يقف معظم "مرضى القلب" في مناطق سيطرة النظام السوري أمام خيارين سيّئين؛ الأول أن يتعايشوا مع أزماتهم القلبية وما يترتب عليها من خطورة مباشرة على حياتهم، والثاني أن يدفعوا كل ما يمتلكون من أموال، أو استدانتها، لتأمين لوازم العمليات الجراحية والأدوية.
وأضحت قيمة تكاليف أي عمل جراحي مرتبط بمريض القلب، من شأنها أن "تتسبب بإصابة أهل المريض وذويه بأزمة قلبية أيضاً"، بحسب ما نقلت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام عن أحد المواطنين السوريين.
وأوضح المصدر أن تلك التكاليف ليست مقتصرة على مستشفيات القطاع الخاص فحسب، بل أصبح إجراء أي عملية في القطاع العام (الحكومي) يمثّل مشكلة كبيرة للمرضى، إذ بات يترافق موعد إجراء العملية بقائمة مطالب، من بينها: "العملية في يوم كذا، وعليكم شراء هذه المواد لزوم الجراحة فهي ليست متوافرة لدينا...".
وقال إن ذوي المريض "يُطلب منهم إحضار (شراء) ما يتطلب لإجراء العمل الجراحي من خارج المستشفى، وربما صارت تسمى أيضاً (السوق الصحية السوداء)"، أسوة بأسواق المحروقات والعملة وغيرها.
وأفاد بعض المرضى بأنهم يضطرون لإجراء العمل الجراحي في المستشفيات الخاصة نظراً لتوقف بعض الأجهزة عن العمل في المشافي العامة ومنها "جهاز القثطرة"، ما يضطر المريض بالحالات المتقدمة للتوجه نحو القطاع الخاص ودفع ملايين الليرات عبر الاستدانة أو سحب قروض. وتساءلوا: "كيف يمكن للقطاع الخاص توفير كل ما يلزم للطبابة والجراحة، مقابل عجز الجهات الحكومية عن توفيرها للمستشفيات العامة وتخفيف الأعباء المادية عن المرضى خاصة من ذوي الدخل المحدود".
"مستشفيات حكومية مخصخصة"!
ووفق الصحيفة الموالية، فقد طالب أهالي المرضى بأن يتم استبدال مفهوم المستشفيات العامة "المجانية" والهيئات المستقلة التابعة لـ "وزارة الصحة" في حكومة النظام، لتصبح "مستشفيات مخصخصة"، مع وصول كلفة جراحة القلب المفتوح إلى نحو 4 ملايين ليرة سوريّة بدون (جهاز الأكسجة) الذي يكلف عدة ملايين أيضاً، وبسعر غير ثابت. ناهيك عن كلفة القثطرة القلبية وتركيب الشبكات التي يضطر المريض لشرائها من خارج المستشفى، والتي يزيد سعر كل شبكة منها على 4.5 ملايين ليرة سورية.
وكشف أحد المواطنين بأن كلفة عملية "المجازات الإكليلية" تتراوح بين (50– 60 مليون ليرة سوريّة) في المستشفيات الخاصة، وفي حال إضافة صمام فإنها تصل لنحو (80– 90 مليوناً) بحسب المواد المستخدمة، أما كلفة تركيب أو زرع الشبكة فتتراوح بين (13– 14 مليون ليرة)، وكل شبكة مضافة تصل إلى 5 ملايين ليرة، والبالون يتراوح سعره بين مليون ومليون و500 ألف ليرة، بحسب ما نقل المصدر.