الأزمة مع روسيا، داعياً إلى إدارتها بحذر.
وقال هرتسوغ، اليوم الثلاثاء، خلال مشاركته في ندوة حوارية باسم "المؤتمر الوطني 2022" بثتها "القناة 13" الإسرائيلية الخاصة، إن القضية التي شغلتنا في الأيام الأخيرة تتعلق بأنشطة "الوكالة اليهودية" في روسيا، وهي قضية قريبة جداً من قلبي.
وأضاف أنه من الأفضل اتباع الصمت وعدم ظهور الأزمة للعلن الأمر الذي يتيح حلها بشكل أسرع.
كما علق وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، على أزمة "الوكالة اليهودية"، خلال مشاركته بالندوة الحوارية، نافياً أن تكون العلاقات الروسية الإسرائيلية قد تدهورت بالفعل.
وأعرب غانتس عن أمله أن يتم حل الأزمة، مشيراً إلى أن التنسيق بين البلدين مستمر وأن هناك تبادلا للمعلومات والبيانات.
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي، مع ذلك لدينا اعتبارات في الساحة الشمالية (سوريا) ونحتاج إلى المضي قدما بالعلاقات مع روسيا بحذر وحساسية.
שר הביטחון @gantzbe מאשר לראשונה כי לפני מספר חודשים בוצע ירי מסוללת S-300 רוסית לאחר תקיפה ישראלית בסוריה: "אירוע חד פעמי, שהתבצע אחרי התקיפה. מטוסינו בכלל לא היו בסביבה. המצב כרגע יציב"@Doron_Kadosh
— גלצ (@GLZRadio) July 26, 2022
وفي هذا السياق، كشف غانتس، أن منظومة الدفاع الجوي الروسية "S-300" أطلقت صواريخ بعد هجوم إسرائيلي على سوريا، قبل عدة أشهر.
وأضاف غانتس، أن تفعيل منظومة "S-300" في سوريا حدث مرة واحدة فقط، من دون أن يؤثر ذلك على التنسيق مع الروس في سوريا.
أزمة "الوكالة اليهودية"
تصاعد التوتر السياسي بين البلدين في الأسابيع الأخيرة بعد تهديد روسيا أكثر من مرة بإغلاق مكاتب "الوكالة اليهودية"، المسؤولة عن تنظيم هجرة اليهود إلى إسرائيل، على أراضيها.
وتعد "الوكالة اليهودية" من أهم المؤسسات "الصهيونية" لإسرائيل في الخارج، وقد ساعدت اللاجئين الأوكرانيين على الاستقرار في إسرائيل.
تأتي "أزمة الوكالة اليهودية" على خلفية تزايد التوتر بين بوتين وإسرائيل على خلفية غزوه لأوكرانيا، في ظل موقف إسرائيل الذي يراه الروس منحازا إلى أوكرانيا.
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 شباط/فبراير الماضي، التزمت إسرائيل الحياد حفاظاً على علاقاتها مع روسيا في الساحة السورية.